هل تجف الأقلام واجفة؟!
حفظ معظمنا في صغره أن الأشجارُ تموتُ واقفة، ورأى معظمنا في كبره كيف تموت الأشجار واقفة.
فهل يعرف معظمنا كيف ستجفّ الأقلام واجفة؟!
في عالم الشبكة العنكبوتية فضاء واسع من التناقضات ما بين الخير والشر، والحقّ الباطل. في هذا الفضاء الرحب وضعَ المخترعون والعلماء آلاف الآمال لبناء العالَم، والنهوض بأهل الأرض، ولربما وُجدت بعض الثغرات، استغّلها بعض المستخدمين لهدم العالم، والتخلّف لأهل الأرض! في العالم الثالث بالذات تجد ذلك و اضحًا جليًّا. ففي مقابل مئات المواقع والتغريدات التي تسعى للهدف الأول، تجد مئات الآلاف منها تسعى للهدف الثاني، إمّا بسوء نيّة، أو بجهلٍ مركّب مجهول الهويٌة.
لو أبحرنا قليلًا في بعض المواقع والتغريدات من النوع الثاني، فسنجد أناسًا متخصصين في الهدم، ولا شيء سوى الهدم. التثبيط، والإحباط، واليأس، والسخرية، والاستهزاء، واللا مبالاة، والآلام، هي أدواتهم التي يجتهدون أيّما اجتهاد لبثّها في نفوس الآخرين.
وبما أننا قد أبحرنا قليلًا في ذلك النوع الثاني، فتعالوا بنا لنغوص عميقًا في بعض المواقع والتغريدات من النوع الأول، حيث سنجد أناسًا متخصصين في البناء، ولا شيء سوى البناء. الحثّ، والهمّة، والإيمان، والتحفيز، والتشجيع، والاهتمام، والآمال، هي أدواتهم التي يجتهدون كلّ الاجتهاد لزرعها في أرواح الآخرين.
فأي الفريقين ستتبع؟!
يُقال: إنّ الكثرة تغلب الشجاعة، فبنظرة شاملة ستجد النوع الثاني طاغيًا على هذا العالم، وباجتهاد وعمل لا يعرف الكلل والملل! وله أتباعه، وأنصاره، ومشجعّوه، وتابعوه.
وكذلك الفريق الأول.. فأيّ اجتهادٍ -طالما أنّ الاجتهاد حاصلٌ من الفريقين- سيجد له صدى واسعًا في نفسك.
هل ستسمر في لعن الظلام، ٱم ستوقد شمعة؟
هل ستظل تنظر لنصف الكأس الفارغ؟!
أم أنّك ستلاحظ النصف الآخر الممتليء فورا؟
هل بدأت غربان اليأس تنعق حولك، ونسور الإحباط تحلّق فوق رأسك، وأنتَ في طريقك إلى الألف ميل؟!
أم تتابعت عصافير الأمل ترفرف حولك، وصقور الطموح تحلّق في روحك؟
إذا كانت إجاباتك من النوع الإيجابي الأول -كما تعتقد- فهل تظنّ أنّ ذلك سهلٌ لمجرّد الإيماء بالرأس، أو خطّ كلمة نعم؟ وكتابة حكمة هنا.. ومقالة هناك؛ فمقابل اجتهادٍ واحد من الفريق الأول، ستجد ألف اجتهاد من الفريق الثاني.
أفتظنّ أنّك ستظلّ محسوبًا على الفريق الأول دون أن تعمل؟!
وإذا كان الفريق الثاني يتواصون فيما يعتقدن أنّه الحق، ويتواصون بالصبر، شئنا أم أبينا، فإلى أي مدى توصي أنت ممن حولك وتظن أنّك على الحق، فستستمر دون كلل ولا ملل بالتواصي بالصبر؟!
أي شموعٍ ستوقدها في سردابٍ طويل مظلم بارد، تضيء لك وللآخرين الدرب، وتجدد طريق المسير، وأي كلماتٍ ستنطق بها لتجعل روحك وروح الآخرين من حولك تحلّق عاليًا في سماء الطموح والصبر والتواصي. انظر في اجتهادِ الفريق الذي تظنّه مضادا لفريقك، فإن لم تستطع أن تضاهيه، فليس على الأقل أن تفعل مثله، وإذا كنتَ تعتقد أنّه يعمل دون هدف، فأي هدفٍ تعمل أنت من أجله؟، وإذا كنتَ شاكّا في النتيجة، فالبيان في السنة والقرآن.
الطريق طويل، والزاد قليل، مليء بالسهر والمدامع، مترعٌ بالتعبِ والمواجع. لكنّك خُلقتَ لتبقى، وتبقى كلمتك، حتّى يأتيك اليقين، وسيتلو سهرك فجرٌ مشرقٌ بكلّ ألوان الطيف، وتتلو دموعك إشراقة ابتسامتك كإشراقة فجرك، فإن سارع إليك القدر، فلتبق كلمتك واقفة شامخة تتناقلها الأجيال. فإذا ما أردت بيانًا أكثر بأن النتيجة ستكون لصالحك ولصالح فريقك، فراجع ذلك البيان من السنة والقرآن. ألا لذلك فلتسارع، ولتلك النتيجة فلتصمد، ولذلك الهدف فلتصبر.
