تهذيب النفس
تهذيب النفس وتزكيتها من المقاصد الكبرى للتشريع الإسلامي، نص عليها ديننا الحنيف في آيات وأحايث كثيرة، وحث الناس على التمسك والتشبث بها، حتى أن تزكية النفوس وتهذيب أخلاق الناس تعد من مهام الرسل عليهم الصلاة والسلام، قال تعالى: (كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ) البقرة 151.
والله عز وجل يدعو في كتابه الكريم إلى تهذيب النفوس والتخلق بالأخلاق الحسنة، قال تعالى في سورة آل عمران الأية 164: (لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ).
قال ابن كثير رحمه الله في قوله تعالى: ﴿ويزكيهم﴾ أي يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر لتزكو نفوسهم، وتطهر من الدنس والخبث الذي كانوا متلبسين به في حال شركهم وجاهليتهم.
وقال الإمام الطبري: أي: لقد من الله عليكم يا أهل الإيمان إذ بعث فيكم رسولا من أنفسكم يتلو عليكم آياته ويزكيكم فيما أحدثتم وفيما عملتم، ويعلمكم الخير والشر لتعرفوا الخير فتعملوا به والشر فتتقوه، ويخبركم برضاه عنكم إذا أطعتموه لتستكثروا من طاعته، وتجتنبوا ما سخط منكم من معصيته، فتتخلصوا بذلك من نقمته، وتدركوا بذلك ثوابه من جنته.
ومن ترك نفسه دون تهذيب وتزكية فقد ظل ظلالا كبيرا وتاه وخسر، ومن زكاها وطهرها فقد ربح وفاز ونال رضوان الله سبحانه وتعالى ونجا من عذاب الآخرة، قال عز وجل في سورة الشمس الأيتين 8 و9: (قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا، وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا).
ومن أفضل الطرق والوسائل لتهذيب النفس وتزكيتها، محاسبة النفس الأمارة بالسوء ومتابعتها حتى لا تتبع الهوى وتخوض في حرمات الله وارتكاب معاصيه، يقول النبي صلى الله عليه وسلم “الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني”، وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوها قبل أن توزنوا وتهيأوا للعرض الأكبر”.
وعن أبي ذَرٍّ جُنْدُبِ بْنِ جُنَادةَ، وأبي عبْدِالرَّحْمنِ مُعاذِ بْنِ جبلٍ رضيَ اللَّه عنهما، عنْ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: “اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ وأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحسنةَ تَمْحُهَا، وخَالقِ النَّاسَ بخُلُقٍ حَسَنٍ”.
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم وهو النبي الأمي الذي فضله الله عز وجل على العالمين وجعل له المقام المحمود، يتوب في اليوم مائة مرة يقول عليه الصلاة والسلام: (يا أيها الناس توبوا إلى الله فإني أتوب إلى الله في اليوم مائة مرة).
وسار على منواله صحابته الكرام والتابعين رضوان الله عليهم أجمعين، فهذا رجل جاء يشكو إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو مشغول فقال له: “أتتركون الخليفة حين يكون فارغا حتى إذا شغل بأمر المسلمين أتيتموه؟ وضربه بالدرة”، فانصرف الرجل حزينا، فتذكر عمر أنه ظلمه، فدعا به وأعطاه الدرة، وقال له: “اضربني كما ضربتك” فأبى الرجل وقال: تركت حقي لله ولك، فقال عمر: “إما أن تتركه لله فقط، وإما أن تأخذ حقك” فقال الرجل: تركته لله، فانصرف عمر إلى منزله فصلى ركعتين ثم جلس يقول لنفسه: “يا ابن الخطاب، كنت وضيعا فرفعك الله، وضالا فهداك الله، وضعيفا فأعزك الله، وجعلك خليفة فأتى رجل يستعين بك على دفع الظلم فظلمته، ما تقول لربك غدا إذا أتيته؟ وظل يحاسب نفسه حتى أشفق الناس عليه”.
وجاء في كتاب الزهد للإمام أحمد أن إبراهيم التيمي قال: “مثلت نفسي في الجنة آكل من ثمارها، وأشرب من أنهارها، وأعانق أبكارها، ثم مثلت نفسي في النار آكل من زقومها، وأشرب من صديدها، وأعالج سلاسلها وأغلالها”، قلت لنفسي: يا نفس، أي شيء تريدين؟ فقالت: “أريد أن أرد إلى الدنيا فأعمل صالحا! قلت: “فأنت في الأمنية فاعملي”.
