إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

أهَالِي مُحَافظةِ بَدر.. يَتَسَاءَلُونَ؟

الأقدارُ مكتوبةٌ، هي جُملةٌ متداولة لدى كُل مؤمنٍ، وهي التسليم بأمرِ الله دائمًا وقت الفرحِ وكذلك وقتَ الحُزن، لا سيما أنَّ هذا الرضا يُعدُّ من أركان الإيمان.

ولكن…

عندما تُستغلُّ هذه العبارة وتُصبح شماعةً تُعلقُ عليها الأخطاء دائماً فتصبحُ مُبررًا للإهمَال أو التهاون من بعضِ الإدارات أو الأفراد عن القيام بمهامهم، فهُنا تنتفي صفةَ الإيمان وتدخلُ في دائرة الإثم.

والأخذ بالأسباب قطعاً لا يُنافي التوكل على الله.

لذا؛ سأتحدث عن طريق المدينة – ينبع القديم، مرورًا بمحافظة بدر التابعة للمدينة المنورة، هذا الطريق الذي بات يُشكلُ تهديدًا خطيرًا للأرواح البريئة وبشكلٍ متزايد، حيث لا يمر الأسبوع وحسب الإحصائيات المُسجلة حتى تُحصدُ أرواح الضحايا وبشكلٍ مستمر.

لا يكادُ يخلو منزلٌ، أو حي، أو هِجرة، وحتى قرية، يمُر هذا الطريق من خلالها حتى تجد الأهالي فيها يبكون حبيبًا، أو أخًا، أو قريبًا، أو صديقًا، أو عائلةً بأكملها.

الطريق مُوحشٌ للغاية…

طريقٌ ضيقٌ لا يتسع إلا لمركبتين، وأحيانًا لمركبة واحدة فقط، حيثُ الشاحِناتُ والحَافلاتُ المدرسية وأيضًا الباصات السياحية التي تزور محافظة بدر التاريخية تمُر من خلاله، بالإضافة لذلك كثرة المنحنيات الخطرة للغاية والمحاذية للأودية والمنحدرات، ناهيك عن الجِمالِ والحمير السائبة (أجلَّكم الله) التي لا يردعها رادعٌ كـ(السياجات الحديدية) الموازية للطريق كما في الطرق السريعة.

هو طريق (الموت) بامتياز.

أهَالِي مُحَافظةِ بَدر.. يَتَسَاءَلُونَ؟

هل سيبتلع هذا الطريق المزيد من الأرواح دون أي مبادرةٍ تُذكر؟

هل سنكتفي بعبارتي (عظم الله أجركم) و (أحسن الله لكم العزاء)؟.

هل بقي من دموع الأمهات دمعةً تُذرف؟

وهل بقي من صبرِ الآباء صبر آخرَ يُعرف؟

البعض سيقول لي:

ولكن هناك طريق المدينة – ينبع، السريع التي قامت به الدولة حفظها الله مؤخرًا، وهو يفي بالغرض.

سأقول بملء فمي (نعم).. وهو مشروعٌ جَبار خدم المسافرين خدمةً عظيمة لا يُنكرها سوى جاهل.

ولكن…

السؤال هُنا.. هل يخدم أهالي القرى والمحافظات الموازية للطريق السريع من الجهةِ المقابلة؟

الجواب.. لا

لأن كافة شرائح الموظفين والموظفات من المعلمين والمعلمات وكذلك فلذات أكبادنا من الطلاب والطالبات وغيرهم يمرون يوميًّا من خلال هذا الطريق القديم لأداء أعمالهم.

أنا هُنا لا أُطالب بإنشاء طريق سريعٌ آخر، بل بإصلاحاتٍ للطريق القديم وبشكلٍ عاجل، وأن تكون هناك اجتماعات ومقترحاتٍ فورية لكافة المحافظات المسؤولة عن ذلك الطريق الذي بات نذير شؤمٍ لسالكيه.

والرفع لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز (حفظه الله) أمير منطقة المدينة المنورة، هذا الرجلُ المُبادرُ لتسهيل المصاعب وتذليل العقبات دومًا لراحة المواطنين والذي لا يألُ جهداً في متابعة التفاصيل والحيثيات الصغيرة قبل الكبيرة.

وأُوجه رسالتي كذلك للتجارِ والشركات في محافظة بدر والقرى التابعة لها أن يساهموا في توسعة الطريق، فالأمر سهلٌ يسيرٌ عليكم وعزيزٌ على أبنائكم وبناتكم.

أتمنى أن يصل صوتي وهذا النداء إلى قلوبِ كافة المعنيين بهذا الأمر قبل المسامع؛ فمظاهر العَزاء في تلك المناطق وتلك القرى باتت هي السائدة.

وصول:

يمكننا تجنب الحقيقة.. لكننا لا نستطيع تفادي نتائج تجنب الحقيقة.

بقلم/ ماجد الحربي

مقالات ذات صلة

‫63 تعليقات

  1. أتفق معك في أنه على التجارِ والشركات في محافظة بدر والقرى التابعة لها أن يساهموا في توسعة الطريق

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88