والضدّ يظهر فهمه الضدّ !.
أخذ النقاش دورته بيني وبين صاحب وزميل لي ومعلّم لمادة اللغة الإنجليزية، حتى وقفنا على اللغة ونحوها، فألقيت عليه مجموعة من الجمل التي طلبت منه إعرابها، وقد لاحظ ذهولي من دقة إجابته في كلّ سؤال أستحضره !.، إذ عجبتُ من جمعهِ وإجابته بتناغمٍ وتجانسٍ وتفوّقٍ بين لغتين تُترعان من كأسين مختلفين ذوقًا وطعماً ولوناً !.، حيث كان ذهولي لا لمعرفته بل لقدرته العالية في الفهم لما يُظنُّ فيه الجمع بين متناقضين !.، ولم تكن أسئلتي في البداية له اختباراً أو استظهاراً و ظهورًا بل كان تحدّياً كسبهُ !.، وحين رأى دهشتي قال لي من واقع تجربته: إنّ معرفته بقواعد اللغة العربيّة سهّلت له تعلّم اللغة الإنجليزية !.، وعندما أردت منه التوضيح والتبيان أكثر لهذه العبارة، أجابني: إنّ معرفتي مثلاً لأسلوب الاستفهام والنفي والشرط والأفعال بأنواعها في الجملة العربية عرّفني على طريقة استخدامها في الإنجليزية بيسرٍ وسهولة وهكذا… ، بل خرجت من حديثي معه بفائدة دفعتني إلى الاحتذاء بحذوه والسير على طريقته وذلك حين قال: إنّ اللغة العربيّة كما تعلم تحمل نوعين من الجمل: الجملة الفعلية والجملة الاسمية، أمّا في الإنجليزية فلا نعبّر عنها إلّا بجملٍ اسميةٍ، ما لم تكن الجمل مبدؤه بفعل الأمر، فهمست لي نفسي بقولي:
وبعض الحوار كبدر التمام
… يـزيدُ مـن الـعــقـلِ إبـصـارهُ
بعد هذا النقاش المثمر، والحديث الجذّاب، عزمت على مراجعة ما ذكره، والأخذ بما قاله فأورده، وذلك بالعمل على المقارنة بين اللغتين في قواعدهما، فظهرت لي بساطة وسهولة الإنجليزية مقارنة بالعربيّة وكان لي شرف حصولي على المرتبة الأولى في إحدى الدورات التي شاركت فيها، وأجزم أنّ حواري مع زميلي أثمر عنه هذا التفوّق بعد توفيق الله ﷻ، وحين أذكر مثل هذه القصة لا أقصد منها استعراض فهمي ومعرفتي، لكنه هدف حقّقته ووقفت عليه من خلال تجربة كانت خافية عليّ، وقد لا تخفى على البعض، وفوق كلّ ذي علمٍ عليم، والمقصد من هذا كلّه أن يدرك من يتذمّر من دراسة العربيّة أهميّتها في هذا الجانب، فالمعرفة التامة بلغتك تعني معرفتك بقواعد أيّ لغة أخرى بيسرٍ وسلاسةٍ، فضلًا على أهميّتها في فهم الدين، ولا يعني هذا أنّك لن تتعلّم اللّغات الأخرى إلّا بفهم لغتك الأم، فكلّ ما في الأمر أنّه يُبسّط لك الفهم، ليصرفك عن عيَّ التعقيد، ويميل بك إلى وعي التقعيد، فتكون بمعنى الطريقة أقرب، ومن واقع التجربة أصوب، قال أبو الحسن التهامي:
يـا رَبَّ مَعنىً بَعيد الشأوِ أَسلُكُهُ
في سلك لَفظٍ قَريب الفَهمِ مُختَصَرِ
لَفظٍ يَكـون لعـقد القَول واسِـطَةً
ما بَيـنَ مَــنـزِلَة الإسهاب وَالحـصرِ
ومنذ ثمرة النقاش والتجربة لم أبرح من ذكر ذلك لبعض طلابي الذين يتذمّرون من لغتهم العربية، فيغفلون عن قيمتها، علّ التجربة تُنبت في قلوبهم حبّ لغتهم، ليجدّدوا ثقتهم في علوّ شأنها ومكانتها، وهذا ولله الحمد ما لاحظته منهم بعد حين، فقد أصبح بعضهم يسأل عن المقارنة والمقاربة بين اللغتين كلّما سلكنا طريقًا من طرق النحو، ويكفي من هذا بالنسبة لهم أن يكسبوا من تعلّم اللغة العربيّة إحدى الحسنيين إمّا فهم القرآن فهي لغته، أو تيسير فهم لغة أخرى، وما أروع أن يجمعوا بينهما.