هذا غيض من فيض، والأمثلة في هذا المجال كثيرة ومتنوعة، فهؤلاء رجال تعلقت قلوبهم بالله، فكانت المحبة والعلم والعمل، وما إن يحصل من أحدهم تهاون أو تقصير، إلا ويسارع في معالجة زلته، ومحاسبة نفسه المحاسبة الشديدة.
بقلم : الكاتب زياد القصابي
الى النفس..فأنت في الأمنية فاعملي، نعم نحن الان في فرصة العمل وكل عام وأنتم بالف الف خير
ومن ترك نفسه دون تهذيب وتزكية فقد ظل ظلالا كبيرا وتاه وخسر
فهناك رجال تعلقت قلوبهم بالله، فكانت المحبة والعلم والعمل
احسنت
عنْ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: “اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ وأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحسنةَ تَمْحُهَا، وخَالقِ النَّاسَ بخُلُقٍ حَسَنٍ”.
ما شاء الله
ومن ترك نفسه دون تهذيب وتزكية فقد ضل ضلالا كبيرا وتاه وخسر
جميل جدا
بارك الله فيك
أبدعت أستاذ زياد
الشكر لصحيفة هتون بالتوفيق ان شاء الله
شيء عظيم للغاية ، بالتوفيق
موضوع جيد جدا
كلمات في غاية الروعة والجمال
ولذلك فإن من الدعاء المأثور: اللهم آتِ نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها
تهذيب النفس غاية عظيمة، بلغنا الله وإياكم الوصول إليها
بارك الله فيكم
رائع
سلمت يداك أستاذ زياد
من المقاصد البليغة التي نسعى إليها في رمضان
بورك قلمك
جميل
شئ جيد للغاية
اللهم طهر قلوبنا وزكي نفوسنا وبلغنا الجنان
تهذيب النفس وتزكيتها من المقاصد الكبرى للتشريع الإسلامي، نص عليها ديننا الحنيف في آيات وأحايث كثيرة،
حث الناس على التمسك والتشبث بها، حتى أن تزكية النفوس وتهذيب أخلاق الناس تعد من مهام الرسل عليهم الصلاة والسلام،
قال ابن كثير رحمه الله في قوله تعالى: ﴿ويزكيهم﴾ أي يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر لتزكو نفوسهم، وتطهر من الدنس والخبث الذي كانوا متلبسين به في حال شركهم وجاهليتهم.
الأمثلة في هذا المجال كثيرة ومتنوعة، فهؤلاء رجال تعلقت قلوبهم بالله، فكانت المحبة والعلم والعمل، وما إن يحصل من أحدهم تهاون أو تقصير، إلا ويسارع في معالجة زلته، ومحاسبة نفسه المحاسبة الشديدة.
من ترك نفسه دون تهذيب وتزكية فقد ظل ظلالا كبيرا وتاه وخسر، ومن زكاها وطهرها فقد ربح وفاز ونال رضوان الله سبحانه وتعالى ونجا من عذاب الآخرة،
وعن أبي ذَرٍّ جُنْدُبِ بْنِ جُنَادةَ، وأبي عبْدِالرَّحْمنِ مُعاذِ بْنِ جبلٍ رضيَ اللَّه عنهما، عنْ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: “اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ وأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحسنةَ تَمْحُهَا، وخَالقِ النَّاسَ بخُلُقٍ حَسَنٍ”.
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوها قبل أن توزنوا وتهيأوا للعرض الأكبر”.
مثل هذه المقالات لها دور مهم في تذكير نفوس الاشخاص بحقيقة الحياة والعودة الى الوضع والاسلوب الطبيعي في التعامل مع الاخرين واهمها ان المعاملة الطيبة فيها رضى للرحمن
ماشاء الله مقال في غاية الروعة والجمال
على هذا الابداع والتميز لك مني اطيب التحية والتقدير
روعة احسنت ياريت نفوسنا تكون مثل نساء الصالحين اللهم اجعل نفسي مطمئنه بفضلك يا اكرم الاكرمين
ابدعت
مقاله جيده
جهد عظيم
ممتاز
بالتوفيق استاذي
مبدع
جميل جدا
جهد مشكور
سلمت يداك
ومن ترك نفسه دون تهذيب وتزكية فقد ظل ظلالا كبيرا وتاه وخسر، ومن زكاها وطهرها فقد ربح وفاز ونال رضوان الله سبحانه وتعالى ونجا من عذاب الآخرة
بارك الله فيك وحفظك ورعاك.. تشكر
جزاك الله خيرا
أشكرك الشكر الجزيل
سلمت يداك بالتوفيق