استطلاع/تحقيق/ بوليغراف / هستاق

ماذا عن الخدمات الإلكترونية في عالمنا العربي؟ (ج2) دول آسيا

تلجأ الدول إلى بناء نظم إلكترونية بهدف تقديم الخدمات الحكومية إلى الأفراد والمؤسسات على حد سواء، عبر إعادة بناء النظام الإداري التقليدي مستفيدة من تقنية الاتصالات والمعلومات العصرية. ولا بد للنظام الجديد كي ينجح أن تتوفر فيه عدة شروط أهمها: (السرعة والجودة، صحة البيانات ودقتها، السرية والأمان)؛ لتحقيق نمو وازدهار القطاعات المختلفة.
فهل تنجح الخدمات الإلكترونية في ردم الفجوة بين المواطن والوزارات المختلفة؟ وهل تشكل رافعة للقطاعين العام والخاص وتُطور من أدائهما وتحسن من جودة الخدمات المقدمة؟
أجرى الاستطلاع/ خالد عماد عبد الرحمن

تستمر صحيفة هتون في استطلاعها عن (الخدمات الإلكترونية)؛ لتقف اليوم على آراء المواطن العربي في بعض دول الشرق الأوسط وهي (الأردن، ولبنان، والعراق) تجاه الخدمات الإلكترونية ومدى انتشارها وفاعليتها، ومستوى الرضا الشعبي عن ما تقدمه الوزارات وما أنجزته حكومات تلك الدول، وهل اختلفت آراء المواطنين العرب في الدول الآسيوية عن نظرائهم في الدول العربية في أفريقيا.

[box type=”shadow” align=”aligncenter” ]حيث يرى الأستاذ سائد الفايز من الأردن الشقيقة، أن الخدمات الإلكترونية ساهمت في إحداث ثورة من الاتصال والتواصل بين الحكومة والمواطن ولكن ينقصها المتابعة والتطوير، كما أشار إلى أن بعض شرائح المجتمع لم تتقبلها وباتت تتخوف منها، ويرجع ذلك إما لعدم الوعي الكامل بآلية عملها أو لما يثار عنها من معلومات مغلوطة كونها ما زالت في بداية الطريق في عالمنا العربي. وشدد على ضرورة تعاون كافة المؤسسات الأهلية والمجتمعية في إنجاح هذه التجربة الوليدة، حيث قال “إنْ تضافرت جهود المواطن ومؤسساته معاً، فلن يمضي وقت طويل إلا وأصبحت الخدمات الإلكترونية واقعًا ملموسًا مثلها مثل الخدمات اللوجستية  (الكهرباء، والاتصالات). وأردف قائلًا “المواطن مسئول أيضًا ويقع على عاتقه جهد كبير في التعاون مع الوزارات والشركات المقدمة للخدمة ويجب أن يتجاوز دوره دور المتلقي إلى المتفاعل والمقيم والحريص على هذه التجربة” وعن رسالته إلى المسئول، قال “أنت في موقع، مسئول به أمام الله ثم شعبك، فلا تضيع وقت العمل فيما لا نفع منه أو فائدة، وأتقن عملك كما تحب أن تراه من غيرك” ونوه إلى كون المسئول في قطاع ما، هو مواطن في قطاع آخر؛ فالمسئولية التي يتحملها مضاعفة.[/box]

أما المواطن الأردني/ كريم السعدي فقال “هناك أكثر من 80 خدمة إلكترونية في الأردن لا سيما في القطاعات الخدمية، وقد قضت على كثير من مشاكل الطريقة التقليدية، خاصة طول مدة المعاملة الورقية، والاضطرار إلى الانتظار طويلًا أمام الدوائر الحكومية”. وأردف قائلًا “أستطيع القول أنني لم أعد أواجه مشاكل التسويف ولا أضطر للسفر إلى وسط المدينة كي أنجز معاملتي”.
وأكمل قائلًا “يقع على وزارة التربية والتعليم عبء التوعية وإدراج آلية مناسبة لنشر الوعي الصحيح وزرعه في جيل المستقبل” .


