إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

الغذاء والحساسية

الحساسية عبارة عن رد فعل غير طبيعي لأنسجة الجسم بعد تعرضها إلى مستضد خارجي (انتجين).

تتحسس هذه الأنسجة بعد ملامسة المستضد الخارجي، إما مباشرة عن طريق الملامسة للجلد أو الأغشية المخاطية، أو من خلال مجرى الدم بعد امتصاصها من الأمعاء.

وتحدث الحساسية نتيجة لتمازج المستضد الخارجي مع نوع خاص من الأجسام المضادة وهي 1 TD 19E في داخل الأنسجة، مما يؤدي إلى تمزق الخلايا وإخراج مادة الهيستامين التي تظهر الحساسية.

وبعض الأشخاص يكونون أكثر تقبلًا لصنع أجسام مضادة 19 من غيرهم، وهذه الصفة يمكن أن تكون وراثية.

الحساسية يمكن أن تظهر بصورة سريعة خلال بضع دقائق من تعرض الشخص إلى عامل الحساسية، ويمكن للحساسية أن تظهر بعد بضع ساعات أو بعد أيام من تعرض الشخص لعامل الحساسية.

والتحسس يمكن أن يكون موضعيًّا مثل الطفح الجلدي (الثري) أو يكون عامًّا وشديدًا؛ بحيث يؤدي إلى الوفاة، مثل التعرض إلى حساسية الصدمة الشديدة anophylactic shock والتي تحدث لبعض الأشخاص عند استعمالهم لحقن بالعضلة أو الوريد، وهي تحتوي على مستضد بروتيني.
.
الأغذية التي تسبب الحساسية:-

1- الحساسية الغذائية تحدث عادة للأطفال الرضع في الأشهر الأولى من عمرهم وكذلك في السنوات الخمس الأولى من حياتهم.
والغذاء المسؤول عن الحساسية عند الأطفال هو الحليب الصناعي، وحليب البقر، والبيض، والحبوب.

ووجود بروتين خاص في الحبوب (gliadin) يسبب حساسية في الأمعاء مؤديًا إلى حدوث إسهال شديد للأطفال.

2- بعد السنة الخامسة من عمر الطفل تبدأ الحساسية الغذائية في الانحسار تدريجيًّا وتظهر حساسية أخرى ضد المواد الطيارة مثل: الغبار، ولقاح الأشجار، وشعر الحيوانات، والروائح.

3- الأغذية المسؤولة عن حدوث الحساسية هي كثيرة جدًّا، وتكاد تكون لأغلب المواد الغذائية.

ومن أهم المواد الغذائية التي تسبب الحساسية: الأسماك، واللحوم، والمكسرات (فستق)، والطماطم، والرشاد، والشوكولاته، والبرتقال، بالإضافة إلى الحليب والبيض والحبوب والخردل.

4- المضافات الغذائية
بعض المواد التي تضاف إلى قسم من الأغذية وعصير الفواكه مثل (Tartrazine) و(Azo dye) لغرض إعطاء صبغة خاصة لها قد تسبب الحساسية كالطفح الجلد أو الربو.

5- حافظات الأغذية
بعض المواد تضاف إلى الأغذية لحفظها مدة طويلة من التلف مثل: سلفر دايوكسايد، ومادة صوديوم بنزويت. وهذه المواد موجودة في عصير البرتقال المعلب وهي المسؤولة عن الإصابة بالربو.

أنواع الحساسية

١- حساسية الجلد

تظهر هذه الحساسية على شكل طفح جلدي (الشري) وهي الحساسية الأغلب لجميع الأعمار. وقد تظهر الحساسية على شكل (وذمة) تدعى (وذمة وعائية) مسببة اختناقًا للشخص بعد تناوله لمواد غذائية متحسس منها.

والإكزيما هي نوع من أنواع الحساسية الجلدية التي تظهر عند تلامس الجلد للمواد التي تسبب الحساسية، مثل المواد الكيمياوية كالمنظفات والمعقمات وغيرها من المواد التي تلامس اليد. وقد تكون الإكزيما نتيجة تناول الأطفال أو بعض الكبار لمواد غذائية مسببة للحساسية.

٢- حساسية الجهاز التنفسي

الربو القصبي هو الأكثر حدوثًا للأشخاص عند استنشاقهم للمواد المسببة للحساسية مثل: الغبار، أو لقاح الاشجار، ولكن الربو في بعض الأحيان يحدث نتيجة لتناول بعض الأغذية.

٣- حساسية الجهاز الهضمي

تظهر أعراض الحساسية للجهاز الهضمي على شكل سوء هضم، أو آلام في البطن، أو تقيؤ، أو على شكل إسهال.