وكما علمت أن الأشجار تموت واقفة، فهل ستنفي أن الأقلام تجف واجفة؟!
“فإن تولّوا فقل حسبي الله”.
دمتم بخير ونقاء وصفاء، وإلى لقاء في جنّة عرضها الأرض والسماء.
بقلم الأديب العربي/ حامد العباسي
مقال رائع ووصف بليغ للحال للطريق طويل والزاد قليل
مقال جميل جدا بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
كلمات بليغة ووصف جميل ادت الى مقال راائع .
اما كلمة .واجفة . لا ارى لها تفسير الا ان تكون من باب الحشو
شكرا لكم قرائي الأعزاء
لإبداء ملاحظاتكم يسرني تواصلكم على
[email protected]
حفظ معظمنا في صغره أن الأشجارُ تموتُ واقفة، ورأى معظمنا في كبره كيف تموت الأشجار واقفة.
عنوان رائع وجذاب
وكذلك الفريق الأول.. فأيّ اجتهادٍ -طالما أنّ الاجتهاد حاصلٌ من الفريقين- سيجد له صدى واسعًا في نفسك.
أفتظنّ أنّك ستظلّ محسوبًا على الفريق الأول دون أن تعمل؟!
أم تتابعت عصافير الأمل ترفرف حولك، وصقور الطموح تحلّق في روحك؟
هل ستسمر في لعن الظلام، ٱم ستوقد شمعة؟
أي شموعٍ ستوقدها في سردابٍ طويل مظلم بارد، تضيء لك وللآخرين الدرب، وتجدد طريق المسير، وأي كلماتٍ ستنطق بها لتجعل روحك وروح الآخرين من حولك
بارك الله فيكم
فإن لم تستطع أن تضاهيه، فليس على الأقل أن تفعل مثله، وإذا كنتَ تعتقد أنّه يعمل دون هدف، فأي هدفٍ تعمل أنت من أجله
مقال جميل جدا
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
ممتاز
موضوع رائع
روعه روعه
ما شاء الله
مقال فى قمه الجمال
هل تجف الأقلام واجفة؟! وكفى
كتابة وأفكار مرة رائعة
شكرا هتون
موفق دوما
هل ستسمر في لعن الظلام، ٱم ستوقد شمعة؟
دمتم بخير ونقاء وصفاء، وإلى لقاء في جنّة عرضها الأرض والسماء.
كتابة وأفكار مرة رائعة
شكرا هتون
موفق دوما
نفع الله بنا وبكم
أصلح الله الحال
هذا الواقع
معك حق
اتفق مع حضرتك في الرأي
معلومات لأول مرة أعرفها شكرا جدا
تسلسل منطقي للأفكار
دوما موضوعاتكم مميزة
لا فض فوك
يسلموا
موضوع رائع
جميل جدا
مشكورين
عمل جيد جدا
موضوع اكثر من رائع
موضوع في قمة الروعة
اشكرك على طرحك المفيد
كل الشكر لكم
دمت مبدعا كاتبنا العزيز
بسم الله ما شاء الله
جهد موفق تبارك الله
جيد جدا
موضوع متميز
أنتظر هذا الباب دوما
روعه روعه
كلمات معبرة
مقال متميز
سلمت يداك أستاذنا
دمتم مميزين
بورك بوحك أستاذ حامد
موفقين
دمتم مبدعين متألقين
بارك الله في جهودكم
لو أبحرنا قليلًا في بعض المواقع والتغريدات من النوع الثاني، فسنجد أناسًا متخصصين في الهدم، ولا شيء سوى الهدم.
أصبت كبد الحقيقة أستاذ حامد
موضوع مهم ويجب الاستفادة منه
بورك بوحك
“فإن تولّوا فقل حسبي الله”.
روعاتكم أستاذنا
يُقال: إنّ الكثرة تغلب الشجاعة، فبنظرة شاملة ستجد النوع الثاني طاغيًا على هذا العالم، وباجتهاد وعمل لا يعرف الكلل والملل!
فإن لم تستطع أن تضاهيه، فليس على الأقل أن تفعل مثله، وإذا كنتَ تعتقد أنّه يعمل دون هدف، فأي هدفٍ تعمل أنت من أجله.
ما معنى أن تجف الأقلام واجفة؟
هل يعني ذلك أن تتوقف عن الكتابة خوفًا؟
وإذا كان الفريق الثاني يتواصون فيما يعتقدن أنّه الحق، ويتواصون بالصبر، شئنا أم أبينا، فإلى أي مدى توصي أنت ممن حولك وتظن أنّك على الحق، فستستمر دون كلل ولا ملل بالتواصي بالصبر؟!
في انتظار المزيد من إبداعاتكم.
عنوان جذاب وموضوع أكثر من رائع
أفتظنّ أنّك ستظلّ محسوبًا على الفريق الأول دون أن تعمل؟!
أحسنت.