[box type=”shadow” align=”aligncenter” ]بينما السيدة/ ريم الحص من لبنان، ترى أن المعاملات الإلكترونية لها العديد من المزايا ولكن ربما لها أيضًا بعض السلبيات حيت قالت “نعم سهلت المعاملات واختصرت الوقت لكن هناك جيش من الشباب يحتاج إلى عمل، فالمعاملات الإلكترونية لن تستوعب الخريجين الجدد مثلما كانت الخدمات اللوجستية تدار بالطريقة التقليدية” وشددت على ضروة أن تأخذ الحكومة زمام المبادرة لترعى مشاريع كبرى وتدخل باب التقنية المحوسبة جنبًا إلى جنب مع القطاع الخاص لتوفير فرص عمل جديدة تلائم الواقع وتواكب تحديات العصر. كما تمنت على الشباب أن يغيروا من طريقة تفكيرهم التقليدية، حيث قالت “لم يعد في نظري مقبولًا أن يكون أسمى ما يتطلع إليه الشاب وظيفة حكومية بعد التخرج” وعبرت عن امتعاضها الشديد من دور الحكومة حيث قالت “لا نرى إلا تعاقب للحكومات على السلطة، شكل بلا مضمون ولا أرى المسئولين سوى في موعد الانتخابات” وأشارت الى أن جزء كبير من المسئولية يقع على كاهل المواطن اللبناني ومؤسسات المجتمع المدني.[/box]


السيدة/ نوال السنو، من بيروت، قالت “الخدمات الإلكترونية أضحت واقعًا لا بد منه ولكنه لا يغني عن الذهاب إلى الوزارات الحكومية”.

وأردفت قائلة “الكثير من المعاملات يتوجب علي أن أكملها بالطريقة التقليدية؛ حيث إن الكثير من الخدمات الإلكترونية غير مكتملة الوظائف”.

وأوضحت.. أن الشريحة العظمى من المجتمع قادرة على التعامل مع الخدمات الإلكترونية، حيث قالت “الأجهزة الذكية في كل مكان وأغلب المجتمع ينشط على السوشيال ميديا، الكبار والصغار”.

وأكملت متسائلة: ما هو العائق إذن كي يدخل المواطن بياناته محوسبة أو يستعلم عن معاملته من المواقع الإلكترونية؟، وطالبت مؤسسات القطاع الخاص بضرورة دعم عملية الانتقال من النظام التقليدي إلى النظام المحوسب، حيث قالت “لماذا نطالب المؤسسات الدولية بتبني قضايانا الحياتية وعملية الانتقال الإلكتروني، والأولى أن يقوم القطاع الخاص اللبناني بالاستثمار في هذا المنحى؛ لأنه سيعود بالنفع على الجميع”.

[box type=”shadow” align=”aligncenter” ]الأستاذ/ ضرغام الدين علي من العراق الشقيقة، يرى أن “الخدمات الإلكترونية تساعده كثيرًا وتسعفه في الوقت والجهد، كما أوضح أنها لا تناسب كل الأعمار خصوصًا كبار السن، ونصح بأن تتم عملية التحول إلى النظام الإلكتروني بشكل تدريجي، حيث قال “هناك خدمات بسيطة يمكننا البدء بها، وأما الخدمات التي تستوجب وثائق مهمة فيمكن تأجيلها إلى مرحلة تالية حتى يستقر النظام ونتأكد من سلامة وأمان الآليات المتبعة”. وحث المواطن العراقي على أن يلعب دورًا فعالًا ويقيم نتيجة تلك الخدمات، كما توجه إلى المسئول بالنصيحة، قائلًا “اعمل جيدًا لدينك ودنياك وستجني ثمرة عملك في الدنيا والآخرة“.[/box]

السيد/ محمد الجبور، يرى أن النظام التقليدي لم يعد يلبي احتياجات المجتمع العراقي؛ ولذلك لا بد من الاتجاه بسرعة إلى تطوير الخدمات المحوسبة المقدمة من الوزارات الحكومية” وتابع متسائلًا: لماذا لا تتبنى الحكومة العراقية هذا المشروع الوطني، وتابع قائلًا” نحن في العراق لا تنقصنا الثروات كي نستثمر في مشاريع يعود ريعها على الجميع بلا استثناء؟”.

وأردف قائلًا: “لا أخشى على كبار السن من الخدمات الإلكترونية؛ فالمجتمع العراقي متعاون بطبعه وسيخدم من لا يستطيع أن ينجز معاملاته بمفرده”.

وأضاف “الحكومة مطالبة بفعل الكثير في هذا الصدد ومعظم الخدمات الإلكترونية المقدمة من الوزارات يمكن البناء عليها، ولكن نحتاج إلى سرعة العمل والإنجاز”.

