الحرب والحوار
الحرب شجاعة بجبروتها في القتل والتقويض وإلحاق أفدح الأضرار بالشعوب، فيما الحوار أكثر شجاعة منها، بإرساء السلام والبناء، والحفاظ على البشرية من الهلاك.
وبين الحرب والحوار، خصلة، إذا لم تكن شعْرة، لا يقطعها الزعيم الذكي، وإنْ امتلك أسباب البأس، فيما الزعيم الطائش يقطفها ولو بأسنانه، إشباعًا لرغباته في سفك الدماء، وتعبيرًا عن الاختلال في بنيته الفكرية وأدواته السياسية.
وعبر التاريخ، حين تحلّ الحرب محل التشاور، تنتهي المعادلة إلى نتائج سلبية، أبرزها الندم وعدم الاحتكام الى العقل، لكن حين يكون السيف قد سبق العذل، ولات حين مناص.
يقول أنيس منصور وهو على حق: “كما أن الحرب لا تبدأ عند بدايتها إنما قبل ذلك بكثير، فإن الحرب لا تنتهي عند نهايتها إنما بعد ذلك بكثير أيضًا”.
وحتى الظافر في الحرب، خاسر، يشعر بالخزي، حين ينظر إلى أفق بلاد مهدمة، وبنية تحتية منهارة، وآلاف الأيتام، والمشردين، والمهجرين.
والمشكلة في خيار الحرب، انه مفتوح وسالك، وحين يصبح عقيدة، فهذا يعني تحول كل أزمة أو خلاف سياسي إلى اشتباك.
– النزاع على الحدود، هو مشروع حرب.
– الصراع حول آبار البترول في الشرق الأوسط، مشروع حرب.
– الخلاف على مصادر المياه بين فلسطين، ولبنان، وسوريا، وتركيا، والأردن، مشروع حرب.
– العلاقات التجارية بين أمريكا والصين، مشروع قتال.
– النزاع على الأرض بين العرب وإسرائيل، مشروع حرب.
– الخلافات العقائدية والدينية، مشروع سفك دماء.
– تقاسم مياه النيل مع دول الحوض وأثيويبا، مشروع يمكن أن يقتل الآلاف.
الخلافات حول الصواريخ والترسانة الذرية بين روسيا وأمريكا، مشروع إبادة شاملة.
الاتفاق النووي وتداعياته بين أمريكا وإيران، مشروع انهيار أمم.
لكن كل هذه الاحتمالات تسقط، إذا ما حرصت الشعوب وزعاماتها على الإنسان والحياة.
وكلها تتداعى حين يحرص الزعيم على أن لا يصغر حجم رغيف الخبر، وأنْ تكون مقاعد المدارس كافية للطلاب، والمستشفيات توفر الخدمة الصحية للمواطن، والفرد في المجتمع يجد العمل المناسب، وينام هانئًا مطمئنًّا.
الأغرب من ذلك أنّ الذين يختارون الحرب، نسوا أو تناسوا أنّ نهايتها حوار، لكن بعد خراب وخسائر باهظة في البشر والحجر، فلماذا لم يكن هو الخيار الأول الذي يسبق الرصاص؟!.
سنوات من الحرب، دمّرت سوريا، وفي النهاية لابد من الحوار.
الحرب الأهلية اللبنانية حصدت الآلاف من البشر، وفي النهاية كان الحسم على طاولة المحادثات.
الحرب العالمية الأولى، ( 1914- 1918 ) قتلت أكثر من 70 مليون إنسان، وفي النهاية، كان لابد من الحوار عبر معاهدة فرساي.
الحرب العالمية الثانية ( 1939 – 1945) الحرب الأوسع في التاريخ، شارك فيها أكثر من 100 مليون شخص، وأودت بحياة نحو مليون شخص، وشهدت القاء القنبلتين الذريتين على هيروشيما وناغازاكي، في اليابان، وفي النهاية، كان الحوار بين منتصر خاسر، وخاسر منهار.
الحرب العراقية الإيرانية ( 1980 1988-)، كلّفت العراق وإيران ملايين الضحايا، ومئات المليارات من الدولارات، حتى اضطر الجانبان إلى الحوار، الذي وجد طاولة له بعد فوات الأوان.
ولا أحدثك عن الحروب الأهلية بين أبناء البلد الواحد، مثل الحرب الأهلية الأمريكية، وسنوات الحرب الطائفية في العراق.
