إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

تدبر وتأمل في بعض آيات الصيام (1)

قرائي الأفاضل/
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وأعاننا جميعًا وكافة إخواننا المسلمين والمسلمات في مشارق الأرض ومغاربها على الصيام والقيام ومزيدٍ من الإحسان في هذا الشهر الكريم.

​في مثل هذه الأيام قبل عامين أعانني الله عزَّ وجلَّ، وكتبت ثلاثة مقالات فيهما بعض تدبرٍ وتأملٍ ودروسٍ من وحي فريضة الصيام عمومًا، ومن وحي آياتها في سورة البقرة بشكلٍ خاصٍ، ونشرتها لي مشكورةً آنذاك صحيفة (خبر نيوز) الإلكترونية. وقد أضفت إليها إضافاتٍ رئيسةٍ هذا العام، وأجريت عليها عدَّة تغييراتٍ، وتظل مجرد رؤى واجتهادات مجتهدٍ، قد تصيب وقد تخطيء، ورأيت أن أشرككم في مضمونها، سائلاً الله عزَّ وجلَّ أن ينفع بها، وأرجو أن تكرموني بملاحظاتكم ومرئياتكم الثاقبة في التعليقات، أو بالتواصل الشخصي معي عبر وسائل التواصل المشار إليها نهاية المقال.

وعلى بركة الله نبدأ.

أية الدعاء بين آيات الصيام.. لماذا؟

بدأت الآيات المتعلقة بالصيام وأحكامه في سورة البقرة من الآية رقم 183، وانتهت عند الآية رقم 187. وجاءت آية {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُون} من ضمن التسلسل (رقم 186) رغم أنَّه لا علاقة (ظاهريًا) بين ما تحدثت عنه الآية الكريمة هنا؛ (الدعاء)، وبين الصيام وأحكامه!
فما السر وراء ذلك؟ ما علاقة الصيام بالدعاء؟

لنسترجع معًا الآيات الكريمة/

قال تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ «183» أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ «184» شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ «185» وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ «186» أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ ۚ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ۗ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ ۖ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ ۚ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ۖ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ۚ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ «187»} [البقرة].

يبين الله تعالى في هذه الآيات الحكمة من فرضه عز وجل للصيام وهي (لعلكم تتقون)، ويبين عز وجل أيضًا أن عظمة شهر رمضان تأتي من كونه (الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ)، وبذلك يظل هذا الشهر وعبر الأزمان وإلى أن تقوم الساعة، مفعمًا بطاقةٍ روحانيةٍ عظيمةٍ تسمو بمن ينال نفحاتها الربانية ليكون أكثر قربًا من الله عز وجل.

إن نيل تلك النفحات المباركة، أو شيءٍ منها يكون بالصيام والقيام والدعاء، وكذلك بالتأمل والتدبر لآيات الذكر الحكيم.

مجيء آية الدعاء بين آيات الصيام هنا أمرٌ له دلالته.

من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، واقترب أكثر وأكثر من (القرآن الكريم) المرتبط بـــ (رمضان) – ارتباط السوار بالمعصم – نحسبه بإذن الله، والله حسيبه- قد بلغ درجة التقوى أو بعضًا منها، ومن بلغ هذه الدرجة نال مقام القرب من الله، وهو مقامُ عظيمٌ، طوبى لمن حظي به، وشرُف بالوصول إليه!

الله عز وجل قريبٌ جدًّا من عباده. هذه حقيقةٌ تؤكدها الآية هنا، وغيرها من آيات في مواضع أخرى من الكتاب العظيم.
ولو نلحظ أنَّ كثيرًا من الأدعية القرآنية تبدأ بكلمة (ربَّ) وليس بكلمة (يا رب)، وفي هذا إشارة إلى القرب: ومنها قوله تعالى {قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا «4» وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا «5» يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ ۖ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا «6»} [سورة مريم].

{رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ۚ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ «101»} [سورة يوسف].

{وَنَادَىٰ نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ «45»}.

{وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ «11»} [سورة هود].