٤- حساسية جهاز الدوران

تظهر الحساسية على شكل صدمة شديدة مسببة الوفاة المفاجئة، ويكون سببها ظهور الهيستامين بكمية كبيرة، مسببًا توسعًاا كبيرًا في الأوعية الدموية، وهبوطًا حادًّا في الدورة الدموية، وتكون في هذه المرحلة سببًا للوفاة المفاجئة. وتحدث هذه الحالة فقط عند استعمال أدوية مثل حقن البنسلين عن طريق الوريد.

٥- حساسية الحبوب (الجلوتين)

هذا المرض يحدث نتيجة وجود حساسية داخل الأمعاء ضد مادة تدعى الجلوتين، وهي المادة الرئيسية الموجودة في الحبوب مثل: الحنطة، والشعير، والشيلم، والدخن.
ويصيب هذا المرض الأطفال والكبار، وتظهر أعراضه على شكل السرطان الشخصي (مادة صفراء شحمية) مما يؤدي إلى ضعف عام ونقص في الوزن بالإضافة إلى ظهور أعراض نقص الفيتامينات التي تطرد مع الخروج. ومن المعتقد أن سبب هذا المرض هو حساسية داخلية تؤثر على الأمعاء الدقيقة. وقد وجد سطح الأمعاء بعد أخذ مسحة منها للفحص أملسا، كما أن الخيوط الدقيقة التي توجد عادة على سطح الأمعاء تكون قليلة جدًّا، وكذلك شكل الخلايا يكون مسطحًا. ووُجد نقصًا في بعض الإنزيمات مثل: أنزيم الرايسكرايدز، والبيتايدز.

وقد لوحظ أن هذه التغيرات التي تحصل في الأمعاء ترجع إلى حالتها الطبيعية بعد أن يمتنع المريض عن تناول الحبوب التي تحتوي على مادة الجلوتين الموجودة في الحبوب، وتسبب هذا التمزق والتغيير في تكوين الأمعاء، مما يؤدي إلى عدم قدرة الأمعاء على امتصاص المواد الغذائية والإسهال الشحمي. ومن
علامات المرض حدوث إسهال مزمن يصاحبه خروج مواد صفراء شحمية. والأطفال يصابون بهذا المرض بعد السنة الثالثة من عمرهم. والإسهال الشديد يؤدي إلى توقف النمو لديهم، بالإضافة إلى نقص الوزن مقارنة بالأطفال العاديين الذين هم في نفس أعمارهم.

كما يصاب الكبار بهذا المرض، فنجدهم ضعاف البنية ووزنهم أقل من المعدل الطبيعي بكثير. والإسهال الشحمي المزمن يؤدي إلى نقص في الحديد، ونقص في فيتامين B12 وفولك أسيد، مما يؤدي إلى إصابتهم بفقر الدم، ونقص فيتامين D مما يؤدي إلى الإصابة باالكساح بالنسبة للأطفال، وقلة كثافة العظام (استيوماليشيا) بالنسبة للكبار.

كما يحدث نقص فيتامين K مما يؤدي إلى النزف الدموي، ويتم تشخيص المرض عادة بأخذ عينة من الأمعاء وفحصها، لكن هذه العملية صعبة ومعقدة.

وفي أغلب الحالات يتم التشخيص بواسطة منع المريض من تناول المواد الغذائية الحاوية مادة الجلوتين، فإنْ توقف الإسهال واستعاد المريض صحته فإنّ التشخيص يكون مؤكدًا بوجود حساسية بالأمعاء ضد الحبوب.

ونسبة نجاح علاج هذا المرض عالية جدًّا إن امتنع المريض عن تناول المواد الغذائية والحاوية مادة الجلوتين.

ويستعيد الطفل قدرته على النمو ويبدأ كبار السن بزيادة وزنهم تدريجياً، كما تنحسر أعراض نقص الفيتامينات التي فقدت في الإسهال الشخصي، وخصوصًا فقد الدم والنزف الدموي بعد فترة وجيزة من امتناع المصاب عن تناول المواد الغذائية الحاوية على الجلوتين.

والمواد الغذائية التي يجب أن يمتنع المريض عن تناولها هي:

– الحنطة (الخبز والصمون)

– البثيلم والشعير والدخن

– المعجنات التي تصنع من طحين الحنطة مثل: البسكويت، الكيك، المعكرونة، السباجيتي.

– المواد الغذائية التي يدخل في تركيبها مادة الحنطة أو الطحين، أو حتى تصنع وتغمس في الطحين، مثل بعض النقانق أو الكباب، حيث يغمس في الطحين لكسبه طعمًا جيدًا.

ولأن مادة الجلوتين لا توجد في الأرز، لذا يمكن للمريض تناوله وكذلك تناول الحليب ومشتقاته والخضروات، والبقوليات واللحوم، والبيض والفواكه.

ومن المفضل امتناع المريض طوال حياته عن تناول مادة الجلوتين؛ خوفًا من عودة الحالة بشكل أكثر تعقيدًا، مما يجعل المريض أقل استجابة للعلاج مرة أخرى، كما أن هناك احتمالًا لإصابة الأمعاء بعد تمزقها مرة ثانية بالأورام السرطانية.

طرق الكشف عن الحساسية الغذائية:-

1- عن طريق معرفة المواد الغذائية التي تسبب الحساسية عند تناولها من قبل الأشخاص وخصوصًا عند ظهور أعراض الحساسية مباشرة بعد تناول نوع خاص من الغذاء.

2- إعطاء الشخص كمية صغيرة جدًّا من نفس المادة الغذائية التي تسبب الحساسية من دون أن يعلم، فإن تسببت في حدوث الحساسية فيجب منعه من تناولها.

3- منع الأطفال الصغار من تناول المواد المسببة للحساسية، خاصة أن هذه المواد قليلة، ويمكن الامتناع عنها مثل الحليب أو البيض، أو الحبوب .

4- يمكن القيام بفحص خاص للحساسية عن طريق زرق الجلد بالمواد الغذائية بكل أنواعها، فإن ظهر الطفح الجلدي الموضعي على شكل دائرة حمراء دل على حدوث الحساسية لتلك المادة.

5- عن طريق أخذ عينة من الدم وتعاملها مع جميع المواد الغذائية المتناولة لمعرفة نوع الغذاء الذي يتحسس منه الشخص، وهي الطريقة الأكثر إيجابية في الوقت الحاضر.

علاج الحساسية:

1- عدم تناول المواد المسببة للحساسية بعد معرفة المادة الغذائية المسببة للحساسية، وهذه قد تكون سهلة في نوع خاص من المواد الغذائية، كالسمك، ولكن تكون صعبة عند وجود الحساسية ضد البيض، أو الحليب، أو الحبوب، لأن هذه المواد تدخل في كثير من الأغذية المصنعة الأخرى مثل: الكيك، والبسكوت، والمعجنات، … وغيرها.

والأطفال الرضع الذين لدى آبائهم أو أمهاتهم حساسية غذائية، من الأفضل إعطائهم حليب الأم فقط في الأشهر الستة الأولى من عمرهم، وكذلك يفضل عدم إعطائهم البيض أو حليب البقر بعد الأشهر الستة الأولى، والاكتفاء بإعطائهم حليب الصويا.

2- تغير طبيعة البروتين enaturation of the protein
عند تعرض المواد الغذائية إلى الحرارة تتغير طبيعة فعالية البروتين مما تؤدي إلى توقف تأثيره كمادة مسببة للحساسية؛
فلذلك عند بعض الاشخاص الذين لديهم الحساسية الغذائية للحليب الطازج أو البيض المسلوق الخفيف يستطيعون تناول الحليب بعد تسخينه وكذلك تناول بيض مسلوق جيداً لمدة عشر دقائق من دون حدوث الحساسية . وفي بعد الأحيان تناول صفار البيض المسلوق جيدًا لا يسبب الحساسية لأن أغلب التحسس يأتي من تناول بياض البيض.

3- إزالة أو تغير الحساسية

تتم إزالة الحساسية عن طريق إعطاء الشخص كمية صغيرة جدًّا من المواد المسببة للحساسية، إما عن طريق الفم أو عن طريق الحقن؛ حتى نستطيع تحفيز جهاز المناعة لديه وتقويتها لمنع حدوث الحساسية.

4- تأثير العمر

بعض المواد الغذائية التي تحدث الحساسية في بداية عمر الإنسان قد تزول عند التقدم في العمر.

5- إعطاء الدواء

يجب تناول أدوية ضد الحساسية وهي التي تحتوي على مضادات الهيستامين، وتكون هذه الأدوية فعالة لمنع حدوث الحساسية كالشرى (الطفح الجلدي)، أو الودمة الوعائية. أما في حالة الربو القصبي يمكن استعمال الأدوية الموسعة للقصبات الهوائية.

الكاتب العراقي/ د. مازن سلمان حمود

ماجستير تغذية علاجية – جامعة لندن

مقالات ذات صلة

‫71 تعليقات

  1. لطالما كانت مواضيعك متميزة

    لا عدمنا التميز و روعة الإختيار

    دمت لنا ودام تألقك الدائم

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88