الإعلانات المبوبهتشكيل وتصوير

التشكيلية: ليلى المداح.. والفراشات المخملية تحت زخات المطر

كفراشة مخملية رشيقة خرجت للتو من شرنقتها الرقيقة،لتجوب الكون تسافر بعيدًا، ترحل مع عبق نسائم الأزهار في رياض الحدائق المخملية، مع زقزقة العصافير لتصدح معها، وتشدو بترانيم الحب والجمال أنشودة الحياة؛ التي تترد داخلها كطفلة بريئة تلهو مع أترابها تحت زخات المطر. هذه العبارات من أرشيف الفنانة التشكيلية: ليلى صدقة المداح، وكأنها تتحدث فيها عن نفسها وليس عن لوحتها الشهيرة (شموخ أنثى)، والتي جعلتنا نتوجه لها مباشرة بالحديث عن كيف تكون اللوحة الفنية عبارة عن قصائد شعرية تحتفي باللون وبالجمال؟

فقالت: اللوحة الفنية تعد نموذجًا متفردًا للغةٍ إبداعيةٍ رصينة، تراهن على التعبير عن الذات و شاعرية الفضاءات المستوحاة، وعلى النفاذ إلى جوهر التجربة الإنسانية في آنيتها وتزامنيتها. فأي عمل فني يحررنا من الأوهام السائدة حول الجمال بمنطقه المعياري الصارم؛ لأنه يتجاوز بكثير الحدود المغلقة لمشهدية الزمان والمكان، ويستجيب لروح اللحظة الإبداعية التي تفوقت في تأثيثها بصريًا بإخلاص كبير وحدس عميق.

وهذا جعلنا نوجه لها سؤالًا عن.. كيف اكتشفت أن لديك حب للرسم والفن التشكيلي بصفة خاصة؟
من خلال إحساسي وتذوقي للجمال وحبي للفن.. اكتشفت هذا منذ المرحلة الابتدائية، فأجد نفسي متقنة للعنصر أو المنظر الذي أرسمه، وأستمتع وأحلق بخيالي لأرسم، فكانت حصة الرسم متعه بالنسبة لي، رغم أني متفوقة في كل المواد ولكن لم يشبع كل ذلك شغفي أبدًا، فكنت أتطلع للمزيد.

وعن كونها من مواليد مكة المكرمة ومدى تأثرها بهذه البيئة، بالإضافة لنشأتها وتعليمها ومؤهلاتها، تحدثت بتفاصيل عن ذلك قائلةً:
– لم تكن طفولتي مرتبكة المعالم، حيث إن مسقط رأسي كان في مكة المكرمة حيث المشاعر المقدسة وما تضفيه علينا الحياة في هذه الأجواء من طمأنينة وراحة بال؛ فلذا كنت مهيأة نفسيًا لعشق الوطن وما فيه من أماكن مقدسة، وحكايا الأجداد والجدات، وما كتب عن السيرة النبوية للمصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام.

هذا الوضع أوجد عندي منذ الطفولة قاعدة فكرية فنية غير مرتبكة، تعرف طريقها للتعبير عن الفخر والحنين الساكن في عيون الحجاج والمعتمرين، والإصرار على التعبير كما أن للأجواء الداخلية في منزلي، والتي عشتها في طفولتي أثر كبير لهذه الموهبة الفنية، فأبي -رحمه الله- إنسان متذوق للفن والجماليات، بالإضافة لتعرفي على بيئات وثقافات مختلفة؛ كل ذلك أثرى موهبتي -ولله الحمد- وزاد ذلك بعدما درست في جامعة أم القرى تخصص اللغة الإنجليزية، الذي كان له أثر في سهولة التعامل مع زوار بيت الله الحرام.

وحيث لفت انتباهنا دراستها للغة الإنجليزية تساءلنا عن:هل مارست العمل في الرئاسة العامة لشؤون الحرمين وهي في مكة؟

أفادتنا بأنها عملت في وزارة التعليم وتدرجت في العمل التعليمي، من معلمة لغة إنجليزية، ثم مشرفة مساعدة، ومشرفة تربوبة متعاونة في مكتب التربية العملية في كلية التربية بجامعة أم القرى.

وعرجنا على ذلك بسؤال عن عملها في مجال التعليم.. لا شك أنه كان له دور في الحصول على دورات علمية مكثفة؛ هل حصلت على دورات أيضًا في مجال الفن التشكيلي وهل اتجهت للفن هوايةً أم عن علم ودراسة؟

فأجابت: حصلت على عدة دورات مثل:-

– مدربة معتمدة من جامعة الملك عبد العزيز بجدة 2018.
– مدربة معتمدة من الكليه التقنيه والمهنيه من فريق بريق التميز.
– مدربة معتمدة دوليًّا من جامعة أكسفورد.

