إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

حينما يستولي لصوص الإنترنت (hackers) على حسابك الإلكتروني (تويتر)

‏وداعًا حسابي التويتري الوطني؛ لقد كنت لك خادمة في كل ما أقدمه إليك، وأختار لك ما هو جميل في عيني وعيون جميع من يشاهدك ويقرأ ما تحتويه صفحاتك من كلمات، نُسجت بحبي لوطني، ومن ثم تسابقت هذه الكلمات وتسارعت لتحظى بشرف تنسيقها في جمل تُحيي معنى الحب والوفاء والولاء للدين أولًا، ثم المليك والوطن.

كم كنت أتمنى لو افتديتك بمالي، ولم تسرقك مني يد خبيثة نجسة قام صاحبها بخيانتي؛ لأنني كنت أريد توثيقك أيها الحساب البار، وحتى لا تضيع من يدي ويستفيد مما تحتويه صفحاتك من جميل العبارات، والتغريدات، والمقالات.

أيضًا، أيها الحساب المسروق، كنت أستأمنك على ما أودعته لديك، وتحمله جنابتك من مشاركاتي بالهاشتاقات الوطنية التي تم نشرها لي عبر بعض القنوات الفضائية، والتي يزيد عددها عن ثماني تغريدات نشرت عبر قنوات (العربية، والحدث، والآن).

كم تحملت أيها الحساب الوفي تلك المقالات الوطنية والاجتماعية التي أكتبها عبر عدة صحف إلكترونية، ومن ثم تقوم أنت باحتضانها كما تحتضن الأم طفلها بكل حب، وفخر، ثم تعرضها لمتابعي عبر صفحتك. لقد ظللت أغرد فيك وأغذيك بمعنى التضحيات لهذا الوطن، وكيف يجب أن نحافظ عليه.

لمدة تزيد عن أربع سنوات، لم تشكوني، كنت تفتح لي ذراعيك بكل رحابة صدر لكل ما أودعه إياك من تلك الأعمال. كنت أفخر بك كثيرًا؛ لأني نذرتك لهذا الوطن الغالي المعطاء، كان يخيل لي أن صفحاتك تهتز فرحًا بانتصارات جنودنا على الحد الجنوبي؛ أرسل إليك تلك الأخبار، أو مايقوم به رجال أمننا بالداخل من إنجازات أمنية بجميع قطاعاتهم، وأيضًا ما أحرزه أبناء وبنات الوطن من نجاحات وتميزات علمية بالداخل أو بالخارج؛ مما يجعلنا نفاخر بهم بقاع العالم.

وقد كنت أتّقد نشوة وطنية لا يعادلها نشوة وفرحة عندما أخط كل ذلك بقلمي عبرك أيها الغائب الحاضر، ميزتها بالصور، أو الفيديوهات، والشيلان الوطنية؛ كتوثيق لكل ذلك لتبقى محفورة بين جنابتك.

غيابك عني آلمني جدًّا، فقد حاولت أعوض فقدك هذا، فاستنسخت لك صورة، والصورة ليست كالأصل طبعًا.

ها أنا بدأت أكتب من جديد على هذا الحساب المستنسخ، لعل وعسى يهون عليّ فراقك، وأكون أشد حرصًا في المستقبل عليها.

نعم ذهبت.. وذهبت معك جميع أعمالي التي كنت أعتقد أنها ستشهد لي بعد مماتي، لقد نذرتك لهذا الوطن، علمًا بأنه كانت تأتيني ظروف كغيري من الناس يصعب عليّ فيها الكتابة فيك أو التغريد، ولكن الحس الوطني يناديني عندما يكون هناك مناسبات لوطني (دينية، أو وطنية) يجب أن أشارك فيها؛ لذلك أتحامل على نفسي وأشارك، فكأني فيها أراك تشجعني وتقول لي هل من مزيد ابنة الوطن، فتأخذني الحمية الوطنية بالاسترسال بالكتابة والتفنن بالتغريدات بما يناسب الحدث،
صبرًا.. صبرًا.

ما بالي؟! كأني أرثيك حسابي العزيز والغالي على قلبي، لا أبدًا؛ فأنا أعزي نفسي فيك، فأعمالي التي كنت تحتضنها أمانة عندك، لقد رتوتها.. بها الكثير ممن يشتاق لرؤية ما تعرضه عليهم، فهي لدى أغلب متابعي أمانة لديهم، وهم أهل لتلك الأمانة لكي يساهموا بنشرها ليستفيد منها من يتابعهم هم أيضًا.

ولكن ياحسابي العزيز..  إن كنت فقدتك، فقَدْ فَقَدَ الوطن جنودا له، إما شهداء، أو جرحى، على الحد الجنوبي، فارتوت أرض الطهر بدمائهم الزكية، وأيضًا رجال أمننا الأوفياء بجميع قطاعاتهم المختلفة.

ثق تمامًا أيها الحساب الوطني الحر أنني لم أدخر جهدًا لاستردادك بجميع الوسائل، ساهم في ذلك أبناء وبنات من وطني الحبيب، من داعمين ومغردين ومتخصصين باسترجاع الحسابات، لعدة أيام مواصلين ليلهم بنهارهم ولكن دون جدوى، والخيرة فيما اختاره الله.

أقول لعل وعسى من امتدت يده الخبيثة ليسرقك، يتعلم بما فيك من معاني الوطنية، وإن السارق ستطاله يد العدالة إن عاجلًا أو آجلًا.

وأخيرًا وليس بآخر.. أوصيك أنه عندما يطلب منك هذا السارق الخبيث بأن تكتب ما يمليه عليك مما لم تعتد عليه من بذاءة في اللسان، أو شتم للحاكم، أو الوطن، أو التحريض لكل ما يمس أمننا، ألا تنصاع لكلامه، وإن كلفك  روحك فداءً لما تؤمن به أنه خطأ ومغاير لما هو عليه خلقك الوطني الأبي.

وداعًا أيها الحساب التويتري الوفي.

بقلم/ حليمة محمد العلكمي

مقالات ذات صلة

‫73 تعليقات

  1. كتبتي فأبدعتي أستاذه #حليمه
    وهذه المقاله دعيني اسميها رثاء في حساب اكتض بالحب والوفاء والولاء للوطن وولاة أمره الكرام . شيهانة المملكه ستبقين وفيه ومخلصه لدينك ووطنك وولاة أمرك ماحييتي وهذا ماعرفناه عنك .. اختاً عزيزه وبنت وطن غاليه .. إلى الامام دوماً

  2. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    مقالك مؤلم فقد كان هذا المقال بمثابة رثاء حزين
    نعلم أنك تأثرتي بفقدك لذلك الحساب الذي،كنا
    جميعا نتابعك من خلاله ونتابع جميع مقالاتك
    الرائعه لكن نقول لك الله يعوضك خيرا ونعلم
    ان الاستاذه القديرة والملهمة دائما قادرة على جعل حسابها الجديد نسخة ويمكن يتفوق على السابق
    بقدرتك على ذلك فنحن نعلم جميعا بمدى قدرتك على ذلك ولكن نطلب منك عدم النظر للماضي وانظري لما هو قادم ولم نصل للمستوى الذي يجعلنا
    نقول لك هذا الكلام ونعلم أنك اكبر من ذلك نحن ننظر لحسابك الجديد ونتطلع الى كل جديد وستعوضين كل ماراح منك بقدرة واحد احد وبجهودك العظيمة ايتها الكاتبة التي نرى انها
    ستحقق ماتصبو اليه ولانقول لمن قام بهذا العمل
    الاشيئا واحدا حسبنا الله ونعم الوكيل ونقول لك
    عوضك الله خير وأعانك وسدد خطاك وقلمك وجهودك قادرة على التعويض وسياتي يوما
    ونرى أن تعبك طيلة تلك السنين تم تعويضه
    بكل عزيمة واقتدار وانا اجزم ان لديك نسخ
    من تلك الكتابات او مما اشرتي اليها وستكون
    مرجعا مساعدا لك ايتها الاخت العظيمة بارك الله
    فيك وسدد خطاك لما يحب ويرضى موفقه لكل خير وفالك دائما بعنان السماء

  3. رغم أنه ليس من حقنا التطفل على مشاعر الآخر، ولكن ما دام قد شاركتا بها فلنا أن نسأل هل يستحق حساب على تويتر كل هذا؟!

  4. أوصيك أنه عندما يطلب منك هذا السارق الخبيث بأن تكتب ما يمليه عليك مما لم تعتد عليه من بذاءة في اللسان، ألا تنصاع لكلامه.

  5. لمن لامني على فقد حسابي.اخبركم السبب..
    انامغردة وطنية منذ أكثر من اربع سنوات و كاتبةمقالات وطنية واجتماعية منذو اكثر من سنتينمايزيد عن اربعين مقالا.وايضا قمت بتكريم اكثر من ستة مغردينوشعراءوطنيين بدروع ثمينة جدا واحدهم محام كويتي بمناسبة دفاعة عن المملكة في مؤتمر للمحامين العرب بتونس.نشرت لي قناة العربية جميع تغريدات لي شاركت فيها عبر هاشتاق #أنا_نازل.وايضا قناة الآن.نشرت لي اكثر من تسع تغريدات شاركت فيها عبر هاشتاقات وطنية.فيه ايضا مشاركات باعمل بتلفيديوا للمشاركة باليوم الوطني لبعض الدول العربية… إلخ الا يحق لي ان ارثيه كل هذا الرثاء

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88