الدنيا تغيرت
أصبحت مقولة” الدنيا تغيرت” تتردد على ألسنة الكثيرين بشكل مستمر؛ حتى إنها أصبحت الشماعة التي يعلقون عليها أخطائهم، وكبواتهم، والسبب في تغيير أحوالهم، وأخلاقهم، وسلوكياتهم، ومع أي موقف سيئ يتعرضون له يلومون الزمن ويترحمون على ما فات، وكأن ما فات كان بدون أخطاء.. وكأن من عاشوا فيه كانوا ملائكة بلا ذلات، فهل حقًّا الدنيا تغيرت؟، وهل هي السبب فعلًا في كل الصدمات التي نتلقاها، وتكسر فينا حب الحياة؟.
والحقيقة، أن الدنيا لم تتغير، فهي ليست بعاقل حتى تدرك وتتغير أو تغير مساراتها.. لكن القلوب، والنفوس، والأخلاق، والقيم، والمبادىء، والعادات والتقاليد هي التى تغيرت.. فما تغير بالفعل هم البشر، فهم من يتغيرون ويتلونون، ويكشفون عن وجهوههم القبيحة، هم من يجعلون من نور الشمس ظلامًا، ومن رقة النسائم أعاصير. هم من تلونت قلوبهم باللون الأسود، هم من استبدلوا القسوة بالرحمة، والبغض بالحب، والكبر بالبساطة والطهر.
الدنيا لم تكن هي السبب في نشوب الحروب والصراعات بين الشعوب بل الطمع والجشع، ولم تكن السبب في انتشار الجوع والفقر بين بعض طبقات المجتمع، ولم تكن السبب في انتشار جرائم القتل، والاغتصاب، والسرقة، والنصب والاحتيال، كما لم تكن السبب في إقدام البعض على الانتحار للتخلص من حياته.. ولم تكن السبب في عقوق الأبناء للوالدين، ولم تكن السبب في الخيانة.
الدنيا لم تكن السبب في تغيير طبيعة العلاقات الإنسانية بين البشر؛ فلم تكن هي السبب في تغيير سلوكيات الجار بجاره، ولا بعلاقة الأبناء بالوالدين، ولا بعلاقة الأخوة والأخوات ببعضهم البعض، ولا بعلاقة الأهل ببعضهم البعض، ولا هي التى محت من تعاملاتنا مع الآخرين سلوكيات مذمومة واستبدلتها بسلوكيات حميدة، ولا هي التى زرعت في الأطفال منذ نعومة أظفارهم، العنصرية، والحقد، والغيرة، والكراهية، والحسد.
بريئة هي الدنيا؛ فنحن المخطئون. بريئة هي من تغير أنفسنا -براءة الذئب من دم يوسف- فقد أصبحنا نلتمس البعد، والجفوة، والقسوة، بعد أن كانت الأرواح تتغذى على الحب والمودة. أصبحت العواطف مشحونة بالأضغان، والأخلاق ضيقة النطاق قابلة للانفجار في أي لحظة، والعلاقات مادية، والتعاملات قاسية غير رقيقة، والآراء إن اختلفت أفسدت للود قضايا، ناهيك عن الأمراض الجديدة التي انتشرت في المجتمع من فتور العلاقات، وتباعد القلوب والقطيعة والحقد والأنانية، وكذلك انعدام الثقة والاهتمام بالمنفعة الشخصية دون النظر إلى المصلحة العامة.
تحولت القلوب من قلوب صافية إلى قلوب فاترة، تحولت العلاقات من حميمية إلى “رسمية بحتة” جعل طابعها مملاً، كذلك الضغوط التي يعيشها الشخص، سواء كانت ضغوطًا عائلية أو اقتصادية؛ ساهمت في انشغاله بذاته وترك الآخرين، خاصةً الأقارب.
أصبح المجتمع حسّاس؛ يفسر الكلام على هواه، حيث لم تعد العلاقات كالسابق، والأهل والأقارب لم يعودوا كالماضي، بل إن التغيّر طال التجمعات، والسفر الجماعي، والصحبة المستمرة، حتى عند اللقاءات نجد أن كل شخص متحفظ على كلامه، أو مشغول بجهازه الخلوى وعلاقاته الافتراضيه على الإنترنت، مرجعًا السبب لما يترتب عليه من حدوث مشكلة نتيجة لكلمة قد تُفسّر بشكل خاطئ، مؤكدًا على أن نفوس البشر تغيرت، والبعض أصبح يبحث عن الدواخل، ولا يهمه سوى ماذا قال فلان أو علاّن؟.
أصبحت المادة هي من تحرك المجتمع، فأصبح البعض لا يتحمل الآخر، بل ولا يثق به، والشك والتأويل هو ديدنهم وبتنا نراقب البعض (فلان سافر، وفلان اشترى بيت، وفلان اشترى عربية، وفلان يلبس أفخم لبس)، وبتنا نسأل أنفسنا: ليه اشترى وليه سافر وليه وليه؟!