فكما ترين أن أغلب دراستي والدورات ليست في مجال الفن؛ لذا دخلت ساحة الفن التشكيلي من باب الهواية، حيث كنت أثناء دراستي أتجه نحو المكتبة وأتجول في القسم الفني، وأقتني الكثير من الأدوات والخامات والألوان الفنية، ولا زلت محتفظه بأغلب الأدوات التي كنت أستخدمها منذ المراحل الأولى من حياتي؛ اعتزازًا بها وإشباعًا لهوايتي.

وطلبنا منها سرد تفاصيل عن تجربتها الفنية والطقوس التي تتبعها عند الشروع في العمل الفني وكيف تختار الألوان ؟

فتحدثت قائلة: لي تجارب كثير ومتعددة، ولها ذكرى في مخيلتي ونفسي الشغوفه للفن، فقد كنت أهيئ لنفسي جو منظم في بيتي، وأضع جدولًا لنفسي، حيث أتعلم وأرسم فكان النتاج العديد من اللوحات الفنية، التي أعتز بها وكنت أرتبها متناسقة، و كأنها في “جاليري”، وأحلق بخيالي (أن لدي”اتيليه” فاخر)؛ لأعطي نفس الحافر للإنتاج والإبداع، الذي كنت أستقيه من تأثري وتأملاتي في خلق الله سبحانه وتعالي؛ فأرى الجمال في كل شي حولي؛ فأرسم من مخيلتي كل ما رأته عيني من إبداع للخالق العظيم، حيث نهجت في لوحاتي نحو المدرسة الواقعية، واستمتعت في هذا الاتجاه الرائع لاستكمال ذلك الإبداع من الطبيعة الجميلة؛ فيزداد تأملي ليشكل ذلك ميولًا لدي نحو الألوان الهادئة التي تشبه سكون الطبيعة، وتشد النفس كاللون الأبيض والسماوي والأخضر والوردي والبنفسج الفاتح وكلها من ألوان السماء والبحر والأشجار والرمال والزهور؛ لذا تجدين أغلب لوحاتي في الرسم مع بعض تجارب عدة في الخزف.

 ومن خلال هذه التجربة العميقة طلبنا منها أن تذكر لنا المشاركات والمنجزات في حياتها وهل واجهتها تحديات وكيف تغلبت على ذلك ؟

فأجابت: لدي العديد من العضويات، فأنا عضو في الجمعية السعودية للفنون التشكيلية (جسفت)- فرع جده- عضو في جمعية السلامة المرورية والقيادة جامعة الملك عبد العزيز، عضو في المنصة للفنون التشكيلية بجده، عضو في جمعية أم القرى بمكة، عضو ومشرف ومؤسسة منتدى فنون مكه التشكيلي التطوعي، وفي مهرجان اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية (إنسانية وطن) عام 2018 م.

وعضو ومؤسسة فريق (لمسة إبداع) للفن التشكيلي التطوعي، لتأهيل حدائق مكة المكرمة برعاية أمانة العاصمة المقدسة، عضو في جاليري نواة الفن، مركز أدهم للفنون بجده، كذلك عضو مؤسسة فريق التدريب الواعي التطوعي، عضو في جاليري مداد فن، عضو في اللجنة الثقافية للملحقيه السعودية في مدينة بيرث الأسترالية، رئيسة منتدى فنون التشكيلي بالزهراء التطوعي بمكة المكرمة.

كما أن لي عدة منجزات منها:- 

محكمة لمعرض الأطفال من سن 4-15 في مهرجان العطاء الذي أقيم في جده .

– أشرفت ونظمت مهرجان إنسانية وطن بمكة المكرمة والذي أقيم بمناسبة اليوم الوطني للمملكة في 19/1/ 1440. 

– قدمت دورات مكثفه في برامج تطبيقات الحاسب الآلي والإنترنت مركز الحي، جامعة أم القرى ومركز نيوهريزون، مكة المكرمة ودورة في الإسعافات الأولية بالتعاون مع جامعة بيرث أستراليا.

افتتحت عام 2018 معرض { كلمات} لفريق خيال في حديقة الشلال/ جده.

– افتتحت معرض رمضانيات الذي أقيم في 22/9/1440 لفريق لمسة إبداع التطوعي في (قاعة قصر الندى) مكة المكرمة.

افتتحت معرض فرحة عيد في مكة المكرمة 28/10/1440 الذي أشرفت عليه ونظمته لفريقي لمسة إبداع التطوعي.

 شاركت في العديد من المعارض (محلية، ودولية).

معرض روى الفن مهرجان أتاريك عام 2017 جده التاريخية.

ملتقى بصمات الفنانين التشكيلين العرب (16)

– معرض في كتاب الذي أقيم في القاهرة.

معرض روحانيات جاليري (رؤى الفن) في 3/9/1439 2018.

