اللا شيء

أختبر اللا شيء.. حين يتجرد المعنى من معناه

ويصير ترابي المزاج.. هوائي الرائحة

وبلونِ الماء المتدفقِ في مساربِ القلبِ

وأنهار الحياة

أختبر اللا شيء.. عالمًا آخر.. ينتفض بإصرار، لأراه

فتمعن في انسكابها الدموع

الأسئلةُ التي كانت تغوي فضولَنا

تكسرت كبقعة ضوء وحيدة

كذلك الرطب من الهواء

في جبين خيبة كسرتنا

حين نصحو من غفوة حلم

اللا شيء.. هو ما كان ولم يكن

كل حلم بقي محجوزا في شبابيك الانتظار

كل لحظة شغف.. بقيت مستحيلة

كل صورة أراها تنظر إلي

وأنظر إليها بخجلي المعتاد

وبذات الخجل أهرب من عينيها

حتى محاولاتي العديدة للمحو

تلك التي كانت تبوء بالفشل

ترى.. هل ستجد طرقها ذات يوم

وهذا اللا شيء محدق بها؟!

كل حضور يؤول إلى غياب

إلا ما سكن القلب حياة

لا تعرف ما ينتظرها من مصير

وحده اللا شيء يبقى

ينتفض بقوة، لأراه

اللا شيء ممكننا الوحيد

في ذلك المهب من ممكن المستحيلات

ومستحيلها رقصة الغروب الأخير

على موج الحقيقة..

اللا شيء يسكن الروح

يخترقها أحيانًا

يشكل كثيرًا من تفاصيلها الآتية

اللا شيء حياة ما

كسرت فينا رتم الحياة

بقلم/ د. سليمة مسعودي