حملاتنا ومبادرتنا

رمضان في السودان..”الضرا” العادة الأبرز و”الحلو مر” مشروب الإفطار

يتميز السودانيون بالتكاتف والعمل الجماعي، ويبرز ذلك التكافل بصورة واضحة في شهر رمضان المعظم، من اجتماعهم في الساحات العامة والميادين، وفي المساجد للإفطار الجماعي، وتسمى تلك العادة باسم ” الضرا”، التي يتمسك بها أهالي السودان جميعًا في رمضان.

هتون/ إبراهيم مختار

ويقول السودانيون، إن هذه العادة ” الضرا” الهدف منها هو إفطار عابري السبيل من الصائمين، وكذلك الفقراء والمحتاجين، وعادة ما يقف شخص في الشارع ملوحًا بيده لكل السيارات والمارة بأن يقفوا لتناول الإفطار الرمضاني.


وتتصدر المائدة السودانية في رمضان الأكلة الشعبية المشهورة (العصيدة بالتقلية)، بالإضافة لعصير (الحلو مر) ذو المذاق الرائع والمعتق، وأيضًا التمور والبقوليات، وأصناف أخرى من الأكلات الرمضانية.

 

وعصير (الحلو مر) مشروب شعبي سوداني، يشرب عادة في شهر رمضان، ويصنع من الذرة النابتة، تتفرد به مائدة إفطار رمضان في السودان.

ويصف الحاج عبد الله طه هذه العادة قائلا: “إنها قديمة قدم الآباء والأجداد؛ لذلك ظلت باقيه لما تحمله من قيم كريمة ونبيلة، وتسامح وشعور بالآخرين في شهر رمضان”.


ويقول العم السوداني التجاني آدم: “نحن منذ الصغر نحرص على أن نفطر في ساحة المسجد، حتى يفطر معنا كل عابر سبيل وفقير، وأصبحت هذه العادة جزءًا من تراثنا وقيمنا، ولا أتصور شهر رمضان من غير إفطار جماعي في الميادين والساحات”.

ويروي الشاب محمد الشنداوي ذكرياته قائلاً: “عادة “الضرا” في رمضان من أكثر العادات المحببة إلى نفسي، لأننا تربينا عليها، حتى كأننا ننتظر رمضان بفارغ الصبر من أجلها، وما تضفيه على رمضان من نكهة خاصة”. وأضاف الشنداوي: “وعندما نتناول الإفطار ونؤدي صلاة المغرب، نعود إلى المجلس من جديد لتناول القهوة، والسمر مع بعض حتى وقت العشاء”.


وكذلك في وقت السحر، يحرص الصبية بتنبيه أهالي الحارة ليتناولوا السحور مقتدين بالسنة النبوية الشريفة، مستخدمين طبل ونقارة للتنبيه في ظاهرة تسمى “المسحراتية”.

ورغم الظروف الاقتصادية الضاغطة في الآونة الأخيرة واكتساح الحياة العصرية الجسد الاجتماعي، إلا أن ذلك لم يثنِ البعض من التمسك بهذه العادات السمحة التي تنضح بالقيم والكرم الفياض لأهالي السودان.

ويبقى رمضان ولياليه الصاخبة والضاجة بالفعاليات من (صلاة قيام، وزيارات اجتماعية) السمة الأبرز في السودان، ويحرص السودانيون على إقامة كل الطقوس الرمضانية التي يصفونها بأنها سر النكهة الخاصة التي يتميز بها الشهر الفضيل، وكلما ذهب يوم من رمضان، يظل السودانيون يتحسرون على خفة الشهر وسرعة ذهاب أيامه الجميلة التي يعشقونها وينتظرونها كل عام بشغف وتوق.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88