إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

زحف الزنادقة على القرآن

نشر مؤخرًا “سعيد جاب الخير” وكثيرًا ما تطرّق في منشوراته إلى موضوعات تمس الإسلام، مبديًا أفكارًا نعتقد بشذوذها، حتى وإن كان يدّعي أنه من أهل التخصص فيما تعلق بمسائل الدين، إلّا أني هذه المرّة لن أردّ عليه شخصيًّا، على منشوره الذي نقله عن زنديق آخر، أضاف اسمه إلى قائمة الزنادقة، وهو المدعو “عزيز أرقراق” الذي نشر في تغريدة له التالي: “عندما تشاهد صواريخ باتريوت (MIM-104 patriot) الأمريكية تحمي بيت الله الحرام من صواريخ الحوثيين يجب أن تكون على يقين بأن قصة الفيل وطيور الأبابيل وأبرهة الحبشي ما هي إلاّ خرافة” وهو ما اعتبره الجميع، طبعًا من غير العلمانيين أو الماسونيين، تكذيبًا مباشرًا للقرآن -كلام الله- المنزّه عن الخطأ، والمنزّل على رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلّم- وهذا ما دفعنا لكتابة المقال الذي تطالعون.

ولكن وكما تشاهدون في الصورة أدناه، أني لم أجلبها من صفحة “سعيد جاب الخير” وموقفي من هذا الشخص وأفكاره الشاذة التي لا تنمّ على فكر سليم وسطي ومعتدل واضح، منذ أن قمنا بالردّ عليه في مقال سابق لمن يذكره من القرّاء.

لماذا لم نأخذ الصورة من صفحته شخصيًّا؟ لأنه وبعد بحثنا عن حقيقة مصدر التغريدة وجدنا أنّ “جاب الخير” نقل التغريدة من صفحة أخرى، والتي بدورها نقلتها من صفحة “عزيز أرقراق” بينما راح الكثير يسبّ ويشتم “جاب الخير” شخصيًّا، مع أنه ليس هو صاحب التغريدة، وهذا ما أعتبره تضليلًا وظلمًا لـه، وكما أسلفت أنني أتعارض جدًّا وأفكار هذا الشخص، ولكن لا لسبّ شخص واتهامه بما لم يأت به وبما ليس فيه، حتى ولو كان عدوَّا يجهر بعِدائه لنا، فنَقْلُ المعلومة يتطلب أمانة ودقّة،  حتى لا نظلم أحدًا، فكيف بالمنشور لشخص، وننقله على أساس أنه لشخصٍ ثانٍ، قام بنقله فقط؟ غير معقول وليس من شيمنا.

تكذيب “عزيز أرقراق” لما جاء في القرآن الكريم:

الآن وبالعودة إلى منشور هذا الزنديق المتحامل على ما جاء في كتاب الله، وعلى ما أُنزِل على سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلّم، واعتباره أن قصّة الفيل كذبة بأكملها، بل وخرافة لا صحة لها، وهذا الكلام أخطر من خطير، وطعن مباشر في كلام الله، وهل يجرؤ مسلم على تكذيب ما جاء في القرآن؟؛ لذلك لن أخجل أو أداري حقيقة سفاهة المدعو “عزيز أرقرار” المجاهر بتكذيبه لكتاب الله، وبالتالي عدائه المباشر له، ولا يقوى على هذا إلا كافر مجاهر بالكفر.

ما علاقة الصواريخ الأمريكية، الحامية لبيت الله الحرام،  بقصة الفيل وأبرهة الحبشي؟! 

