إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

زمن أصم أبكم ..!!

نعيش في زمن التسارع في كل شيء. الوقت والأحداث والعلاقات بين البشر!

أليس من الغريب أن نقف متأملين هذا دون أي مواجهات ضدية، وأحياناً نساير الركب دون تفكير.

أحببت أن أقف هنا بكلماتي منوهه لما يجول في خاطري ومكنون ذاتي.

اتسأل :” لماذا أصبحنا بعيدين بالأرواح وقريبين بما يسمى وسائل التواصل؟”

لم يعد الأخ يطرق باب أخيه ليرآه ويسأل عنه ويطمئن على أحواله، بل أكتفى برسالة قصيرة في الواتس آب وكلمة واحدة. لم يعد الجار يتفقد جاره القريب أو البعيد واكتفى بتلويح يده للسلام بين فترة وأخرى أن رآه يمر في الشارع صدفة، وقد يتذكر حينها أن يرسل له رسالة ليسأل عن حاله.

لم تعد الأبناء تبر أباءهم بالزيارات بل أصبح السناب شات هو وسيلة معرفة الأخبار بينهم.

سألتها يوماً كيف حال أولادك؟

أجابت: لم أرى أحد منهم منذ أسابيع ، لكني أتابع سناباتهم واطمئن عليهم.

ليتكم تعلمون كم تأثرت حين أجابتني بذلك الجواب! وأعلم يقينا أنها بداخلها حزينة هناك الآف مثلها وللأسف نعتبره أمر عادي . لا أُعيب التواصل بالأجهزة ولا يمكن أن نتخلى عنها، فهي ضرورة في حياتنا اليومية في الوقت الحاضر. لكن ما يؤلمني هي المشاعر التي كانت تربط الأسر ببعضها أفرادا ومجتمعات ، تقلصت لحد التلاشي فأين ذهبت؟

ومن الجانب الأخر، فالكثير منا يعرض للفهم الخاطئ خلال المحادثات الكتابية ، فكل منا يفهم الرسالة بطريقته في التفكير . قد لا يقصد المرسل نفس مفهوم المتلقي، وقد يحصل العكس ! وهذا أثار بعض المشاكل بين البشر؟

كما أصبحت أصابعنا هي المحرك الأول والأكثر في تعاملاتنا كلها أو أغلبها. حتى أصبحنا نرى العائلة في المنزل الواحد والغرفة الواحدة يجلس كل منهم منسجم مع جهازه ويفقد أهم مشاعر المحبة والحنان بين أفراد الأسرة. وتصل في بعض الأحيان لأن يرسل أحدهم للأخر حديثه عبر الجوالات وهم في نفس المكان أما رغبة في الحوار الصامت أو حتى لا يسمع الأخرون.

كم أصبحت أشتاق لعائلتي المقيمة معي في نفس المنزل!

إشتياق لسماع أصواتهم وأراءهم ولرؤية ابتسامتهم وسماع ضحكاتهم وهم يتمازحون.

أشتاق أن نعود لزمن الألتفاف حول الوالدين وسماع قصصهم وعبرهم وانجازاتهم في الحياة.

أشتاق لزمن جميل عشناه وحقا يفقده ابناءنا في الوقت الحالي.

التطور جميل ورائع لكن علينا استخدام كل شيء في حدود العقل وعدم فقد الروابط الجميلة والمشاعر العذبة بين الناس.

فالمشاعر هي اللغة الوحيدة التي تجعلنا نعيش بسلام ومحبة.

_________

إبتسام عرفي

 

 

مقالات ذات صلة

‫34 تعليقات

  1. نقدر نستخدم التواصل الطبيعي والتواصل بالاجهزة حسب مكان الاهل والاقارب لكن اكو ادمان من ناس هيلق غشم في حياتهم

  2. مقالك استاذة ابتسام حقيقي لم يعد الأخ يطرق باب أخيه ليرآه ويسأل عنه ويطمئن على أحواله، بل أكتفى برسالة قصيرة في الواتس آب
    بل لم نعد نحن على طبيعتنا أبدا أبدا

  3. هذه التغيرات في الحياة والتعامل مع الأجهزة في حياتنا جانب فعلي للاصابة بالصمم ماذا لو اختفت الأجهزة الألكترونية من حياتنا….. للأبد ! حين تصبح التكنولوجيا نقمة عوضا أن تكون نعمة فهذا مخيف جدا ولابد أن نكون نحن وليس الزمن الصم والبكم والعمي ايضا

