من أسباب الهلاك والنجاة
غريب فعلًا أن نتجاهل قول الطبيب الحقيقي العالِم بما في نفوسنا “يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور” وهو القائل عزّ من قائل: “ألا بذكر الله تطمئن القلوب” ونتهافت مسرعين للاستماع لكلام البشر، الذي هو بحدّ ذاته يلجأ ساعة وحشته وغربته وضيقه وتأزم نفسيته إلى الله.
فمن هو الأولى باللجوء إليه؛ العبد أم ربّ العبد؟
و الله إن ما أصابنا أو يصيبنا وما سيصيبنا من همّ وغمّ وكدر ونغص، إلاّ لأننا استبدلنا الأدنى بالأعلى، اعتصمنا بحبل رقيق، بدلا من العُروة الوثقى وحبل الله المتين، فتفشى بيننا ما لم يكن فينا، ولم نكن نسمع به لا من قريب ولا من بعيد، ولا أريد في مقالي هذا أن أسمي الأسماء بمسمياتها، لأن الأمر واضح للعيان.
إن أصحاب السوء، من بين أهم العوامل المفسدة للطباع، والمذهبة للثبات، والتي تصرف صاحبها عن الفضيلة، وترميه في لجج المعاصي والأخطاء الجسيمة التي لا تغتفر، “الصاحب ساحب” أوكما يقول خير معلم وأعظم رسول صلوات ربي وسلامه عليه: “المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل”، وقال المحدث العلامة الشيخ عبد الله الهرري”اختر لنفسك صاحبًا صالحًا”، وقال: “من أراد الترقِّي فليصاحب الأخيار”
وكل ما تم الاستدلال به يرمي إلى ضرورة مصاحبة الأخيار، وتجنب الأشرار، فكثيرون كانوا قاب قوسين أو أدنى من الفضيلة والعفاف والصلاح والاستقامة، حتى وجدوا أنفسهم في مستنقع لا أراكم الله فيه ولا قرّبكم منه، والسبب هو الصاحب أو الصاحبة، فكما يوجد شياطين الجن، فهناك أيضا شياطين الإنس، يوسوسون لبعضهم البعض، ويأمرون بعضهم البعض بالمنكر، بل وينشرونه بين الأخيار من الطيبين والصالحين، ولا يسلم منهم إلا من كان قويا بُنيانه، مُحصّنة نفسه ضد نزغاتهم ووسوساتهم وفتنهم.
إن ما يحصل في مجتمعاتنا المسلمة من جرائم قتل لا تعدّ ولا تحصى، وحالات انتحار بمختلف الوسائل والطرق، وهرب من البيوت، وانسلاخ عن القيم والأعراف، وتجرّد من الفضيلة والأخلاق، مردُّه إلى الفراغ الذي أحدثته عدة عوامل دينية، واقتصادية، واجتماعية، وتكنولوجية، …إلخ، وهي الطامة الكبرى. هذه العوامل التي ذكرتُ و أخرى، تجعل الفرد يميل إلى الانطوائية والهروب من واقع قاسٍ ومجتمع أقسى يؤمن بالسخرية من الآخر بدل مؤازرته والأخذ بيده، كما يؤمن بزيادة الغبن إلى المغبون، ويضيف على الطين بلة، ونتناسى قول العزيز الجبار {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ } [الحجرات ١١]. والوحدة تجعلنا أقرب للشيطان غالبًا، ما لم نكن مُحصَّنين بما يجب التحصن به، وهذا مصداقًا للقول “إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية” أي البعيدة عن صواحباتها، وهو تشبيه لمن يبتعد عن الجماعة (الأخيار) ويؤثر الوحدة، فيستفرد به الشيطان، ويأمره بأفعال ما أنزل الله بها من سلطان، والتي قد تصل إلى درجة إزهاق الروح.
الحقائق المرة التي نسمعها بين الفينة والأخرى، هل نقلها لنا الرّعيل الأول من الآباء والأمهات والأجداد؟ أبدًا.. ما كنا لنسمع بما يحصل اليوم، قد حصل في زمنهم.
هل كانوا أكثر منا علمًا؟ بالعكس.. هم لم يتلقوا تعليمًا كافيًا.
هل كانوا أكثر منا مالًا؟ كلا.. كانوا في زمن الفقر.
هل كانوا أكثر منا تحضرًا؟ إطلاقًا.. التكنولوجيا عندنا لم تكن عندهم.
إذًا لماذا ظهرت كل المشاكل النفسية في زمننا ولم تظهر في زمنهم؟
إن تحدثنا عن المشاكل الاقتصادية، التي نرمي عليها حمل أوزارنا، وندعي أنها من تقودنا للضيق وفعل ما لا يجب فعله من (قتل، وسرقة، واعتداء على الممتلكات)، فسأقول اقرؤوا قول الله عز وجل{وفي السماء رزقكم وما توعدون}، {ومن يتق الله يجعل له مخرجا، ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا} [الطلق]. إذًا هناك شرط ضروري وهو (التوكل على الله) الذي غيبناه ونريد مالًا ورزقًا بلا تعب ولا نصب، ونفس الشيء بالنسبة للمشاكل الاجتماعية والنفسية، مثل (الطلاق المبكر، والبطالة، واستفحال المخدرات، والهرب من بيت العائلة)، هذا.. فضلًا عن الانتحار الذي ذكرناه آنفًا.
