صفات المنافقين
جلس فارس يستمع إلى تلاوة أخيه محمد لسورة المنافقون، مستوقفًا إياه عند آية “يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ”.
هتون / فاطمة الزهراء علاء
محمد: حدث خلاف بين المهاجرين والأنصار يا فارس أثناء عودتهم من إحدى الغزوات، ولما بلغ الخلاف عبد الله بن أبي سلول رأس المنافقين في المدينة، أمر أتباعه أن لا ينفقوا على أصحاب رسول الله حتى يبتعدوا عنه، وأن يخرجوا المهاجرين من المدينة، لأن الأنصار أحق بالمدينة من المهاجرين فهم أهلها.
فارس متسائلًا: وماذا حدث بعد ذلك يا محمد؟
محمد: أنزل الله على نبيه سورة المنافقون، التي فصل فيها صفاتهم، حتى يعرفهم رسول الله فيحذر منهم.
فارس: أعرف من صفاتهم ثلاث صفات، أنهم يكذبون في الحديث، وينقضون العهود، ويفجرون في الخصام بمعنى إذا حدث خصام بينهم يفضحون بعضهم.
محمد: صحيح يا فارس، فقد قال تعالى: “ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ، وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُون، وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُؤُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ”.
فارس: وهل قصد الله تعالى بـ”تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ”، شكل أجسادهم؟
محمد: المقصود منها يا فارس هيئتهم، فهم دائمًا يظهرون بمظهر جميل، ولكن قلوبهم وعقولهم فارغة كالأخشاب، وكلما تحدث الناس بأمر أخذوه على أنفسهم لأنهم يعلمون أنهم ليسوا مؤمنين.
تدخلت حنان قائلةً: ائذنا لي، حال المنافقين يذكرني بمثل شهير، وهو “يكاد المريب أن يقول خذوني”، فدائمًا المذنب يفضح نفسه بأفعاله، وعدم ثقته في حديث الآخرين.
محمد: صحيح، وكان رسول الله يقرأ سورة المنافقون دائمًا في صلاة الجمعة في الركعة الثانية، ليلومهم ويفضح أمرهم وينشر صفاتهم المذمومة بين المسلمين.