بناء المدن أم الاقتصاد

واحد من المترشحين للرّئاسيات يدعو في برنامجه إلى بناء المدن الذكيّة!.

يا هداك الله.. قل كلامًا غير هذا في الوقت الرّاهن.

قل: علينا ببناء اقتصاد قوي من خلال الاهتمام بالأرض وتحقيق اكتفاء ذاتي، وتصدير المنتوج الوطني للخارج بدلًا من استيراد القمح من العجوز (فرنسا) .

قل: علينا أن نستثمر في الشباب المهمّش من أصحاب الشهادات والكفاءات.

قل: علينا أن نعيد الأدمغة الجزائريّة التي هربت من ديارها أو أُخْرِجت منها بطريقة أو بأخرى.

قل يا هداك الله: سنعيد الاعتبار لحقيبة التّربية والتعليم الوزاريّة، التي اهترأت، وتمزّقت، ودمّرت واجهة التّعليم في الجزائر.

قل يا سيدي الكريم: سنعيد الاعتبار للجامعة الجزائريّة المصنّفة في ذيل الترتيب الدولي.

قل يا من تحمل مشروعًا طموحًا: سنسعى جاهدين من أجل القضاء أو التقليل من حدّة الفساد المتفشّي في جسد مؤسسات الدولة جميعًا.

قل: سنعمل وننسعى جاهدين من أجل رفع مستوى الدخل الفردي الجزائري، الذي أنهكته (القُفَّة، والخُبزة).

قل: سنعمل من أجل أن لا يبقى في هذا الوطن فقير أو مُعدم أو محروم.

قل كلّ شيء، إلا أن تبدأ بالحديث عن المدن الذكيّة.. فما زال الوقت مبكّرا جدًّا على هذا الحديث، ونحن نعاني من تدفّق الإنترنت يا سيدي الكريم، فحالها عندنا أشبه بحال طاعنة في السن تنتظر يدًا خيِّرة تساعدها على قطع الطريق بسلام.

وإذا عجزت على كتابة برنامج طموح؛ فسنكتب لك برنامجًا طموحًا ومعقولًا، ويمكن تجسيده بعيدًا عن الغرق في الأحلام غير السعيدة، والطموحات الأكبر من قدراتك.

عندما تُفَكِّرْ في بناء مدن ذكيّة.. تَفَكَّرْ هذا المثل الشعبي “واش يْوَصَّلْ غربتي لأهلي”(١)

_________________________________
(1) مثل شعبي يُضرب للدلالة على طول مدة الوصول للهدف.

الكاتب الجزائري/ طارق ثابت

ما ورد أعلاه رأي الكاتب، ولا يعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة.