وقف “عين زبيدة”.. عراقة الماضي وإبداع أذهل الحاضر

هذه‏ الرحلة من أكثر الأشياء التي تُجدد طاقتنا وتحفزنا لتحقيق أهدافنا بنفس حماسة البداية، فكيف إن كانت هذه الرحلة إلى مكانٍ يفوحُ منه التاريخ بأجمل صورة.
هكذا هي (العين زبيدة) بمجرد رؤيتها، وهكذا استمرت شامخة قوية لأكثر من 1200 سنة إلى عهد قريب، إلى أن استُعيض عنها بمياه البحار الناتجة عن محطات التحلية الضخمة؛ نتيجة شحّ المياه فيها وتدمير أغلب قنواتها بسبب التطوّر العمراني في مكة المكرمة.

مكة المكرمة/ حليمة الحازمي

وتنحدر العين -التي بدأ العمل بها عام ثمانمئة- من وادي النعمان عبر قنوات مائية يصل عمقها إلى أربعين مترًا تحت الأرض، ومبنية من الحجر المخرم. وقد تم تشييدها بطريقة دقيقة بحيث تصل إلى المشاعر المقدسة على سطح الأرض ويرتوي منها الحجاج مباشرة.

وحتى نبقى على صلة بآثارنا وأوقافنا الإسلامية لم تألُ حكومة المملكة جهدًا إلا وبذلته في الاعتناء بمثل هذه الآبار، حيث كانت سباقة لتشييد المشاريع وضمها إلى العين على أعلى المستويات.

للتعرف على جماليات وحيثيات المكان، قامت محررتنا المتألقة أ/ حليمة الحازمي، بجولة في ربوعه مع شركة هاجر المكية؛ حيث أظهرت عراقة المعمار والفن الإسلامي، ومدى التقدم الذي وصل إليه المسلمون في بناء القنوات وسقاية الحجيج في ذلك العهد. معمار نفاخر به حتى الآن.