إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

الحديث قياس

قال تعالى: {فَأَمَّا ٱلزَّبَدُ فَیَذۡهَبُ جُفَاۤءࣰۖ وَأَمَّا مَا یَنفَعُ ٱلنَّاسَ فَیَمۡكُثُ فِی ٱلۡأَرۡضِۚ} وهي آية مدلولاتها عميقة جدًّا، لا تعيها العقول السطحية البسيطة، والمعنى منها هو ثبات الحق وبقائه، والمعنى أيضًا يلامس أهل الحق المتمسكين به، فهم باقون ثابتون لا يتزعزعون رغم المكائد الدنيئة، في حين اضمحلال الباطل وزواله ولو بعد حين، والأمر يتعلق بأهل الباطل أيضًا، فهم زائلون بإذن الله، وهذه ثقتنا التّامة وقناعاتنا، أنهم زائلون، زائلون، زائلون. وعلى حدّ قول المثل الشعبي الجزائري [ما يدوم غير الصح] [وما يبقى في الواد غير حجارو] سيبقى الرّاسخون فقط والبقيّة إلى اندثار واضمحلال وزوال، حتى يختفي ذكرهم ويصبحوا نسيًا منسيًّا.

وبالرجوع إلى الآية التي قبلها، نجد أن الله ضرب مثلًا يصب في ذات السياق {وَمِمَّا یُوقِدُونَ عَلَیۡهِ فِی ٱلنَّارِ ٱبۡتِغَاۤءَ حِلۡیَةٍ أَوۡ مَتَـٰعࣲ زَبَدࣱ مِّثۡلُهُ} والمقصود هنا هو المعادن التي يصنع منها الحلي، كالذهب والفضة وما عداهما؛ بغرض الزِّينة، وما تتركه من خبث أو تراب، فلا يُنْتفعُ به، ويتم الاستغناء عنه، كما يُستغنى عن زبد البحر؛ الذي لا فائدة تُرجى منه، فيما يبقى الذهب الخالص والمعدن النفيس النقي الخالي من الشوائب والزّيف المنفِّر، والأمر سيان بالنسبة للفارّين من الحقّ والمعرضين عنه، مثلهم في هذا “حُمُر مستنفرة فرّت من قسورة” أي الحمير الوحشية الفارّة من الرُّماة أو الأسود التي تودّ اصطيادها، وهو معنى (قسورة بلسان الحبشة.

كذلك هو حال كثير من البشر، كالزبد تمامًا، أو كالباطل ما داموا مصرين عليه، ويعتقدون أنهم يغيظون أهل الحق، وهو الوهم الذي يعيشه هؤلاء حتى يستفيقوا على صدمة وخيبة وألم يعيدهم ألف خطوة للوراء، بينما ينتصر أهل الحق ويرتفع ذكرهم “فالحق يعلو ولا يُعلى عليه” وهذا ديدن أنصاره.

الكاتب الجزائري/ طارق ثابت

مقالات ذات صلة

‫34 تعليقات

  1. سيبقى الرّاسخون فقط والبقيّة إلى اندثار واضمحلال وزوال، حتى يختفي ذكرهم ويصبحوا نسيًا منسيًّا.

  2. يما يبقى الذهب الخالص والمعدن النفيس النقي الخالي من الشوائب والزّيف المنفِّر، والأمر سيان بالنسبة للفارّين من الحقّ والمعرضين عنه،

  3. ويعتقدون أنهم يغيظون أهل الحق، وهو الوهم الذي يعيشه هؤلاء حتى يستفيقوا على صدمة وخيبة وألم يعيدهم ألف خطوة للوراء،

  4. مثلهم في هذا “حُمُر مستنفرة فرّت من قسورة” أي الحمير الوحشية الفارّة من الرُّماة أو الأسود التي تودّ اصطيادها

  5. مثلهم في هذا “حُمُر مستنفرة فرّت من قسورة” أي الحمير الوحشية الفارّة من الرُّماة أو الأسود التي تودّ اصطيادها

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88