ــ فاصلة منقوطة ؛
لا توجد أي دولة في العالم انطلقت في المجال (التكنولوجي) دون الاعتماد على اللّغة الأم. – المهدي المنجرة، كاتب ومفكر مغربي.
———————————————
بقلم الأستاذ /
إبراهيم الوابل – أبو سليمان
ibrahim7370@
الاثنين – الموافق
١٨ – ١٢ – ١٤٤٠هـ
١٩ – ٨ – ٢٠١٩م
ماشاء الله تبارك الله تألق وحسن وسلاسة
جابني: إنّ معرفتي مثلاً لأسلوب الاستفهام والنفي والشرط والأفعال بأنواعها في الجملة العربية عرّفني على طريقة استخدامها في الإنجليزية بيسرٍ وسهولة وهكذا
مقال رائع جدا
اكثر من راشع شيء جميل فعلا
ما اروعك استاذي
شيء في قمة الروعه والابداع
ما اجمل واروع هذا
الي الامام دائما
مقالاتك دائما مبهرة ومؤثؤة
لافض فوك
حق لنا أن نفخر بأننا أهل لغة القرآن..
مقال مميز.
فهم اللغة العربية وقواعدها جيدا لا يساعد فقط على تعلم الإنجليزية فالألمانية بها مشابهة أكثر حتى في قواعدها..
حقا لم تقم أمم أو ترتقي بغير الاعتزاز بلغتها الأم.
سلمت يداك أستاذ إبراهيم
اللغة العربية هي لغة القرآن وقد احتلت في تقرير أصدره مركز أبحاث ودراسات دولي خاص باللغات المرتبة الرابعة بعد كل من الإنجليزية والصينية والهندية، وتقدمت على مجموعة من اللغات الحية من الإسبانية والفرنسية والإيطالية والروسية وغير ها من الللغات.
الضد يظهر حسنه الضد، والضد يبرز فهمه الضد…. موضوع في غاية الروعة.
“وفوق كل ذي علم عليم”..
إعجاز العربية لم يأتِ من فراغ، هي أصعب اللغات تعلما لكنها أغناها بالمفردات وخاصة التعبير عن المشاعر، ثرية حتى في مساعدتك على تعلم لغات شتى..
سبقت كثيرا من اللغات رغم احتلالها المركز الثالث أو الرابع عالميا.
بارك الله في قلمكم أستاذنا
عنوان رائع، وأسلوب سلس، وجمل قصيرة وجذابة
مبدع
موفق دائما
التجربة تفوق آلاف الحكايات.
أسلوبكم مميز في الكتابة، وإيراد القصص خاصة المتعلقة بالتجارب تمتع القارئ
جهد مشكور
دمت مبدعا أستاذ إبراهيم
بوركت وبوركت اناملك.. تسلم يا أبا سليمان
بارك الله فيك يا أبا سليمان.. مقالة جيدة
مقابلة رائعة بين علمين أضفت بنتائج وخلاصة جميلة..لعل أهمها لا توجد أي دولة في العالم انطلقت في المجال (التكنولوجي) دون الاعتماد على اللّغة الأم.
شئ في منتهى الجمال والروعة
حين يتقابل العلم مع العلم يخرج لنا علم جديد
فعلا لو جادلني العالم الف سنة جادلته ام الجاهل لو جادلني ثانية واحد. ما جادلته حكمه قديمة
مقال بعد مقال يعني ابداع لا ينتهي
الضد يظهر فهمه الضد عنوان مثير
سلمت يداك
بالتوفيق استاذي
موضوع رائع
جهد عظيم
بارك الله لك
اعجاز اللغه العربيه لم ياتي من فراغ
جهد مشكور
مقاله جيده
ما شاء الله
شئ جيد للغايه
ممتاز
مقال مميز جدا
جيد جدا بالتوفيق ان شاء الله
سلمت يداك بالتوفيق ان شاء الله
الشكر لصحيفة هتون بالتوفيق ان شاء الله
موضوع قيم جدا بالتوفيق
موضوع يستحق القراءة
جهد مشكور
شئ جيد للغاية
الشكر لهذه الصحيفه
احسنت بالتوفيق ان شاء الله
بارك الله فيك
العنوان معبر جدا
مقال جيد للغايه
ممتاز