إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

قراءة و تحليل حول صفحة أحمد مطر و لوحة ناجي العلي – حبر وريشة

أحمد مطر.. من شاعر ملاك إلى عفريت ثائر، تعاظمت عجرفة السخرية في نصوصه؛ نتيجة أعباء فرضت على وجدانه، فصور بالوصف أسلوب الشاعر الناقد المتمرد على السلطة والأمة؛ ليدفع وديعة حياته للثورة والمقاومة.

لكن يبقى في أدب أحمد مطر رسائل في نصوصه الأدبية الثورية في أسلوب ساخر، لفتح أبواب الإبداع، وأرقى التجارب الأدبية.

ناجي العلي.. من لدن اللين الناعم إلى آسر يجتغف الابتسامة الشرية من الأصلاب المحددة الرأس كالإبر، ليشوك جدار حقله برباطات الجأش والسطوة.

حنظلة الصورة المستخرجة من زعاق الواقع الفلسطيني المستحدث لشخصية الكاريكاتور في أيقونة ساخرة متجانسة مع القارع السياسي والعربي.

تلك العطية الفنية الاستثنائية ولدت في محبسة الأسر، خلف صخور صماء باردة نموذجًا لتلك الصورة والرمز.
_____________________________________

تعريف:-

أحمد مطر: شاعر بلاد الرافدين، ابن البصرة، عُرف بشعره الناقد للأنظمة العربية!
في نشوف القسوة حالل صغر الصبا، واندال إلى بغداد لتحصيل الدراسة، وضناكة تقشف العيش في حضن أخيه الأكبر، في سن مبكرة حمل دبابة قلمه وخط طريق القصيد في انتقاد فوق ساحات الوغى، فأجبر إلى المضي نحو ريح عاصفة هبت به إلى الكويت.

ناجي العلي: الفنان الفلسطيني الذي عرف بشخصية حنظلة في صور منافية لسياسة الكيان الصهيوني، والسياسات العربية.
من نتوء المعامع والتزعزع، خط أول الملامح بعد محنة فلسطين، وكان من المبعدين الذين شكلوا التأبش، ومن المضطهدين نحو مخيم عين الحلوة بجنوب لبنان، وهناك ثمن النما، واللحاق بالوعي السياسي في ريا الغر الفلسطيني.

** نظرة **

…. أحمد مطر ….

أكره قهرًا على الانبجاس، فبرض في الكويت بعد أن اكتدح فيها مدة من الزمن، واستتب به المناخ حتى تعدى طوره في نهية اللف إلى لندن، حيث مكث هناك مصطحبًا مجاثم الأرض والوطن، وفي القدر المحتوم غر الفتى الذي بدأ في سن الرابعة عشر مع حروف اللغة العربية مرتبة وفقًا للترتيب الأبجدي الرومنسي في لقط مفردات الغزل، وهو في الصف الثالث من الدراسة المتوسطة.

جهامة البأس، والظروف الاستثنائية الظافرة؛ هوت حجى، أحمد مطر، فلاذ في قلب الاعتصام بين صفحات الكتب، وهنا كان القارع الصحيح على المنيف اليافع جبلاً باذخًا من الرصيد اللغوي بالإضافة إلى الموهبة.

…. ناجي العلي ….

نجل في النصف الأول من القرن العشرين، وناوأ الرسام الفلسطيني، نزال الوقيعة الأهلية اللبنانية، وجوى القهر الإسرائيلي بكل ألمه، وعندها اعتزم عود الفيئة إلى بيروت عام 1974، ثم أوب الأوبة نحو الكويت غير أن الرقابة ضيقت عليه، وأحاطت به سلطة الشكيمة فلم يعد قادرًا على بسط مده الواضح؛ فانتخل فضل البعد إلى لندن ليبدع في النسخة الدولية من جريدة القبس، ومباشرًا في عدد وافر من الصحف لتنبلج ذاتية حنظلة كدلالة للانتفاضة الفلسطينية، وفورة هيجان للثوار.

جلى وأجاد في بروع مهارة ريشته في شخصية فاطمة، وبعلها الرهل الناحل والبدين ذي الردف المكشوف والذي لا أقدام له سوى مؤخرته، والجندي الإسرائيلي مارد الأنف المتضايق المحرج أمام أطفال الحجارة.

وعندما سئل عن موعد رؤية وجه حنظلة، أجاب: “عندما تصبح الكرامة العربية غير مهددة، وعندما يسترد الإنسان العربي شعوره بحريته وإنسانيته”.

** بين فطن وفطين **

وطبعًا كانت للأحداث السياسية سيوفًا صارمة على ما كان يمر به وطنه الذي سكنه فخش مرغما، ليغرز مسمار أدبه في السياسة دون المناص من الواقع القارع.

الكثير من الحجى ألقت به في محبسة السبيي، وهذا بسبب قلمه، واستلاب وجدان اثنين من إخوته، ظلم القنبلة والشظايا وجثمان المشنقة!.

العصامي (أحمد مطر) في بدء البداية، عمل في جريدة (القبس الكويتية)، ومدرسًا في ابتدائية خاصة، حتى استرسل في استطراد قصائده كالمطر من بعيد؛ فصدح في هتف النشر فكانت القبس الثقافية، الفجوة التي جحظ منها شمراخ ذروته، وغدون تآلف مسبق تحالف، وانسجم التعبير والرسم الساخر لشخصية حنظلة الكاريكاتورية في لب واحد بين (أحمد مطر، والفنان ناجي العلي) في بر التفاني والوفاء، ووثبة حنو الحس والإدراك لعين مجردة صافية، الأولى لحصيف فطن، والثانية لفطين ذكي، بعيدًا عن مزالق الأيديولوجيا.

** اغتصاب **
نزفت أحبار (مطر) في انسجام مع نصاب من خشب وسن (العلي) في عجمة وحدة واضحة بين طريد ومبعد من منفى إلى منفى، وفي لندن 1987 بمسدس كاتم صوت، انتهت حياة صديقه الفلسطيني (ناجي العلي).

.. ما أصعب الكلام .. قصيدة رثائية تجاوزت المائة بيتًا، نظمها الشاعر (أحمد مطر) بعد استشهاد صديقه المرجى المخفر، كما وصفه في قصيدته. ما اصعب الكلام في المنفى، وهو ناقم على النظام البعثي الدموي وسلطته الغاشمة في بغداد، وعرى جميع الظلمة من سلاطين الجور العرب.

نظم مضمر كامن بين قرظ التقبيح والتوبيخ في رثاء .. ما أصعب الكلام ..

ناجي العلي لقد نجوت بقدرة

من عارنا، وعلوت للعلياء

اصعد، فموطنك السماء، وخلنا

في الأرض، إن الأرض للجبناء

للموثقين على الرباط رباطنا

ممن يرصون الصكوم بزحفهم

ويناظلون براية بيضاء

ويسافحون قضية من صلبهم.

وبسبب عدم تخليه عن مبادئه، واستنكاره الثاقل في حدة أشعاره، ولأن هذا النماء لا تستسيغه الكويت، وهي تمضي نحو أجاج الحرب الطاحنة.

من لندن إلى كتاب و أدباء (تونس) رجع قافلاً، وكان المستقر بعيدًا عن الوطن.

الكاتبة الجزائرية/ ليلى بومدين

مقالات ذات صلة

‫45 تعليقات

  1. موضـــوع راااااااائــــــــــع جدااا ومجهود يستحق الثناء والتقدير الله يعطيكي الف عافيـــــــــة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88