إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

طفولة بائسة

كنت وبعض الأصدقاء الذين هم من جيلي والبعض الأخر من جيل الثمانينات والتسعينات الميلادية نتجاذب أطراف الحديث عن الزمن الطفولي الذي عاشه كل واحد منا في الصغر، وأثناء حديث أحد الأصدقاء قال: (يوم كنت طفلاً فعلت كذا وكذا)، وأخذ يسرد ما كان يمارسه من الألعاب والترفيه المعروف لدى الناس في وقت الطفولة، وأثناء حديثه عن طفولته، إذا بواحد من جيل السبعينات يضحك؛ حتى تعجبنا من قهقهته العالية، وفورًا سأله صديقنا الذي كان يتحدث لنا عن طفولته، ما سبب هذا الضحك؟ هل قلت شيئًا أضحكك  لهذه الدرجة؟.

فأجاب قائلاً: طفولة ماذا يا صديقي؟ عن أي طفولةٍ تتحدث؟ واستطرد قائلاً: أما نحن جيل الستينات والسبعينات فلم نحظَ بشيءٍ مما ذكرت على الإطلاق، حيث كنا نستيقظ وقت الفجر ونتناول فطورنا ثم نذهب إلى المدرسة ونتلقى عنفًا نفسيًّا وجسديًّا من معلمين لا يعرفون عن أصول التربية والتعليم شيئًا؛ حيث إن غالبيتهم سعوديون متخرجون من معهد المعلمين، والقسم الآخر منهم من جنسيات عربيه مختلفة، ونمكث بهذه الحالة المزرية حتى الساعة الواحدة ظهرًا، ثم نخرج فرحين إلى منازلنا، وما إن يحل المساء حتى يزحف كل واحد منا إلى فراشه زحفًا من كثرة التعب والإرهاق، وبعد خمس دقائق لا تكاد تسمع لنا ركزا، وهذه ياصديقي حالنا في اليوم الذي يليه.. والكلام لا يزال لصديقنا  سبعيني الجيل، حيث كنا نعيش بين مطرقة المدرسة وسندان المنزل، وكنا نشتكي للوالد ثم يأتي إلى المدرسة ويقول لإدارتها (لكم اللحم ولنا العظم!!) وإنني قد تعجبت.

والكلام لصديقنا الأخير: عندما ذهبت قبل ٣ سنوات بابني ذو الست سنوات في نفس المدرسة التي كنت أتعلم فيها، وهي مبنى حكومي لم يتغير، ودخلت أحد الصفوف التي كنت أتلقى فيها العنف الجسدي والنفسي، وإذا بالحال قد تغير كثيرًا، حيث شاهدت الألعاب في جنبات الغرفه بشتى أنواعها، وفورًا أخبرت المعلم بقصتي أنا وجيلي، كيف كنا نقاسي شتى أصناف العذاب في هذه المدرسة، ورد المعلم المحترم قائلاً هذا حصل في وقتكم أما الآن فقد تغير كل شيء وأصبحت المدرسه ممثلةً في الإدارة والمعلم يراعوا نفسية الطالب، ويعلّموه السلوك القويم بالمحبة والترغيب في التعليم بالطرق الحديثة وعدم تنفيره من التعليم بالضرب، وصدق من قال:” قم للمعلم وفه التبجيلا، كاد المعلمُ أن يكون رسولا”.

والله ولي التوفيق

بقلم/ سالم سعيد الغامدي

مقالات ذات صلة

‫99 تعليقات

  1. لا شيء يعدل قساوة الحياة عندما تظنها أهدتك الحنان في شخص فتصعقك ردود أفعاله.

  2. كنت أسمع هذه الجمل حتى وقت قريب، ما زال هناك من يعذب نفوسنا البريئة، ما زال هناك من يؤذيها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88