جيل الغدقصص وأناشيد

قصة دهاء السندباد

يحكى أنه كان هناك عشرات الجزر في المحيط الأعظم، جزر متباعدة يحيط بها الماء من جميع الجهات، وكان يعيش في هذه الجزر مجموعات مختلفة من الناس تعتمد حياتهم على الصيد والزراعة، وعندما يفيض عليهم الرزق والخير يقومون ببيع السلع والمنتجات للجزر الأخرى، فتعود عليهم بربح وفير.

بينما كانت بعض الجزر الأخرى صخورًا صماء لا تصلح للزراعة ويعيش أهلها في فقر شديد وجوع وحاجة، ويعيش فيها بعض الناس على السرقة والنهب من الجزر الغنية.

وكان هناك رجل قوي شجاع يدعى السندباد محب للخير، وكانت لديه سفينة كبيرة يسافر بها عبر الجزر المختلفة للتجارة، حيث يقوم بشراء الكثير من المنتجات التي تنتجها الجزر الغنية ويعود ليبيعها في جزر أخرى، وهكذا.

وكان لسندباد فتى اسمه ياقوت، تعلم القراءة والكتابة وحفظ كثيرًا من المأثورات والأشعار، فأحبه الناس لأنه كان ينشدهم مما يحفظ وكان صوته عذبًا جميلًا يرتل به آيات الله عز وجل، فيجتمع الناس حوله لسماعه والتعلم منه.

وعندما كبر ياقوت ووصل إلى سن الشباب والقوة، أراد والده أن يعلمه أصول الملاحة بالسفينة، وأصول التجارة حتى يرث عمله من بعده، أو حتى يساعده في عمله عندما يكبر في السن، ويعجز عن مواصلة عمله بنفسه وكان ياقوت شابًا ذكيًا شجاعًا كوالده، فأحسن فنون العمل وتعلمها، وكان أمينًا في أعمال التجارة يقنع بالربح القليل، ويحب مساعدة المحتاجين والفقراء فيعطيهم من رزق الله عز وجل من السلع والمنتجات ولا يأخذ منهم أجرًا في المقابل.

ووصل سندباد ذات يوم إلى جزيرة يحكمها رجل ظالم اسمه شهرير الشرير، كان كل همه جمع المال بالظلم والنهب والطغيان، وكانت عيناه على أغنى جزيرة في الجزر، واسمها جزيرة الذهب.

ولكن أهلها كانوا له بالمرصاد، فكان يعيش في غيظ عظيم متحينًا الفرص لاغتصاب خيرات هذه الجزيرة العظيم، وقد هداه تفكيره الفاسد بمساعدة الشيطان إلى فكرة شريرة، وهي أن يخطف ياقوت ابن سندباد ويخبر السندباد أنه لن يعيد إليه ابنه إلا إذا هاجم السندباد برجاله الكثيرين الأقوياء جزيرة الذهب، وحاربها بكل قوته ويأتيه من كنوز وخيرات كل ما يجد في هذه الجزيرة.

حزن سندباد حزنًا عظيماً من أجل ولده ياقوت الذي خطفه شهرير الشرير، وأخذ يفكر كيف يخرج من هذه المحنة وينجي ابنه من سجن شهرير، حتى هداه الله إلى حيلة ذكية.

أحضر سندباد خمسين صندوقًا من الخشب، وكل صندوق يتسع لرجل ومعه سيفه، ووضع الرجال في الصناديق بعد أن أمدهم بالطعام والشراب، وجعل في الصناديق ثقوبًا صغيرة، حتى يتمكنوا من التنفس، ودهنها من الخارج بماء الذهب وبالرسوم الجميلة، حتى تبدو كأنها من أثاث جزيرة الذهب ورياشها.

وخرج سندباد بسفينته حتى وصل إلى شهرير الذي خرج لاستقباله وحده، وقام رجال من سفينتة بنقل الصناديق إلى قصر شهرير الشرير، وأخذ شهرير يعد الصناديق في فرح وسرور وهو يتخيل تحقيق أحلامه بالثراء والغنى، وبينما هو يطوف بالصناديق صدرت إشارة سندباد ففتح الرجال الصناديق التي كانوا بداخلها رافعين السيوف صارخين في وجه شهرير قائلين: الله أكبر .. الله أكبر.

فزع شهرير من المفأجاة وأخذ يبكي ويستغيث، ولكن لم يأتِ أحد لإنقاذه من يد سندباد، وخرج ياقوت من محبسه وحبس الرجال شهرير مكانه، ولم يلبث الأمر أن انتشر وذاع في الجزر بأكملها، وكان أهل جزيرة شهرير يكرهونه بشدة فأخذوا يهنئون سندباد ويدعون له وجعلوه زعيمًا للجزيرة، وبدأ سندباد يحكم أهل الجزيرة بالعدل حتى صارت جزيرة غنية عاش أهلها في سعادة وهناء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88