سببٌ آخرٌ وجيهٌ ومقنعٌ، أشارت له قبل أيامٍ الأخت الكريمة (منى أورحمد) من السودان في منشورٍ لها في أحد مجموعات (قروبات) التدبر القرآني على (الواتس آب) حيث ذكرت نقلًا عن أحد المتدبرين قوله: “ونجد آية استجابة الدعاء داخل آيات تشريع الصوم، نفهم من ذلك أن الذين يستجيبون لأمر الله بصوم شهر رمضان، تُستجاب دعواتهم”.

لكن هل العِبَادُ قريبون من الله سبحانه وتعالى؟ وهل كلهم حريصٌ على ذلك؟

لله المثل الأعلى.. في مسابقات الجري لن يفوز بالقمة، ويصل إلى خط النهاية إلا من تدرب جيدًا، وتهيأ لذلك نفسيًا وجسديًا.
الصيام أداةٌ ناجعةٌ، ووسيلةٌ مجديةٌ للوصول لخط النهاية المتمثل هنا في (القرب) من الله عز وجل، والقرب يحتاج إلى اقترابٍ أكثر، ووصول آكدٍ رغم أنه قريبٌ جدًا. فيا للعجب؟
{وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ «35»} [سورة فصلت].

قد يكون الملك أو الرئيس في قصره، وثمَّةَ جار له، منزله قريبٌ منه. فليس من الضرورة أن يتسنى لذلك الجار مقابلة جاره الملك متى ما أراد.

هناك حراسٌ وحجبةٌ، و(بروتوكولات) ومواعيدٌ تحول بين الجار القريب والالتقاء بجاره الملك/ الرئيس، وجلُّ هذه الموانع والحواجز هي من جهة الملك/ الرئيس، وليس من جهة جاره البسيط.

مع رب العالمين سبحانه وتعالى؛ الذي ليس كمثله شيء، الأمر مختلفٌ تمامًا، فالأسباب التي تحول بين العبد والاقتراب من الله عز وجل الذي هو (أقرب إليه من حبل الوريد)، إن وجدت، فهي أسبابٌ تتعلق بالعبد نفسه!.

لابد أن يدعو ويؤمن، ولكي يمارس ذلك بشكلٍ سليمٍ، فلابد له من قلب خاشعٍ، وجوارح خاضعةٍ ومشاعر صادقةٍ، ويقينٍ تامٍ، ولكي يصل إلى ذلك لابد أن يتحرر بعض الوقت من بعض الشهوات الجسدية، وليس مثل الصيام والقيام سبيلًا إلى ذلك، فهما رياضتان ناجعتان للجسد المادي الذي يحمل في ثناياه الروح التي تسيّرُه وتوجهه.

وكما أنَّ الصوم عبادةٌ غايتها التقوى، فإن الدعاء عبادةٌ أيضًا، وورد في بعض الآثار أنَّه مخ العبادة، وغايته القرب من الله عز وجل.

وتصبح الغايتان (التقوى والقرب) هما خط النهاية في مرحلة سباقٍ يطول أحيانًا، ويقصر أحيانًا أخرى، وتلك المرحلة هي (عمرك) أيها الإنسان.

وكما أن الصيام رياضةٌ للجسد، فإن في (القرآن العظيم) قراءةً وتدبرًا، إمعانًا وتفكرًا، استحضارًا وممارسة، رياضةٌ للروح وأيُّ رياضةٍ!
ألم يكن جبريل عليه السلام يدارس الرسول صلى الله عليه وسلم القرآن في كل رمضان؟.

روي أن أعرابيًا قال: يا رسول الله: هل اللّه قريب فنناجيه؟ أم بعيد فنناديه؟ فسكت النبي صلى اللّه عليه وسلم فأنزل اللّه: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي…}.

وهناك علاقةٌ أيضا بين قربه عز وجل من عباده، وبين معرفته وعلمه بأحوالهم، ورحمته وتيسيره عليهم: {وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ ۖ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ «13» أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ «14»} [سورة الملك].

