الأنفاق وسلالم التنقل في جبال مكة المكرمة

حيث إن مكة المكرمة تشتهر بكثرة جبالها كونها منطقة جبلية، ونظرًا لأن هذه الجبال بعدما تم شق العمار جعلت بعض الأحياء (والحارات) ترتفع عن الأخرى؛ لذا تم تنفيذ عدد من سلالم الدرج بين حارة وأخرى.

إعداد وتصوير/ هتون الشمري

ومثل هذا الإجراء ساعد أن الأحياء التي تقع على منطقة جبلية يسهل ربطها بما جوارها من أحياء، فمثلًا جبل النور يبلغ ارتفاع هذا الجبل 642 مترا وينحدر انحدارًا شديدًا من 380 مترا حتى يصل 500 متر، ثم يستمر في الانحدار على شكل زاوية قائمة حتى قمة الجبل وتبلغ مساحته خمسة كيلو مترات و 250 مترا، وتشبه قمته الطربوش الذي يلبس على الرأس أو كسنام الجمل ولا يوجد في مكة المكرمة جبل مشابه لجبل النور، فهو فريد الشكل وتتصل قاعدته بجبيلات ممتدة حوله من جميع الجهات، وهو مشابه ايضًا لجبل قيقعان فهو عبارة عن سلسلة جبلية تمتد في شمال وشمال غرب المسجد الحرام بين أعالي وادي إبراهيم شرقا ووادي طوى غربا، وتشرف هذه السلسلة على عدة أحياء من مكة حيث يطل سفحها الشرقي على أحياء (السليمانية، والثقا، والشاحبة) فيما يطل سفحها الغربي على أحياء (القيبية، وجرول، وحارة الباب) ويصل ارتفاعه إلى 433 مترًا.

ومن ذلك ما نشاهده في هذه الصورة حيث توضح وجود سلم درج يصل بين جزء من حي (العزيزية الجنوبية)  الشارع العام بداخل الحي ومن ثم الوصول لحي (العزيزية الشمالية) في الجانب الآخر.

لكن هذه السلالم تحتاج لنوع من الصيانة والعناية كما هو موضح في الفيديو أعلاه.

ويوجد جبل مشهور في حي المسفلة بطرف الشبيكة بالقرب من الجسر الذي يربط الحفاير بالشبكة، ويشرف بأحد سفوحه على شارع إبراهيم الخليل يطلق عليه جبل عمر نسبة إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ويشكل جبل عمر الطرف الشمالي من سلسلة الجبال الموازية لسلسلة جبل قلعة أجياد حيث يصل ارتفاعه إلى 394 مترًا وهو من الجبال المأهولة بالسكان في مكة، حيث يشتد الاكتظاظ فيه، خاصة في السفوح المواجهة للمسجد الحرام.

وبالإضافة لهذه السلالم وجدت الأنفاق أنفاق عملاقة تتلوى بين جبال مكة المكرمة ذهابا وإيابا، تمثل عالمًا آخر.

بدأت فكرة تشييد أنفاق مكة في عهد الملك الراحل خالد بن عبد العزيز، حيث افتتح في نهاية السبعينات أول نفق للسيارات لربط المشاعر المقدسة بمكة المكرمة، وهو النفق الذي اختصر المسافة بين الجانبين إلى النصف تقريبًا. إن هذه الأنفاق مجهزة بعدد من خدمات وتجهيزات تتضمن مراوح ضخمة ونفاثة للتهوية ومخارج طوارئ ومضخات مياه لإطفاء الحريق وحساسات للغازات، حيث يتم قياس نسبة الغازات والكربون بالنفق بواسطة أحدث الأجهزة ومتابعتها من خلال غرفه تحكم تم تجهيزها بالنفق خصيصا لهذا الغرض ولمتابعة تشغيل كافة الأنظمة باستمرار.

وتشهد مكة منذ ذلك الوقت ثورة بناء وتشييد في الأنفاق والتي بلغت وفق آخر إحصائية صادرة من أمانة العاصمة المقدسة 62 نفقًا، منها 54 للسيارات وثمانية للمشاة. وتشكل شبكة الأنفاق هذه ربطًا بين شعاب مكة.

ونظرًا لتطور مكة فإنه كان لزامًا إنشاء هذه السلالم وشق هذه الأنفاق؛ حتى يتمكن السكان والحجاج من التنقل بسلاسة.