معرض لتكريم الفنان الراحل فهد الحجيلاني معرض { لمسة وفاء} 30/8/201

معرض جاليري رؤى الفن.

معرض الكتاب بجده 2018 برعاية الجمعية السعودية للفنون التشكيلية. الذي افتتحه صاحب السمو الملكي الأمير/ خالد الفيصل -حفظه الله-، وعدد من أصحاب السمو الأمراء.

معرض في النادي الأدبي الثقافي بجده في الأمسية الشعرية عبقر، وتم تكرمي بهذه المناسبة في أبريل 2019.

معرض نوادر الفن في جاليري نواة الفن 2019.

معرض فكرة لوحة الذي أقيم في القاهرة. فبراير 2019.

معرض وملتقى منارة العرب الثقافة والفنون الدولي بالأردن الذي أقيم في المكتبة الوطنية الأردنية 28/2/2019.

معرض وملتقى منارة العرب للثقافة والفنون الدولي بالأردن للمرة الثانية في 1/7/2019.

معرض ملتقى قاف الدولي محاكاة الفرشة باللون بالقاهرة.

معرض رؤى عربية الذي أقيم في القاهرة في 28/7/2019 وسيقام مستقبلًا في فرنسا -بإذن الله-.

وبنبرة حزينة ختمت كلامها عن منجزاتها: بأنه رغم كل هذه المشاركات والمناصب، إلا أن الفنان يواجه تحديات من أهمها عدم تقدير البعض لما يقدمه الفنان من فن، أو النقد الغير مجدي، وهناك من يقف في طريقك لنجاحاتك وتألقك، ويحاول النيل منك من حيث لا تدري ودون مبرر.

وإن كنت مررت بمثل ذلك، إلا أن كل ذلك لم يؤثر علي وعلى إنتاجي وطموحي، بل استزدت تحديًّا وإنتاجًا، جعلني أثق بنفسي أكثر ولا أنظر للوراء.

بل وصلت -بحمد الله- لكل ما أصبو إليه كفنانة، وكذلك كتربوية يقع على عاتقي أمانه للأخذ بيد النشء الجيل الصاعد، وغرس القيم والمبادئ من خلال الفن التشكيلي؛ لخدمة وطني المعطاء لأرد جزء من الجميل الذي طوق عنقي.

بالنسبة لي حاولت تطوير أسلوب رسمي، وبشكل يناسب شخصيتي، فأنا شغوفة بالعلم والفن منذ الصغر؛ فاللون والفن كأنه فراشة تحيط بي لتحول الأجواء من حولي سماءً من الإبداع، وحديقة من البهجة، أعزف بها عبر ريشة الرسم التي هي قيثارة الجمال والخيال، للاستمتاع بهذا الكون الجميل، والرتع بين خمائليه الوردية، والنهل من أنهاره العذبة؛ لأحقق أمنية أن أصل بفني للعالمية، بعد أن أعطي كل ما بجعبتي من خبره وعطاء لأبناء وطني، فهم يستحقون ذلك، فالفن رسالة سامية ومن خلاله نصل بأفكارنا ونزرع الجمال والأمل في مشاعر الآخرين.

لذا؛ لدي رسالة أوجهها لمتذوقي الفن أن يؤسسوا أكاديميات مطورة في كل مدينة، ونجد من يرعى هذه المواهب الصاعدة، وتوجيههم بشكل سليم، وغرس فكرة الإنتاجية والإبداع من خلال الأسرة والمؤسسات التعليمية في مناهجنا، وتقدير الفن التشكيلي من حرف، وتصوير ومجسمات.. وأن تصبح كل سلعنا من إنتاج أيدٍ سعوديه وبشكل متميز.

لذا تجدون أنني سعيدة جدًا بمشاركتي مع زميلاتي الفنانات في معرض عالم الريزن القادم، فمجال الريزن بحرٌ جميل يستطيع الفنان أن يخوض فيه، ويطلق العنان لنفسه باستخدام خامات متعددة، تضيف للوحه جمال على جمالها.

بالنسبة لي لدي شغف للاستفادة من كل خامات البيئة، وإعادة تدويرها كي تعطي قطعًا جمالية، فمنذ نعومة أظفاري وأنا أستفيد من هذه الفكرة بتشكيل جماليات من الخامات الموجودة حولي.

وسيخلق -إن شاء الله- المعرض مجالًا متسعًا لأي فنان وفنانة للإبداع والإنتاج الرائع، وسيجذب المتلقي من جميع فئات المجتمع، وأنا فخوره جدًّا بفكرته، فقد سبق وأنتجت قطع من الريزن من سنتين.

وأشكر الأختين (ليلى وأمل الشُّرَبّف) لإتاحتهما هذه الفرصة الجميلة لتواجدنا في هذا المعرض.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88