وضمن آيات الصيام نفسها التي أوردتها أعلاه، يقول الله تعالى بعد أن أشار لقربه من عباده: {عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ…}. فهو عزَّ وجلَّ ينهاهم عن تأنيب الضمير، وجلد الذات.

فبقدر ما يريد الله سبحانه وتعالى من عباده -وهو الغني عنهم- الوصول لسقفٍ عالٍ من الروحانية والشفافية من خلال رياضة وتدريب الجسد والروح، إلا إنَّه من رحمته بهم لا يريد أن يشق عليهم، فترك لهم مجالًا في ممارسة الحياة العادية في غير وقت الصيام.

القرب من الله يتطلب من راغبه مجاهدة من نوعٍ ما، ولكنها مجاهدةٌ محتملةٌ مقدورٌ عليها، معانٌ عليها بإذن الله متى ما خلصت النيَّة: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ «286»} [سورة البقرة]. وتلك المجاهدة ليست (رهبانيةً) شاقةً مثل تلك التي ابتدعها بعض النصارى، فما رعوها حق رعايتها، وكانوا بها كافرين.

قال تعالى: {ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا ۖ فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ «27»} [الحديد].

الإنسان يتكون من الروح والجسد، وإذا كان الجسد يفقد شيئًا من رغباته وشهواته خلال الصيام، فإنَّ هناك عوضٌ عن ذلك، يكمن في أنَّ الروح تشبع روحانيةً، وترتوي طمأنينة وأنسًا بالقرب من الله عزَّ وجلَّ، وليس مثل الدعاء المستجاب -بإذن الله تعالى- زادًا للروح.

للحديث بقيةٌ.. أستكمله معكم أعزائي القراء الأسبوع القادم إن شاء الله تعالى، وأذن لنا بالبقاء واللقاء.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

☘️??☘️??☘️??☘️??☘️??

بقلم الأديب والباحث والمترجم/ خلف بن سرحان القرشي

#خلف_سرحان_القرشي 

السعودية – الطائف – ص. ب 2503  الرمز البريدي 21944

[email protected]

تويتر @qkhalaf

مقالات ذات صلة

‫78 تعليقات

  1. ما اروعه من تعبير..وإذا كان الجسد يفقد شيئًا من رغباته وشهواته خلال الصيام، فإنَّ هناك عوضٌ عن ذلك، يكمن في أنَّ الروح تشبع روحانيةً

  2. كالعادة مقالكم استاذ خلف يجذب ويثير الإعجاب بما يتفرد فيه من كتابة مميزة ذات دلالة فكرية عميقة ومن ذلك ماجاء في هذا المقال من كتابتكم عن سبب ( مجيء آية الدعاء بين آيات الصيام هنا أمرٌ له دلالته) وماتحدثتم به من دلالة .
    وماذكرتموه من أن الصيام رياضة للجسد والعبادة والقرآن غذاء للعقل والروح …
    سملتم وسلمت أناملكم وحفظ الله يراعكم لهتون … ودمتم بود

  3. يظل هذا الشهر وعبر الأزمان وإلى أن تقوم الساعة، مفعمًا بطاقةٍ روحانيةٍ عظيمةٍ تسمو بمن ينال نفحاتها الربانية ليكون أكثر قربًا من الله عز وجل.. زبدة المقال وعصارته.. تسلم يا أبا سعد مقالاتك دالة ومعبرة ومفيدة..

  4. إن نيل تلك النفحات المباركة، أو شيءٍ منها يكون بالصيام والقيام والدعاء، وكذلك بالتأمل والتدبر لآيات الذكر الحكيم.

  5. شهر رمضان شهر مبارك كريم، إنه المطهر كما في الحديث “جاءكم المطهر”.. يطهرنا من كل النقائص والزلات والذنوب ويقوي صحتنا النفسية والجسمية.. أشكرك يا أبا سعد

  6. الإنسان يتكون من الروح والجسد، وإذا كان الجسد يفقد شيئًا من رغباته وشهواته خلال الصيام، فإنَّ هناك عوضٌ عن ذلك، يكمن في أنَّ الروح تشبع روحانيةً، وترتوي طمأنينة وأنسًا بالقرب من الله عزَّ وجلَّ، وليس مثل الدعاء المستجاب -بإذن الله تعالى- زادًا للروح.