[box type=”shadow” align=”aligncenter” ]أما السيدة/ سحر الدليمي من العراق الشقيق، قالت “أنا مع الخدمات الإلكترونية ولكن البنية التحتية في العراق شبه مدمرة نتيجة الحروب والصراعات التي مر بها العراق”. وأضافت “المهم أن نبدأ وأن تتبنى الحكومة والمرجعيات الدينية القضية كأولوية للنهوض بالعراق الجديد“.[/box]


الأستاذ/ مؤيد السامرائي، يرى أن النظام الإلكتروني لا يتعارض مع النظام التقليدي، وكلاهما يكمل الآخر، لا سيما في هذه المرحلة، وتابع قائلًا “لي تجارب بسيطة مع بعض الخدمات الإلكترونية المقدمة من بعض المؤسسات وكانت ناجحة على الرغم من كوني لا أمتلك خلفية كبيرة عنها”.

وأوضح.. أن المواطن العراقي عندما يسافر إلى دول الغرب تجده سرعان ما يتأقلم مع بيئته الجديدة.

وأضاف متسائلًا: فكيف لا يعتاد عليها في العراق؟!.

وتوجه بنصيحته إلى المواطن والمسئول على حد سواء “إننا في قارب واحد، ويجب أن نتقي الله في بعضنا البعض، ونرحم العراق الجريح فهو يحتاج كل أبنائه”.

[button color=”red” size=”big” link=”https://www.alhtoon.com/?p=173540&preview=true” ]انتظرونا في الجزء الثالث[/button]

مقالات ذات صلة

‫103 تعليقات

  1. في انتظار الجزء الثالث

    نتمنى تتمة هذا الاستطلاع برأي الجريدة في الخدمات الإلكترونية، وما هو النفع الذي سيعود على المجتمعات من ميكنة ورقمنة جميع العمليات الحكومية؟
    وكيف لها أن تقضي على الرشوة؛ حيث تفصل بين مقدم الخدمة ومتلقيها؟
    المعوقات التي تواجه المجتمعات العربية، وقد تتسبب في فشل التحول الرقمي، مثل:-
    – ضعف البنية التحتية
    – الجهل الرقمي لدى شريحة كبيرة من العاملين بالقطاعات الحكومية
    – تعارض التحول الرقمي مع مصالح الكثيرين، ممن يستفيدون من النظام الورقي، وسهولة التلاعب به، والحصول على الرشاوى.
    – حماية الأنظمة من القرصنة وعمليات الاختراق

    ثم عرض آليات لمواجهة تلك المعوقات

    استطلاع ممتاز …
    بالتوفيق والنجاح

  2. نشكركم على مساعيكم الجميله والمفيدة للقارء ولصحيفة هتون.
    تقبلوا تحياتنا

  3. أعجبتي عبارة ننا في قارب واحد، ويجب أن نتقي الله في بعضنا البعض، ونرحم العراق الجريح فهو يحتاج كل أبنائه”.

  4. لا نرى إلا تعاقب للحكومات على السلطة، شكل بلا مضمون ولا أرى المسئولين سوى في موعد الانتخابات

  5. “إننا في قارب واحد، ويجب أن نتقي الله في بعضنا البعض، ونرحم العراق الجريح فهو يحتاج كل أبنائه”. أصبت والله

  6. السرعة والجودة، صحة البيانات ودقتها، السرية والأمان هذه المزايا لو توفرت لصارت الخدمات في قمة الجودة

  7. هل ستنجح الخدمات الإلكترونية في سد الفجوة بين المواطن والوزارات المختلفة ام تحتاج لبعض التطوير

  8. بالرغم من أن الأوضاع في العالم العربي شبه سيئة إلا أن هذا لا يمنع من تطوير الإدارات الحكومية

  9. هذه المعاملات الالكترونية ساعدتني فعلا في مواجهة مشاكل التسويف والسفر إلى وسط المدينة كي أنجز معاملتي

  10. من الرائع جدا استطلاع وتوضيح آراء المواطنين العرب في الدول الآسيوية والعربية في أفريقيا

  11. فهل تنجح الخدمات الإلكترونية في ردم الفجوة بين المواطن والوزارات المختلفة؟
    أظن الإجابة ممكنة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88