زوايا وأقلام

تأثير الإعلام السيئ على الفتيات

الاء الشعلان

 

المشكلة التي تواجه جيل الفتيات حاليا هو الظهور بشكل مثالي يوميا أي يجب على الفتاة أن تكون في أبهى حلتها وكأنها ذاهبة إلى مناسبة كبيرة , فهي تعلمت بطريقة غير مباشرة أن الشكل الطبيعي لها بأن تكون خالية من العيوب خصوصا صفاء البشرة والجسد الممشوق, فأذ بها تعاني في حياتها اليومية كيفية أخفاء عيوب البشرة من حبوب المراهقة أو المسامات فأذ بها تتناول حقيبة المكياج وتبدأ بوضع مساحيق التجميل لتصبح مطابقة للصورة المرسومة لها من الأعلام , فالفتاة التي في الفيلم التي شاهدته أستيقظت متأخرة على موعد المدرسة فأذ بها تسرع فتلبس ما تلقفها يداها فتخرج مسرعة لتركب الباص فهي بالكاد غسلت وجهها ومشطت شعرها ولكنها خالية من كل عيب بينما الفتاة في الحياة الواقعية تستيقظ مبكرا وتبذل الجهد لتصبح مثل الفتاة التي في الفيلم فهذا هو الوضع الطبيعي لا أحد يستنكر هذا الفعل, وأن قررت هذه الفتاة الذهاب  بدون وضع المساحيق يخبرنها الفتيات بالجملة المشهورة ” ما بك هل أنتي تعبانة؟” بينما هي في أفضل صحة ولكن لم تضع مساحيق التجميل , ويكثر هذا التصرف بين طالبات المرحلة الجامعية , ففي الحرم الجامعي الفتيات يتسابقن لإبراز جمالهن الغيرحقيقي بتغيير ملامح وجههن بمساحيق التجميل فتغدو أنسانة أخرى فالمنافسة هنا على أحر من الجمر فالغالبية يتسابقن على حصول لقب أجمل فتاة بالجامعة , هل هذا بالغريب؟ بالتأكيد لا ففكرة بروز عدد من الطالبات على أنهن الأجمل لم تأتي من فراغ بل تشبعت رؤوس هؤلاء الفتيات من الأعلام من الصغر بأن هكذا يجب أن يكن في المرحلة الجامعية وبهذا الطريقة يجب أن يتصرفن فالأعلام نجح في تشكيل الفتيات أكثر من أهاليهن , فالفتيات لا يفعلن الشيء لمجرد أنه سيعجبها أو أن تحبه بل هل سيعجب الأخرون بها؟ هل تنطبق عليها معايير الجمال؟ هل شخصيتها أقوى من اللازم؟ يجب أن لا تكون قوية فبذلك تتشبه بالأولاد؟ هل جلست بالطريقة الصحيحة؟ هل تكلمت بالطريقة المطلوبة منها؟ هل أثنت على لباس صديقتها؟ هل لبست لباس مناسبة أم أنها غير مناسبة؟ نعم هذه التفاصيل الصغيرة تشغل بال معظم الفتيات , فهن يجب أن يكن مثاليات حسب ما أملئه عليهن الأعلام منذ الصغر , فلا شك من معاناة بعض الفتيات من عدم الأندماج في المجتمع وشعورهن بالنقص فهن وأن كن جميلات من وجه نظر البعض الا انهن لا يقتنعن بذلك بسبب المعايير العالمية للجمال التي تتغير كل فترة حسب ما يصدره الاعلام من وجوه جديدة فتارة مقياس الجمال الفتاة النحيلة الطويلة البيضاء وتارة الفتاة الممتلئة القصيرة السمراء , الاعلام يصدر هذه المقاييس ويجب على الفتيات اتباعه والا اصبحن في نهاية السباق فعالم الفتيات عبارة عن سباق غير منتهي فيتخيل للفتيات عند وصولهم لنقطة المثالية اذ يتفاجأن بأنه فقط مكان للاستراحة وشرب الماء على عجلة والا تقدمن عليهن باقي الفتيات للنقطة التي تليها , تأثير الأعلام السيء على فتياتنا متفشي ولا يمكننا السيطرة عليه ولكن هل بمقدورنا فعل شيء؟ هل بأمكاننا اصلاح ما أفسده الاعلام؟

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88