11المميز لدينااستطلاع/تحقيق/ بوليغراف / هستاق

ما سر الشغف في تناول القهوة وارتياد المقاهي؟!

 رغم تقدم الحياة وتطورها لكننا نجد أن ذلك كان له الأثر في تغير نمط الحياة السعودية، فبينما كان تناول القهوة داخل أماكن في البيوت مخصصة لذلك بكل ما فيها من أواني، ووقتها بعد صلاة الفجر، غدت الآن القهوة عنوانًا للكثير من الناس ومحطة استراحة طوال اليوم، وانتشر الشغف بها من قبل الجميع؛ وازداد رواد المقاهي بشكل واسع، وهذا ماحدا بنا أن نتناول في هذا الاستطلاع (الشغف بالقهوة وارتياد المقاهي بين الإيجاب والسلب).

أجرى الاستطلاع/ عبد اللطيف المحيسن

كان معنا في البداية رأي المهندس/ عبد الله الشايب حيث قال “إن الأحسائيون اعتادوا شرب القهوة بعد اكتشافهم (غلي الحبات المحمصة)، حيث كانت المجتمعات فيما مضى تأكلها مضغًا. وقد نما عشقهم وتفننهم في الاحتفاء بالقهوة إلى أن أصبحت جزءًا من وجدان الأحسائيين، ومحيطها الخارجي أيضًا، وتفننهم بعمل مكان معين في المجالس يسمى “الوجار” وهو موقد وزوايا حفظ الأدوات و الدلال والأباريق.

 وجاءت الدلة الحساوية فخر الصفارة تحفة تمثل قيمة لعمل القهوة أو حين تقديمها، وظل هذا الواقع لمحبتهم للقهوة، فأصبحت عنوان الضيافة حين يقال تفضل اتقهوى.

واستطرد في رأيه مبينًا أن الأحساء كانت الممر التجاري للقهوة القادمة من إثيوبيا واليمن، وانتقالها إلى بلاد فارس شرقًا، وبلاد الرافدين شمالًا. وعرف الأتراك القهوة عند احتلالهم الحسا في القرن العاشر الهجري، ولم يستسيغو مرارتها؛ فأضافوا إليها السكر، وانتقلت إلى تركيا ومن ثم إلى أوروبا، حيث عرفوا القهوة لأول مرة في القرن السادس عشر الميلادي.

كما بين أن القهوة تسمى القهوة الحساوية أيضًا، وتكون عادة محمصة سوداء داكنة اللون (وهذا دليل قِدم المحامص في الهفوف والمبرز) ويضاف إليها في الأساس بهار الهيل.

وأضاف المهندس الشايب أن الانفتاح المعاصر والابتعاث،   واستقدام العمالة أثّروا على حضور القهوة الحساوية، إلا في المناسبات والضيافات، خاصة عند الشباب والشابات، وثقافة العولمة التي سوقت لأنواع تحضير القهوة المختلفة، وهذا بالطبع خلق أذواقًا مختلفة.

 وعن تعامله وتناوله القهوة ذكر أنه يتناول قهوة النسكافية بالحليب كثيرًا، كذلك القهوة الحساوية المرة، وأنه يحب تناول القهوة في المنزل برفقة شريكة حياته.

وعن ارتياد المقاهي وانتشارها.. ينوه المهندس زكي الجوهر   أنه أصبح أمرًا نمطيًّا، وإن كان جديد علينا، حيث يرتادها  الرجال والنساء على حد سواء، كما أنها تعد ظاهرة وفرصة تتيح للإنسان فرصة الخلوة الفردية أو الاجتماع مع الزملاء بالعمل لإنجاز بعض الأعمال، أو الأصدقاء للدردشة كتغيير عن الاجتماع في المنزل داخل الديوانيات.. وما نجده أن هذه المقاهي تتسابق لتقديم أفضل الخدمات والعروض في أجواء طلب متزايد عليها وضاعف من أعداد مرتاديها. 