  7. القرب من الله يتطلب من راغبه مجاهدة من نوعٍ ما، ولكنها مجاهدةٌ محتملةٌ مقدورٌ عليها، معانٌ عليها بإذن الله متى ما خلصت النيَّة

  8. مقال رائع وكتب في شهر مبارك، فكانت النتيجة معلومات ومعطيات قيمة ومفيدة، تشكر يا أبا سعد

  9. مقال رائع وكتب في شهر مبارك، فكانت النتيجة معلومات ومعطيات قيمة ومفيدة، تشكر يا أبا سعد

  10. إن نيل تلك النفحات المباركة، أو شيءٍ منها يكون بالصيام والقيام والدعاء، وكذلك بالتأمل والتدبر لآيات الذكر الحكيم.

  11. شهر يزورنا كل عام؛ تزداد فيه الخيرات والصدقات، تحل فيه المغفرة والرحمات، وكأنه أتانا لنتطهر من آثامنا وذنوبنا طوال العام.

  12. يتحفنا ويسعدنا دوما كاتبنا الكبير بكل ذخائر الفكر وسلامة المنطق وجمال العبارة فكل الشكر والتقدير والى الأمام..وكل عام وأنتم بخير

  13. وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وأعاننا جميعًا وكافة إخواننا المسلمين والمسلمات في مشارق الأرض ومغاربها على الصيام والقيام ومزيدٍ من الإحسان في هذا الشهر الكريم.

  14. وضمن آيات الصيام نفسها التي أوردتها أعلاه، يقول الله تعالى بعد أن أشار لقربه من عباده: {عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ…}. فهو عزَّ وجلَّ ينهاهم عن تأنيب الضمير، وجلد الذات.

  15. لإنسان يتكون من الروح والجسد، وإذا كان الجسد يفقد شيئًا من رغباته وشهواته خلال الصيام، فإنَّ هناك عوضٌ عن ذلك، يكمن في أنَّ الروح تشبع روحانيةً،

  16. وتصبح الغايتان (التقوى والقرب) هما خط النهاية في مرحلة سباقٍ يطول أحيانًا، ويقصر أحيانًا أخرى، وتلك المرحلة هي (عمرك) أيها الإنسان.

  17. وهناك علاقةٌ أيضا بين قربه عز وجل من عباده، وبين معرفته وعلمه بأحوالهم، ورحمته وتيسيره عليهم: {وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ ۖ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ «13» أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ «14»} [سورة الملك].

  18. لقرب من الله يتطلب من راغبه مجاهدة من نوعٍ ما، ولكنها مجاهدةٌ محتملةٌ مقدورٌ عليها، معانٌ عليها بإذن الله متى ما خلصت النيَّة:

  19. وترتوي طمأنينة وأنسًا بالقرب من الله عزَّ وجلَّ، وليس مثل الدعاء المستجاب -بإذن الله تعالى- زادًا للروح.

  20. شكرا جزيلا لكم قرائي الأعزاء المعلقين أعلاه.
    سعيد بدعواتكم الطيبة وكلماتكم الجميلة ومشاعركم الجميلة.
    وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى. وتقبل منا ومنكم صالح الأعمال.
    وأسأل الله أن أكون عند ظنكم الجميل بأخيكم.
    دمتم بخير وعافية وتوفيق وسعادة.
    ???

  21. تناول لآيات الصيام بطريقة مبتكرة وخاصة ادخال الدعاء مع آيات الصيام في سورة البقرة ..
    الله الله عليك احسنت استاذ خلف وابدعت .

  22. استوقفتني كتاباتكم عن آيات القران الكريم وطريقتكم في الكتابة عنها
    اسعدكم الله مثل مااسعدتمونا دكتور خلف .. وتسلمون

  23. فمرة تحليل الايات وابقرآن بما يوافق العصر امر حديد و أُعجبت جداً بالفكره
    يعطيك العافيه لمُشاركتنا افكارك الله يسعدك دنيا واخره ، مُمتنين لك التوفيق دوم..

