إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

الشعوبية الحديثة

المملكة العربية السعودية مهبط الوحي، وقبلة المسلمين، وأرض الفصاحة والبلاغة، ولو عدنا إلى عصر الجاهلية وعهد النبي -صلى الله عليه وسلم- لوجدنا أن أبناء العرب كانوا يتعلمون الفصاحة والبلاغة في بادية الجزيرة العربية، ومنها بادية بني سعد التي عاش فيها سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- طفولته، ولا يزايد على ذلك أحد. وتميزت الأمة العربية عن غيرها من الأمم بالشعر العربي الذي يصور فصاحتهم وبلاغتهم، فهو ديوانهم وسجل تاريخهم العظيم، وقد أعزها الله بنعمة الإسلام وزادها شرفًا نزول كتاب الله -عز وجل- الذي نزل بلغتهم، قال صلى الله عليه وسلم: (أنا أفصح العرب بيد أني من قريش)، ولعل ما نراه من هجمة ضد العرب من خلال الشعوبية، والطعن في العرب وتشويه حضارتهم، وتفضيل الشعوب الأخرى عليهم، التي ردَّ عليها العلماء القدماء ومنهم الجاحظ في كتابه البيان والتبيين بقوله: (واعلم أنك لن ترَ قومًا قط أشقى من هؤلاء الشعوبية، ولا أعدى على دينه ولا أطول نصبًا، ولا أقل غنمًا، من هذه النحلة …).

ويقول ابن قتيبة: (وأعاذنا الله من فتنة العصبية وحمية الجاهلية وتحامل الشعوبية، فإنها لفرط الحسد ونغل الصدر تدفع العرب عن كل فضيلة، وتلحق بها كل رذيلة، وتغلو في القول، وتسرف في الذم، وتبهت في الكذب، وتكابر بالعصيان).

ويقول الدكتور عبد الله السامرائي:

ومن متابعة نشاط الحركة الشعوبية وقفت على أن أهدافها تتركز في ثلاثة أمور أساسية متداخلة:

١- تشويه مبادئ الإسلام وهدمها من الداخل بكل الأساليب،

٢- محاربة الأمة العربية، والعمل على إزالة سلطانها وتشويه حضارتها،

٣- من أجل إعادة السلطة وإحياء الحضارة الإيرانية.

وتتخذ الشعوبية الحديثة مظاهر عدة، منها:

محاولة إضعاف اللغة العربية وإنعاش وتنشيط العامية المحلية، وإنكار التراث والافتخار به، وربط الإنجاز العربي في العلوم والآداب والفنون بغير الأصل العربي.

كما يلاحظ على مواقع التواصل الاجتماعي بعض المشاركات التي تدّعي أن العرب يعيشون أسوأ الظروف وأنهم في مؤخرة الأمم، وهناك من ينتمي لدول عربية فقيرة يحاول تشويه سمعة دول الخليج العربي وشعوبها، ويصفهم بأوصاف غير لائقة، وللأسف هم مجموعة من الحسّاد الذين يتمنّون زوال هذه النعمة عن أهل هذه البلاد المباركة؛ لذلك لا بد أن نحذِّر من الشعوبية الحديثة، والتي تغزونا من جهات متعددة وبطرق جديدة، ومنها التقنية الحديثة؛ لتأجيج الفرقة بين أبناء الوطن الواحد، وبتكاتفنا وترابطنا وقوة عزيمتنا تحت قيادة ولي أمرنا لن يحصلوا على مبتغاهم، ولن ننخدع بترويج أفكارهم الهدّامة.

حفظ الله الأمة الإسلامية والعربية

بقلم/ د.سلوم النفيعي

مقالات ذات صلة

‫90 تعليقات

  1. مقال راقي جداً ،،،،
    ويجب علينا اخذ الحيطه والحذر من نشاطات الحركه الشعوبيه الحديثه
    وايصال هذا المقال إلى اكبر شريحه من المجتمع ليعرفوا مدى خطورتها على المجتمعات العربيه ..

  2. كلام جميل والله يعطيك الصحه والعافيه ويرحم والاديك
    والله بحفظ الامه الاسلاميه
    موسم المفرجي

  3. كما عودنا الدكتورسلوم على كل ماهو مميز هاهو من جديد ينثر إبداعاته امام المتلقي ليوضح ويشرح ويبين له ماهو المقصود بالشعوبيه وعلى وجه الخصوص الشعوبيه الحديثة
    فشكرا لك ياابا مستور والى الامام

  4. مقال اروع من الرائع وتجلعنا ننتظر كل مره مقالاتك لكي نستفيد ،، الله يعطيك العافيه يادكتور سلوم..

  5. مقال رائع جدا جدا والى الامام يا ابا مستوروبانتطار ابداعكم القادم ان شاء الله تعالى
    مسلط بن سلمان النفيعي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88