ويدلي الأستاذ/ علي السويلم  برأيه أنه يتناول القهوة العربية بصورة شبه يومية، ويفضل تناولها على غيرها من الأنواع الأخرى، وأوضح “أتناولها مرة واحدة خلال اليوم ولا أحرص بشدة على تناولها”. وظاهرة انتشار المقاهي التي تقدم القهوة لا شك هي ظاهرة سلبية في نظره، لما تجلبه من عادات سيئة، ومضيعة للوقت، وكذلك اختلاط غير شرعي، ويختم بأنه يتمنى الحد منها ومراقبتها مراقبة شديدة أو إغلاقها.

في نفس الوقت نجد أن الأستاذ/ محمد السالم ليس من المحبين لشرب القهوة بكثرة رغم أنه يفضل القهوة السوداء دون سكر.. سواء في الصباح أو المساء، ويحبذ أن تكون في المنزل باعتباره أكثر هدوءًا من المقاهي. وهو ينظر لازدياد عدد المقاهي من جانبين: كونها متنفس لكثير من الشباب وللالتقاء مع الأصدقاء. ومنجانب آخر أن ارتيادها مرارًا يؤدي لشرب القهوة بكثرة مما فيه إضرار بالصحة.

ويشير الأستاذ/ أحمد البدنه أنه حريص على شرب القهوة في المنزل، ويرى أن انتشار المقاهي ظاهرة إيجايية من حيث وجود أكثر من خيار ونوع لدى من يحب القهوة في الكافي شوب.  

فيما يتساءل الأستاذ/ عادل الزيد، بقوله “من منّا لا يرغب في احتساء فنجان من القهوة أثناء الصّباح؟! لا بدّ أنّهم قلّة من لا يحبّون القهوة؛ فهم يعتبرونها عاملاً يساعدهم على النّشاط، ويبثُّ فيهم روح القوّة والحماس، ومنهم من يعدّها رمزًا وتقليدًا، لا يمكن الاستغناء عنه”.

ويؤكد الأستاذ/ حسين الخليفة أنه غير حريص على تناول القهوة، وإذا ما رغب في ذلك فإنه يتناول القهوة العربية في المنزل، لأنها تُعد بيد أسرته. ويبين أنه إذا ما كان هناك إقبال على فتح المقاهي من قبل الشباب، فهذا يدل على إيجابياتها لتقليل الزحام على المقاهي محدودة العدد، ولتكون أقرب للجميع.

ويقول الأستاذ/ عبد الله الناصر أنه يتناول القهوة التركية ثلاث مرات يوميًّا، وكذلك القهوة العربية بحسب المناسبات الاجتماعية، لأن القهوة التركية لا تتوفر في المناسبات العامة ويضيف “أتناول فنجان القهوة في حديقة المنزل مساءً و داخل المنزل”. وعن انتشار محلات القهوة “أجدها حل وسط لتغيير الجو وصحبة الأصدقاء. والإكثار من ارتيادها أجده سلبيًّا إذا كان على حساب الوقت المخصص للأسرة”.

ويدلي برأيه الأستاذ/ راشد الفارس فهو يرى أن شرب القهوة ضروري ومن الأساسيات، وخاصة من تعود عليها، تحديدًا القهوة العربية سواء كان الشرب انفراديًّا، أو مع العائلة، أو من خلال المناسبات العامة والخاصة، مفضلًا  شرب القهوة في المنزل ولعدة أسباب منها: أنها تُعد بالطريقة الصحيحة من حيث المقادير المطلوبة والمكملة.

ويكمل رأيه نحو أن ظاهرة انتشار المقاهي من الجانب الإيجابي مهمة للأشخاص المغتربين، ولتغيير الجو حين تكون الأسعار مناسبة.

ويطالب أن تكون المقاهي ذات مواصفات جيدة وتنظيم رائع من (استقبال، ومكان مناسب، وإعداد القهوة بالشكل المطلوب، وأن تتواجد  في الأماكن المناسبة، وبعيدة عن إزعاج الأحياء من زحمة السيارات، …وغيرها).

والأستاذ حسين المحمد يشرب القهوة العربية والاجنبية يوميًا في البيت بمعدل من مرتين إلى ثلاث مرات يوميًّا، لا سيما وأنها أفضل وأقل تكلفة من أسعار القهوة في المقاهي المبالغ فيها، التي يرى أنه لا بد من مراقبة الأسعار فيها، رغم أنها تقدم جانب إيجابي يسمح باجتماع الشباب للدردشة وخلق جوانب ثقافية مجتمعية تدعم الحوار والنقاش.