ولن أحدثكم عن حروب الوكالة في فيتنام والكوريتين، حين تتحول الشعوب المسالمة إلى حطب نار الصراع بين القوى الكبرى.
العراقيون الذين كانوا ضحايا حروب متعددة، بأسبابها المختلفة، يدركون جيدًا، أكثر من غيرهم، جدوى الحوار، الذي وإن طال، وتشعّب، واستنزف الجهد والوقت، فإنه أفضل مليون مرة من لحظة يتغلّب فيها الطيش على الحكمة، لتنطلق رصاصات حرب، يتحكم المتصارعون في بداياتها، لكنهم يعجزون عن وضع نهاية لها، وهي نهاية تفضي مهما كانت نتيجتها إلى حوار، لكن بعد دمار وموت.
الكاتب العراقي/ عدنان أبوزيد
مقارنة طريفة وجميلة ومفيدة بين الحرب والحوار.. يصاحبها تناول جيد للموضوع .. بوركتم
كلمات في غاية الروعة
مقال ممتاز
“كما أن الحرب لا تبدأ عند بدايتها إنما قبل ذلك بكثير، فإن الحرب لا تنتهي عند نهايتها إنما بعد ذلك بكثير أيضًا
مقال فوق الروعه
سلمت يداك أستاذ عدنان
للأسف الحرب هي الخيار الأول.
رائع جدًّا
بارك الله فيكم
الحرب شجاعة بجبروتها في القتل والتقويض وإلحاق أفدح الأضرار بالشعوب، فيما الحوار أكثر شجاعة منها، بإرساء السلام والبناء، والحفاظ على البشرية من الهلاك.
عظيم جدا
الأغرب من ذلك أنّ الذين يختارون الحرب، نسوا أو تناسوا أنّ نهايتها حوار، لكن بعد خراب وخسائر باهظة في البشر والحجر، فلماذا لم يكن هو الخيار الأول الذي يسبق الرصاص؟!
بورك فيك
ممتاز جدا
لو اقتنع المسؤولون بأهمية الحوار ما دركوا بنا إلى مهالك الحرب
لا سبيل لوقف الحرب بغير الوعي
جميل
طرح رائع
تحياتي و مودتي و تقديري الكبير
كلمات رائعة جزاك الله ألف خير
كل الشكر والتقدير على الجهد الطيب
شئ جيد للغاية
الشكر لصحيفة هتون بالتوفيق ان شاء الله
جهد مشكور
ممتاز
الحرب شجاعة بجبروتها في القتل والتقويض وإلحاق أفدح الأضرار بالشعوب، فيما الحوار أكثر شجاعة منها، بإرساء السلام والبناء، والحفاظ على البشرية من الهلاك.
وبين الحرب والحوار، خصلة، إذا لم تكن شعْرة، لا يقطعها الزعيم الذكي، وإنْ امتلك أسباب البأس، فيما الزعيم الطائش يقطفها ولو بأسنانه،
لكن كل هذه الاحتمالات تسقط، إذا ما حرصت الشعوب وزعاماتها على الإنسان والحياة.
ولن أحدثكم عن حروب الوكالة في فيتنام والكوريتين، حين تتحول الشعوب المسالمة إلى حطب نار الصراع بين القوى الكبرى.
ولا أحدثك عن الحروب الأهلية بين أبناء البلد الواحد، مثل الحرب الأهلية الأمريكية، وسنوات الحرب الطائفية في العراق.
وكلها تتداعى حين يحرص الزعيم على أن لا يصغر حجم رغيف الخبر، وأنْ تكون مقاعد المدارس كافية للطلاب، والمستشفيات توفر الخدمة الصحية للمواطن، والفرد في المجتمع يجد العمل المناسب، وينام هانئًا مطمئنًّا.
سنوات من الحرب، دمّرت سوريا، وفي النهاية لابد من الحوار
بالتوفيق استاذي
بوركت
ابدعت
ممتاز
الحرب شجاعة بجبروتها في القتل والتقويض وإلحاق أفدح الأضرار بالشعوب
جهد مشكور
ما شاء الله
سلمت يداك
جهد عظيم
بالتوفيق استاذي
كتبت كل جميل
احسنت استاذي
شئ جيد للغايه
بارك الله فيك