أصوات كالرعود
صواعق تضرب الأرض
فتهزها هزاً كهز الزلازل
دب الخوف في القلوب
بدأوا يتفقدون بعضهم البعض بالأصوات
فهم في ظلام دامس
افتقدوا كريم.. كريم.. كريم
تذكرت الأم أنه استأذنها
للذهاب لبيت الجيران قبل هبوب العاصفة
همت الأم بالخروج للبحث عنه
فتمسك بها البقية
لا.. لا.. لا مجال للخروج
فالعاصفة لا زالت مستمرة
ضمت صغارها إلى صدرها
وقلبها مع صغيرها الغائب
وتجمعوا تحت سقف المنزل المتهالك كتهالك ساكنيه
بقيت الأم تتمتم بدعواتها لكريم
وأصدق الدعوات دعوات الأم
الكل لا يتمنى شيئًا غير النجاة
فمن هول ما عصف بهم
أنساهم فقراً وجوعاً وعوز
وما من نجاة
فما هي إلا لحظات
حتى ضربت سقف منزلهم صاعقةٌ مدمرة
لتمسي جثثهم تحت الركام
في هذه اللحظات المرعبة
بدأت العاصفة بالهدوء لكنها لم تنتهِ
وكان أول الواصلين كريم
صاح وصاح من شدة الفاجعة
أمي، إخواني، جدي، جدتي
لا مجيب على صياح الصغير
فالجميع تحت الأنقاض متفحمون
عيناه ترى سوادًا لا بياض فيه
ماتت كل حياة فيه وهو حي
جاء الجيران على نياحه
ضمه أحدهم إلى صدره
هدأ لثواني
لكنه سرعان ما انفجر بالبكاء
فصدر الأم لا يشبهه أي صدر آخر
وكل الحنان يعوض إلا حنان الأمهات
صدم الصغير..
وبعض الصدمات تبقى مع صاحبها للأبد .
الكاتب/ محمد عكفي
الله يعطيك العافيه
دمت بهذا التميز بطرحك لمواضيعك
رووووووعه
دمت ودام نبض قلمك الرائع…
طرحت فابدعت دمت ودام عطائك سلمت اناملك الذهبيه على ماخطته لنا