ويعبر الأستاذ/ عبد السلام  المعيلي أن القهوة تعتبر من أشهر المشروبات وأكثرها شعبيةً في مجتمعنا منذ العصور القديمة، وربما أصبحت تتفوق على الشاي عند الكثير من الشعوب العربية والأجنبية، وحدد أن شربه للقهوة ما بين ٣٥ أكواب من القهوة العربية مع تناول التمر. ويفضل شوب القهوة في المقهى لما له في نظره من متعة خاصة لتغيير أجواء المنزل وكسب صداقات واكتشاف ثقافات أخرى، ويشير إلى أن للاستثمار في فتح المقاهي جانب اقتصادي ناجح ومهم حاليًا، عكس ما كانت في الماضي؛ ينظر لها نظرة سلبية. كما أنها حاليًا توسعت لتصبح تجمع للشباب لمشاهدة المباريات ومكان للترفيه عن النفس، وتقديم فرصة للاختيار بين أنواع المشروبات غير القهوة التقليدية سواء كانت ساخنة أو باردة.

وبعد فقد قدمنا لكم رأي الرجال ووجهة نظرهم من العينة المطروح عليها الاستطلاع في منطقة الأحساء.. انتظروا (رأي النساء) في الجزء الثاني.. قريبًا.

مقالات ذات صلة

‫115 تعليقات

  1. انا تعودت شرب القهوة الحساويه صباحا مع زوجتي بالمنزل ولن أستطع الخروج صباحا الا بعد شرب القهوه واختار شرائها من مكان معروف لدي ومحمصه بدرجه معينه وأما في المساء احب شرب القهوه مع الزملاء في منازلهم أثناء زيارتي لهم اما بالنسبه للاستراحات ليس من مؤيديها ومضيعه للوقت فأمل من الجهه المسؤله عدم التوسع في الاستراحات حفاظا على مزارع الأحساء واللتي تستقطع جزاء منها

  2. هناك دراسات متضاربة عن القهوة بعضها يؤكد فائدتها والبعض الآخر يشكك في نفعها هل يمكن أن تكشفوا لنا سر تلك الحيرة

  3. صباحكم قهوة عربية. تختلف وجهات الرأي حول المقاهي لما نشاهده من إقبال زائد من جميع الأعمار على شرب القهوة والشاي فيها وإن كانت القهوة هي المشروب الرئيسي المفضل بتنوع نكهاته مسايرة للأذواق والعادات المتوارثة. وإن إتفقت الأصوات حول ضرورة وجود تلك المقاهي إلا أن وجودها كان في الأساس ضروريا وأصبح سائرا صباحا ومساءا. رغم اختلاف ألوان القهوة و نكهاتها تبقى قهوتي الشقراء مفضلتي بصحبة والدتي سواء بالبيت أو خارجه

  4. الشيء إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده .. الكثير من القهوة و الارتباك للمقاهي بدون سبب سيصبح إدمان

  5. أعشق الجلوس على المقاهي الهادئة على الشواطئ البحرية و شرف القهوة ..يا سلام جو من نوع آخر

  6. القهوة تعتبر من أشهر المشروبات وأكثرها شعبيةً في مجتمعنا منذ العصور القديمة، وربما أصبحت تتفوق على الشاي عند الكثير من الشعوب العربية والأجنبية..

  7. رغم فوائدها الكثيرة لكن كل شيء إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده، وكذلك القهوة، فهي تزيد سرعة نبضات القلب وتؤثر على المعدة.

  8. غدت الآن القهوة عنوانًا للكثير من الناس ومحطة استراحة طوال اليوم، وانتشر الشغف بها من قبل الجميع..

  9. معلومات قيمة أضافها لي الاستطلاع، وهي عن منشأ القهوة وكيفية معرفة الأتراك وأوربا لها.

  10. عرف الأتراك القهوة عند احتلالهم الحسا في القرن العاشر الهجري، ولم يستسيغو مرارتها؛ فأضافوا إليها السكر، وانتقلت إلى تركيا ومن ثم إلى أوروبا، حيث عرفوا القهوة لأول مرة في القرن السادس عشر الميلادي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88