  4. الكل تحكمه وتتحكم فيه مواقع التواصل حتى الاعمال وادراتها اصبح بالتواصل بواتس قلم ومقال مميز

  5. مقال يقول مانريد قوله ومصارحة انفسنا به لكن احيان نخفي وجعنا ونسترها دمتي استاذة ابتسام عرفي

  6. كل تصرف مردوده علينا بالسلب والايجاب والبكم والصمم مع وجود الجوالات وغيرها امر وارد بل أن الناس صاروا مشلولين امام التقنية

  7. تعبنا من إستخدام الواتساب لكن مانقدر نستغني عنه ابدا ماهو الحل استاذة ابتسام وماهو البديل ؟

  8. تقديري الكبير لكل قلم خُط في صفحتي للرد والسؤال ، ممتنة للجميع على هذا التفاعل

    أخت منال : عشنا من قبل بدون كل هذه التقنيات ، لكن الدنيا تتغير ونحن من يغيرها ويطورها . لا استطيع إيجاد حل لما نحن فيه فنحن نجري مع التيار ولا يمكننا الوقوف ضده . لكن لابد أن نقوي علاقتنا بأقاربنا واحبابنا أكثر بالتقارب الفعلي والمشاعري . هذا هو الحل
    وسيأتي الأعظم في أجيال قادمه نسأل الله أن يكون تطور خير وسلام للجميع

    الكاتبة/ ابتسام عرفي

  9. كلام جميل جدا مرسي عالمقالة الجرئية وكلام اجمل لانه مش مزبوط الناس والعيلة تتباعد بالشكل دا

  10. كلام رائع استاذه ابتسام
    سلمت يداك على احرف من ذهب
    ومقال يناقش قضية هامة
    لايمكن ان نصل للعلو دون ان نتواصل وناقارب وهذا
    البعد التقني ذو نقمه علينا تسبب بها
    حذرت وناقشت وشرحت ووصفت وجعلت مقالك ذا رونق ..

  11. المجتمع يتغير دوماً وحتى قبل وسائل الاتصال الناس مقاطعة بعضها والحوار والتفاهم مفقود وبعد الاجهزة والجوالات زاد بزيادة فهو معاق لا صم ولا بكم بس

  12. تحولات كبيرة وحاسمة. يقودها التحولان الاقتصادي والاجتماعي. في المسألة الاجتماعية لا يوجد شيء أكبر من فقدان الجمعات والزيارات وصلة الرحم اللهم ثبتنا ..مقال متميز

  13. أصبح التغير في مجتمعنا شيء حتمي و واقعاً وبدأت ماكينته تدور وعلينا أن نعد العدة للتغيرات في كل شيء و التي سوف تطرأ .. فكل ماتقدم الزمن كل ماتباعدنا .
    ابتسام عرفي مقال وقلم حر مميز

  14. كلام صحيح عن العصر الحالي ..ما الذي سوف يحدث في المجتمع وكيف سيكون شكله وبنيته بعد عشر سنوات مثلاً. التغييرات الاقتصادية الجذرية والشاملة سوف يكون لها أثر عظيم في بناء مجتمع جديد. كتابة اجوديه
    افتيحه الخاطري / وهران الجزائر

  15. الناس تمشي بمصالحها ومزاجها لابد ان يصير هنالك دراسات للجامعات السعودية أو أي مراكز البحوث عن الأثر الاجتماعي لماتحدثت عنه الكاتبة عن تحول المجتمع لاصم وابكم ..

  16. اتسأل :” لماذا أصبحنا بعيدين بالأرواح وقريبين بما يسمى وسائل التواصل؟”
    لايمكن الاجابة عن امر يخص ظاهرة سلبيه
    كذلك كلامك عن فهم الناس للرسائل عدد كبير من الناس يحرف المقصود برسالة واتساب او على التويتر تغريدة …

  17. الشكر والتقدير للجميع هنا .. أسعدتني تفاعلاتكم وردودكم وأتمنى بالفعل أن يكون هناك ثقافة في المجتمع وبين الأفراد بالحد من استخدام تلك الأجهزة لأن الضرر أصبح أكثر من النفع .

    الكاتبة / إبتسام عرفي

  18. مقال اكثر من رائع وكلام جميل كل شكري وتقديرى للاستاذه ابتسام لانها تتحدث عن واقع نعيشه

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88