إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

أنا لست أنا

في الساعة الثانية والنصف منتصف الليل، في تلك الغُرفة وعند تلك الزاوية المعتادة، بين يدي ورقة وقلم، وأنا أتساءل:

ماذا حصل في تلك الساعة المُتأخرة من الليل ف ذلك الحي البعيد؟

– ما تلك الصرخة التي ملأت الحي بأكمله؟

–  من تكون تلك الفتاة؟

– ماذا حدث لها؟

–  هل تَركي لها هُناك كان صحيحًا؟

– هل كان يجب أن أذهب لمساعدتها؟

ولكن.. ما شأني أنا؟

لا، يجب عليّ الذهاب؛  بدأت أمشي بخطوات متثاقلة، وبكل خطوة نبضات قلبي تتسارع، يكاد قلبي أن يُنتزع من مكانه ويذهب بعيدًا، تركت ما بيدي وأنا أرى أن يداي بدأت ترتعش.

– ماذا حدث لها؟ هل حقًّا صعب علي الذهاب إلى ذلك الحي؟

————

ماذا.. أين والدتي؟

أين إخوتي؟

أين أنا؟

هذا ليس بيتي أبدًا!

خرجت وقد تصبب مني العرق، ويداي ترتعشان، والتفكير ينازعني، وقلبي قد فُطر  ولكن لا أعلم ماذا أفعل، ولا أعلم لما أنا هُنا.

هذا الحي.. إنه الحي الذي ظلمنا والدي فيه؟

هذا المنزل.. إنهُ منزلنا، ولكن هذا البيت يبدو وكأنهُ قد هُجر.

ما الذي حدث لي؟

دخلت إلى ذلك المنزل الذي قد هُجر منذُ سنوات، وقد ملأهُ التراب، وملأته تلك الروائح الكريهة. هاجمتني الذكريات هناك صورة قد بدا لي أنها مألوفة جدًّا، هذه المرأة تشبه والدتي بل هي حقًّا والدتي. ولكن من يكون هذا الرجل؟ هل هو حقًّا والدي؟

ما الذي حدث لي؟ وكيف مرت هذه الأحداث؟

لقد بدت لي الصرخة مألوفة جدًّا، إنها صرخة والدتي. لا أتذكر سوى صرخات والدتي المُعنّفة التي قد تخدر جسدها من شدة ضرب والدي، وهو يأتي بكل ليلة وقد ثمل كثيرًا ليكرر فعلته من جديد.

هذا الدم الذي يعلوه التراب وقد تغير لونه هل حقًّا هو دم والدتي؟ ماذا عن إخوتي يا إلهي أنا لا أتذكر شيئًا!

أسرعتُ هاربًا من ذلك المنزل المهجور؛ للبحث عن منزلي، ولكني تائه في الطريق، لا أعلم أين يكون.

يا الله.. كيف أصبحتُ هنا وماذا حدث لي؟

صادفني أحد المارة وقد رآني حائرًا تائهًا، وقد بدأ بسؤالي ما الذي تبحث عنه، أخبرته؛ وقد بدأت معالم التعجب على وجهه، ولكن أخبرني أين هو؟ ولكن كيف أصبح لدي منزل؟

يا إلهي ماذا حدث؟ وماذا يجب على التذكر والنسيان فقد هلكني هذا؟!

وصلت إلى منزلي.. هُناك وصفات طبية ماذا تفعل في غُرفتي؟!

هل أنا مريض؟

وهُناك ورقتي التي قُمت برميها والذهاب قبل بضع دقائق، يا تُرى ماذا كتبت فيه؟.

– مرحبًا.. أنا فتى أبلغ من العمر عشرين عامًا، أنا فتى قد هربت منه  الحياة وأرهقته، قد أخذت الحياة مني الأقدار، قد أخذت مني والدتي وأبي وأخوتي.