ما أردت أن أخلص إليه من كل ما سبق -وما زال في جعبتي الكثير إلا أن المقام لا يتسع – أن الحل كلّ الحل في الرجوع إلى الدستور الرباني الحقيقي، فهو دواء النفوس العليلة، وهو الفسحة التي لو عدنا إليها لوجدنا فيها الخير كل الخير، والطمأنينة، وراحة البال، والسعادة التي لن نضطر بعدها لقتل أنفسنا، أو حتى لنحزن أو نبتئس.
الكاتب الجزائري/ طارق ثابت
موضوع رائع جدا
ممتاز
كتبت و أبدعت
وفقك الله
علمت أن رزقي لن يأخذه غيري فاطمأن قلبي .. الحمد لله على نعمة القناعة
تسلم الأيادي التي كتبت هذا الموضوع
عبارات متناسقة و موضوع ممتاز
ممتاز دمت مبدعا
زادكم الله علما و معرفة
طرح مميز،و افكار سليمة
موضوع جيد يستحق القراءة
طرح يستحق المتابعة
موضوع في قمة الروعة ننتظر المزيد من إبداعكم
كل الشكر لك كاتبنا ولهذا المرور الجميل
لك مني ارقى و ارق التحيات يا صاحب أرقى الجمل و الكلمات
اشكرك على طرحك المفيد لا حرمنا الله منك و من ابداعاتك
جميل جدا
لطفك يا الله
مقال رائع
ما شاء الله
روعه روعه
جهد مشكور
كلام فى منتهى الجمال
رائع للغايه
يسلموو
موضوع جديد و قليل من يتناوله ممتاز
ماشاء الله عليك
أبدعتم
أحسنتم ، ننتظر جديدكم
دائما تتحفنا هاون بمواضيعها الجميلة
شكرا لكم على هذا المقال المتميز
طرح جميل
ممتاز
مقالة متميزة
جزاكم الله خيرا
شكرا لصحيفه هتون
حوار جميل جدا وشيق
اكثر من رائع وقمه في الابداع
ما اجمل واروع هذا
بارك الله فيكم
من تقدم الي تقدم دايما
دائما تقدم هاون حوارات ومقالاتك رائعه ومميزة
حوار قيم وذو قيمه اكثر من الرايع
بارك الله في قلمك أستاذنا القدير.
صدقت والله
مقال جميل
شكرا لك
ممتاز
رائع
ممتاز دمت مبدعا
موضوع في قمة الروعة
رائع جدا
ننتظر المزيد من أبداعكم
اشكرك على طرحك المفيد
لا حرمنا الله منك ومن ابداعك
اختيار موفق
بوركت مساعيكم
تسلسل منطقي للأفكار
جهد مشكور
سلمت يداك أستاذ طارق.
بارك الله فيكم
موضوع مهم جدا
مجهود مشكور.
يعطيك الف الف عافيه
كل الشكر لك أستاذنا ولهذا المرور الجميل
كتبت وابدعت
مقالة في منتهى الروعة
موضوع في قمة الروعة ننتظر المزيد من أبداعكم
تناول جيد
مقارنة في محلها.
بارك الله في عمرك
ألا بذكر الله تطمئن القلوب
رائع جدا
الله يحفظك ويوفقك
دوام التوفيق
موضوع جد رائع
مقال يستحق القراءة
زادكم الله من فضله
فتح الله عليكم
فتح الله عليكم
شكرا لتناولك هذا الموضوع
موفق دائما اخينا العزيز
اختيار موفق للموضوع
بوركت مساعيكم.
مقال أكثر من ممتاز
بسم الله ماشاء الله موضوع مرة رائع
يعطيك العافية
بارك الله فيكم
أطال الله في عمركم ونفع بكم
جزاكم الله خيرا
جيد جدا
بالتوفيق أن شاء الله
يسلموا
كلام سليم
أن الحل كلّ الحل في الرجوع إلى الدستور الرباني الحقيقي، فهو دواء النفوس العليلة، وهو الفسحة التي لو عدنا إليها لوجدنا فيها الخير كل الخير
دمت مبدعًا أستاذنا.
بارك الله في إبداعكم المستمر.
ننتظر المزيد من إبداعاتكم.
إن أصحاب السوء، من بين أهم العوامل المفسدة للطباع، والمذهبة للثبات، والتي تصرف صاحبها عن الفضيلة، وترميه في لجج المعاصي والأخطاء الجسيمة التي لا تغتفر، “الصاحب ساحب”.
فتح الله عليكم أستاذ طارق.
جميل جدا.
موضوع في غاية الأهمية.
“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ”
للأسف صارت هذه التوجيهات من الماضي، لا أحد يعتبر بها ثم نسأل من أين التهلكة؟!!
موضوع يطول فيه الحديث ولا يقصر
عنوان يحمل الكثير من المعاني المخبوءة.