إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

التجديد في الذهنيات.. لا الشخصيات

أُصاب بالذُّهول؛ حينما يخترق سمعي بعض من طائش الكلام المتداول عن التغيير وحتميّته، دون أن يسأل القائل نفسه.. من يغيّر من؟ هل النظام يغيّر جلده ليظهر بحلّة جديدة تسرّ النّاظرين؟ أم الشعب هو الذي يغيّر بما يراه مناسبًا لنمط معيشته؛ و يتساير معها بسلاسة؟

وكثيرًا ما أعزف عن الإجابة مخافة أن يظن بي السوء، ولكني بطبيعة الحال لن أعزف عن الكتابة، بالقدر الذي يوصل الفكرة واضحة للقارئ.

لنتساءل معا.. كم من جيل مرّ من المسؤولين ولم تتغيّر ظروف البسطاء وأحوالهم؟ بينما تغيّرت ظروفهم هم(المسؤولون).. وكم تعاقب على الكرسي من رؤساء، ووزراء، ووُلاّة، ورؤساء دوائر وبلديات؟!

الكثير دون أدنى شك.. وكل كان يحمل في جعبته -حسب زعمه- الإصلاحات والتجديد والخير للبلاد والعباد، (للولاية أو البلدية) التي شاءت الأقدار أن يكون في أعلى هرم حكمها، كما لا ننكر أيضًا أن بعضًا من المقرّبين، أو ما يُطلق عليهم (الموالين) أيضًا تغيّرت أو ضاعهم وأحوالهم الاقتصادية والاجتماعية،  كيف حصل هذا؟ ومتى؟ الله أعلم.

فتبادر إلى ذهني ككل مواطن غيور على مستقبل وطنه، الذي هو مستقبلي بالضّرورة ومستقبل الكثير من “الغلابة” المحكوم عليهم بالبقاء (حبوا ولا كرهوا) أن أسأل نفسي قائلا: هل نحن جميعا دون استثناء، نفكّر بشكل جديّ في التغيير؟ ثم يقفز سؤال ثانٍ على أعقاب الأول: تغيير الشخصيات أم تغيير الذهنيات؟ فأحاول أن أجيب نفسي بنفسي بعد أن تحايلت عليّ الحروف، وجرّتني للإجابة.

إن كان همُّنا؛ كلّ همِّنا أن نغيّر الشخصيات والوجوه، فهذا في قمّة البساطة واليُسر.. وكثيرًا ما عرفت الجزائر تغييرات من هذا القبيل، (نح فلان.. حط فلان) حتّى في كتابتها سهلة يسيرة. أما إن كان همُّنا، كلّ همِّنا هو تغيير الذهنيات والعقليات، فهنا لن أكتب وحدي فقط، بل الجميع سيكتب، كيف السّبيل إلى ذلك دلّني؟! على شاكلة الموّال القائل “يامن هواه أعزّه وأذلّني.. كيف السّبيل إلى وِصالك دلّني”.

الكاتب الجزائري/ طارق ثابت

مقالات ذات صلة

‫50 تعليقات

  1. ما دكنا نعيد نفس النخب ونعيد نفس النهج السياسي البعيد كل البعد عن العمل الديمقراطي.. فإننا نتراجع ولا نحقق أي تقدم..

  2. المشكلة أن كثيرًا من تغيير الذهنيات لا يأتي بجديد لأن من يمسكون المناصب لا يفعلون!

  3. هل نحن جميعا دون استثناء، نفكّر بشكل جديّ في التغيير؟ ثم يقفز سؤال ثانٍ على أعقاب الأول: تغيير الشخصيات أم تغيير الذهنيات؟

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88