عندما دخلت تلك الغُرفة التي قد ملأها التعنيف فقد كان يأتي والدي من حين إلى آخر ويبدأ بشتم والدتي وإخوتي، ويمسك بوالدتي التي ترتعش وقد بدأت معالم الخوف تظهر عليها ويبدأ بضربها حتى تفقد وعيها ومن يتدخل من إخوتي يكسر كل ما بيده عليه. وفي تلك الليلة عندما حاولت مواجهته كالفتى الأكبر، هاجمني حتى وقعت أرضًا. أفقت بعد تلك الحادثة وأنا لست أنا، فقد خسرت كل ما أملك.

توفيت والدتي بعد وقوعي وقد تم تعنيف إخوتي من قبل والدي وكان ذلك بسبب مواجهتي له، وقد ذهب أحد الجيران الساكنين بالقرب جدًّا منا بعد سماعه ما حدث بمنزلنا بالاتصال فورًا بأحد مراكز الشرطة، لم يكن بوسعهم إلا إلقاء القبض بعد ما رأوا من بشاعة المنظر.

والدي لم يكن بشرًا أبدًا، فقد سيطرت عليه الوحشية، وقد أرهق عائلتي وأخفى تلك الابتسامة.

والآن أنا أعاني من انفصام بالشخصية.. تارة أكون أنا وأتذكر كل ما حدث وتارة يصبح عقلي مليئ بالتساؤلات والفراغ، ولا أعرف من أنا.

قد ذهبت بعد استيقاظي من تلك الغيبوبة الطويلة التي دامت لأربع سنوات، وذهبت لشراء منزل جديد من ذلك المبلغ الذي أهداني إياه طبيبي المعتاد، وبدأت حياة جديدة بدون تلك المشاعر المبعثرة التي بعثرها والدي، وقد تركت هذه الورقة وهذا الدفتر هنا؛ حتى لا أنسى بعد قليل من أكون، فقد أخبرني أحد الأطباء أنني أعاني من انفصام وصرع بسبب ما عشت، وأنا لدي ضعف كبير جدًّا بالذاكرة.

تركت ذلك الدفتر وتلك الورقه وقد مُلِئت عيناي بتلك الدموع الحارقة، لقد ضاعت حياتي بسبب ذلك الشخص، بسبب والدي، والآن والدي قد وُضِع بالسجن، وحُكِم عليه بالمؤبد.

بقلم/ بدور أحمد السحاري

مقالات ذات صلة

‫64 تعليقات

  1. اتمنى لكِ التوفيق والنجاح وفخوره جداُ فيك وفي وصولك للمستوى الجميل هذا واتمنى ان تصلي إلى ما هو أعلى وان أرى كتاباتك الجميله تُزين مكاتب المملكه اولاً والدول الأخرى ثانياً

  2. برافو حبيبتي جميله مثلك استمري وانا معك دايماً وابداً ولا تخلين الكلام السلبي يأثر عليك يا اجمل كاتبه انا جداً فخوره فيك جداً ♥️♥️♥️

  3. رؤية نقدية بحتة:
    أنت تقرأين كثيرا وتحاولين توظيف ما قرأته، فكثير من الأحداث سرده وتسلسله غير منطقي وغير متناسق مع بيئتنا العربية.
    بالإضافة إلى أن بعض الضمائر والكلمات ليست في مكانها الصحيح.

    هل معنى ذلك أني أثنيكِ عن الكتابة؟!
    على الإطلاق، بالعكس يجب أن تمارسي لتتعلمي وتتمرسي وتتقني ما تكتبين.
    موفقة

  4. أنا فتى أبلغ من العمر عشرين عامًا، أنا فتى قد هربت منه الحياة وأرهقته..

    تصلح لأن تكون مقدمة لكثير من القصص.

  5. شكراً لكل شخص علق تعليق راقي مثله أنا كاتبة مُبتدائه هشي م يعني انو خلاص انا م امتلك اخطاء بكتباتي بالعكس انا أخطاء واتعلم من هشي اتمنى من حقين النقد ينتقدون ب اسلوب لطيف لان هشي يعكس شخصيتكم .

  6. عزيزتي بدور
    شكراً لأعطاء نفسك هذه الفرصة
    كاتبه مبدعه تملك فكر رائع ، وجوب التطور لايعني نفي مهارتك وقدرتك على الكتابه بالعكس تماماً ،استوصيك خيراً بهذه القدره فاحافظي عليها!

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88