  24. ماشاء الله عليك اعجبني ماكتبت جداً
    وأجد أنه يخدم كتاب الله
    وشكرا لك وننتظر القادم الجزء الثاني
    والله يعطيك الف عافية

  25. تناول الحكم من الشهر الفضيل والصيام نجده اسهل وأبسط من مانقرأه من بعض المتشددين بكثير، وكتاب الله مليء بالدعوة إلى التفكّر وإعمال العقل. وهذا مما يجازي الله عليه بالخير
    جزاك الله كل خير

  26. هذا المقال نجده دعوةٌ إلى التدبر في الكون وتأمّل مدى دقته وتناسق نواصيه وأجزائه. عباد الله، إن الخالق عز وجل بمنه وكرمه وفضله قد أظهر لنا آياته في كتاب يعجز البشر عن تقليده
    مقال متميز والشكر لله ثم للكاتب

  27. شكرا واللهم آمين انه يتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وأعاننا جميعًا وكافة إخواننا المسلمين والمسلمات في مشارق الأرض ومغاربها على الصيام والقيام ومزيدٍ من الإحسان في هذا الشهر الكريم.

  28. قرأت مقالا للكاتب المصري علاء سعد حميده يضع تعريفًا معاصرًا للتقوى، حيث يقول “التقوى إذن بمفهوم معاصر هي محاولة تحسين الأداء السلوكي في ممارسة الحياة عبادةً وخلقًا ومعاملةً وإنتاجًا مبنية على معرفة يقينية بالله تعالى ومنهجه ومآلات هذا السلوك في الحياة الآخرة.”

  29. ماشاء الله لا قوة الا بالله ….جزاك الله خير ابا سعد وكتب لك سعادة الدارين . اجتهاد مبارك .اسال الله لكم حسن الثواب ..استاذي الكريم ولكن ثمة وقفات اخرى ينبغي الاشارة اليها اولها فضل الدعاء في ليالي القدر من العشر الاواخر وثانيها ربما اتت الاية الكريمة قبل اية الرفث في ليالي الصوم لتبرز فضل الدعاء في الثلث الاخير من الليل ..هذا والله اعلم

  30. هذا من فيوض التدبر التي أنعم الله بها عليك أخي الكريم، وأستذكر هنا آيات من سورة فصلت قال فيها سبحانه ( قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا) فسبحانه لما كان منجيا لهم من القنوط ناداهم بأنهم عباده لينعم عليهم بفيوض القبول.

  31. تابع لما قبله!!
    هذا أيضا مصداق لقوله صلى الله عليه وسلم أقرب ما يكون المرء لله وهو صائم وأقرب ما يكون في رمضان و لا ننسى توجيه الرسول صلى الله عليه وسلم بتلمس القرب من الله في الثلث الأخير من الليل وفي العشر الأواخر من رمضان.

  32. هذا أيضا مصداق لقوله صلى الله عليه وسلم أقرب ما يكون المرء لله وهو صائم وأقرب ما يكون في رمضان و لا ننسى توجيه الرسول صلى الله عليه وسلم بتلمس القرب من الله في الثلث الأخير من الليل وفي العشر الأواخر من رمضان.

  33. لله درك أبا سعد
    نفحات إيمانية بتصوير محترف رائع
    عند قراءتي للايات وتأملها بعد قراءة المقال ظهر لي هناك تسلسل زمني للأحداث بدأ بالصيام وما يتعلق به في ه نهاره ومن ثم أتى بالدعاء وذلك عند فطر الصائم
    للصَّائم دعوة لا تُرَدُّ عند فطره”، وبعدها بالليل وما فيه من أمور
    ربما تكون اجتهادات شخصية مني تلقى قبول لدى ذائقتكم العطرة

  34. تأملات مقنعة، أسلوب جذاب، لغة راقية، أدلة كافية…
    بوركت تأملاتكم أباسعد

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88