لا يمكننا أن نعيب على الزمن قبل أن نحاسب أنفسنـا.. وكل ما نحتاج إليه الآن هو التفكير العميق وإعمال الفكر مع العمل، والإيمان بقدراتنا الذاتية، وتكيفنا مع معطيات العصر وما تفرضه من ظروف، والتنازل عن كل ما يسيئ لمجتمعنا ويزعزع أركانه؛ فشعب صاحب حضارة حري به أن يتجاوز السلبيات ويبني على الإيجابيات، ويأخذ من الحياة ما يناسبه ويتوافق مع تطلعاته وآماله وأهدافه وأحلامه.
ليه نشكي من شقانا.. ونرمي على الدنيا بلانا.. نظلم الوقت ونلومه.. والخطأ دايما خطايانا…!
بقلم الأديبة العربية/ جيهان السنباطي
نعيب على الزمان والدنيا ولكن للاسف العيب فينا
الدنيا كما هي لا تتغير الاشخاص هم من يتغيرون مع مرور الزمان هل افكارنا الان مثل افكار نا قبل عدة سنوات بالطبع لا ولذلك هذا يؤكد اننا من نتغير وليست الدنيا كما يقول البعض
شئ اكثر من رائع
متميزة مبدعة ومتألقة دائما تسلم ايدك على هذا الموضوع الرائع
عنوان رائع وجذاب
مقال مميز فعلا
أصبحت المادة هي كل شيء في حياتنا الان لاسف
الدنيا لم تتغير انما اللي اتغير أنفسنا واخلاقنا
مقال اكثر رايهع قمه في الابداع
يجيب أن نغير من انفسنا قبل أن نلوم علي الزمن
الدنيا اتغيرت دى فعلا شماعه الكل يعلق عليه فشله في الحياة
الدنيا لم تتغير انما نحن من متغير ونتلون وتضيع الاخلاق وبعد ذلك نقول الدنيا اتغيرت
لا يمكننا أن نعيب على الزمن قبل أن نحاسب أنفسنـا.. وكل ما نحتاج إليه الآن هو التفكير العميق وإعمال الفكر مع العمل، والإيمان بقدراتنا الذاتية، وتكيفنا مع معطيات العصر
الدنيا لم تتغير ولم يسبق لها أن تغيرت، بل باقية كما خلقها الله أول، ولكن الذي تغير ويتغير باستمرار هو الإنسان.. نسأل أن يكون تغيره نحول الأفضل.. أشكرك الشكر الجزيل
نعيب زماننا والعيب فينا … وما لزماننا عيب سوانا
قالها الشافعي منذ عقود.
مقالة معبرة عن واقعنا للأسف.
فعلا لم تتغير الدنيا ما تغير هو طباع البشر.
كلام سليم
سلمت يداكِ
أصبحت لغة المادة هي السائدة فلا مشاعر صادقة إن لم تؤيدها مادة!
عبث غريب بالفطرة.
أجدت اختيار الموضوع.
جمل متناسقة وموضوع مهم.
يفسر الكلام على هواه، حيث لم تعد العلاقات كالسابق، والأهل والأقارب لم يعودوا كالماضي، بل إن التغيّر طال التجمعات، والسفر الجماعي، والصحبة المستمرة، حتى عند اللقاءات نجد أن كل شخص متحفظ على كلامه، أو مشغول بجهازه الخلوى وعلاقاته الافتراضيه على الإنترنت..
صدقتِ!
موضوع مهم
بريئة هي الدنيا؛ فنحن المخطئون. بريئة هي من تغير أنفسنا -براءة الذئب من دم يوسف- فقد أصبحنا نلتمس البعد، والجفوة، والقسوة، بعد أن كانت الأرواح تتغذى على الحب والمودة.
كلام في الصميم
بارك الله هذا الفكر الراقي.
الدنيا تغيرت سؤال يحتاج الي جواب
بالتوفيق استاذي
سلمت يداك
موضوع رائع
جهد مشكور
شئ جيد للغايه
مقاله جيده
ممتاز
جهد عظيم
بارك الله لك
ما شاء الله
كلام مميز
ابدعت
الدنيا تغيرت وهل اتغيرت بالفعل ولا الاشخاص هم الذين اتغيروا
احسنت استاذي
بوركت دائما
جميل جدا
كتبت كل جميل
الدنيا ثابته لم تتغير
اصبحت مقولة الدنيا تغيرت تتردد علي ألسنة الجميع
رائع جدا
موضوع مهم الي اقصي حد
مبدع دائما
من نجاح الي نجاح
كلام في غاية الروعه
دائما تاتي بالجديد
بالتوفيق ان شاء الله
نعيب زماننا والعيب فينا
موضوع يستحق الاهتمام
الحقيقه الدنيا لم تتغير ولكن الاخلاق والقيم والمبادئ هي التي اتغيرت
اصبحت الماده هي التي تحرك المجتمع
مقاله جذابه للقراءه
الدنيا ليست السبب في الحروب والنزاع بين الدول ولكن الطمع والجشع
الزمان يتغير بتغير طباع الناس، فعندما نقول الدنيا تغيرت يكون تعبيرًا مجازيًّا عن تغير نفوس الناس.
تحولت القلوب من قلوب صافية إلى قلوب فاترة، تحولت العلاقات من حميمية إلى “رسمية بحتة”…
الشكر لصحيفة هتون بالتوفيق ان شاء الله
موضوع قيم جدا بالتوفيق
شئ جيد للغاية
جهد مشكور
مقال مميز
عنوان معبر جدا
مقال رائع