الزنديق ” عزيز أرقراق” -لا أعزّه الله– أراد الالتواء على حقيقة بديهية، يصل إليها المؤمنون حقًّا بربهم العظيم ذو الجبروت، كما يؤمنون أن لكل زمن آلياته للدفاع عن الإسلام، فبالرّجوع إلى زمن حادثة الفيل، كان البيت (الكعبة) بحاجة إلى ربّ الأرباب، نظرًا لضعف القائمين على رعاية الكعبة وقتها (قبيلة قريش)، وصدقت مقولة “للبيت ربّ يحميه”. وخلال تلك الفترة لم يكن الإسلام قد ظهر بعد. وبعد ظهور الإسلام وأمر الله تعالى لنا في كتابه بالاستعداد بكل مظاهر القوة {وأعدُّوا لهم ما استطعتم من قوّة ومن رباط الخيل ترهبون به عدوّ الله وعدوّكم}. إذًا المسألة واضحة، بما أن عدد المسلمين اليوم يصل إلى المليارين أو يزيد، ودول الإسلام تملك من القوة والعتاد والجيوش، ما يمكِّنُهم من الدّفاع عن العالم بأسره، ومقدّساته، فمن العار والضّعف أن نقول “لمكّة رب يحميها” بل سخّرنا الله لندافع عن الإسلام ومقدّساته، ولا ننتظر طيرًا أبابيل تدافع عن مكّة، كما أراد ان يضلّلنا هذا السّفيه الزنديق “عزيز أرقرا”، ومن جهة أخرى، كيف لهذا السّفيه أن يعتقد بعدم تكرار نفس الحادثة، من عدم تكرارها؟! هل أكّد الله في محكم تنزيله هذا ونفى ذاك؟

كلام أخير في المسألة:

ولأن فكرة ردّي جاءت على مرحلتين:-

أولًا: توضيح وتبيان حقيقة ومصدر المنشور ومن صاحبه، حتى لا نتّهم شخصًا آخر بالباطل.

والفكرة الثانية:- تبيان ما يصبو إليه “عزيز أرقراق” الذي طرح فكرة أملاها عليه هواه، مثاله مثال من يفتي، أو يفسّر آيات الله بغير علم ولا بيّنة، ضاربًا عرض الحائط أن لكلّ علم أهله ورجاله وعلماؤه، وتفسير القرآن علم لا يُعطى لأي شخص، ومن الجسارة التعدّي على عِلم بأكمله، خاصة إذا ما تعلّق بأمور الدّين والفقه والفتوى، لما في ذلك من محاولة لتضليل خلق الله، وكل من هذا وذاك طالب لشهرة زائفة، من ورائها ألف لعنة وألف سياط.

ولهذا؛ لن أتطرّق في مقالي الذي بين أيديكم، إلى الخلفيات السياسية في حماية السعودية لبيت الله الحرام من صواريخ الحوثيين، فالمقال ليس سياسيًّا، بقدر ما هو ردٌّ على هرطقة أخرى من هرطقات أعداء الإسلام، سائلين الله أن يستخدم أقلامنا في نصرته، مؤكّدا في ذات الوقت على أن أمثال (جاب الخير، وأرقراق) كثيرون، يختبئون تحت عباءة العلم وهم عنه مبعدون، ولو حاججهم أهل العلم حقّا، لسكتوا كما تسكت الأمم المغلوب على أمرها عادة، ولله في خلقه شؤون.

الكاتب الجزائري/ طارق ثابت

مقالات ذات صلة

‫38 تعليقات

  1. الذين يتربصون بهذا الدين، الذي ارتضاه الله لعباده يكون هدفهم الرئيبسي هو القرآن الكريم لعدة اعتبارات منها أن القرآن هو معجزة الله الخالدة التي ستبقى إلى أن يرث الله هذه الأرض ومن عليها، ومنها أيضا أن القرآن الكريم هو المصدر الأول للتشريع فإذا ما تم التمكن منه فإن الإسلام يصبح لا شيء، ولكن هيهات هيهات، لأن الذي أنزل هذا القرآن هو من تكفل بحفظه يقول عز وجل “إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون” صدق الله العظيم الآية

  2. نشر مؤخرًا “سعيد جاب الخير” وكثيرًا ما تطرّق في منشوراته إلى موضوعات تمس الإسلام، مبديًا أفكارًا نعتقد بشذوذها،

  3. عندما تشاهد صواريخ باتريوت (MIM-104 patriot) الأمريكية تحمي بيت الله الحرام من صواريخ الحوثيين يجب أن تكون على يقين بأن قصة الفيل وطيور الأبابيل وأبرهة الحبشي ما هي إلاّ خرافة” وهو ما اعتبره الجميع، طبعًا من غير العلمانيين أو الماسونيين،

  4. ولكن الصواريخ نشتريها اليوم وتصنع غدا والسلاح ليس مقصورا على أمريكا …فهلا لم نقل الصواريخ الامريكية تحمي..ولكن بكل تاكيد كاتينا طاااااارق ثابت مميز دوما في طرحه واتفق معه الى حد بعيد وارسل له كل الود والاحترام والتقدير

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88