إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

ثلاث باقات رمضانية

معشر القراء الأكارم:
بمناسبة قدوم شهر القرآن الكريم، والخير العميم، والبركة الفياضة، رأيت أن أهديكم في مقالي اليوم ثلاث باقات رمضانية، لعلَّ الله ينفعني وينفعكم بها، إنَّه ولي ذلك والقادر عليه.

1- تهنئة:

قرائي الأعزاء.. السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته..  أوقاتكم بهجة ومسرات.

شهركم العظيم هذا بشائر فرح، وطاقات إيجابية تغمر شِغَاف قلوبكم، وتملأ حنايا ضلوعكم، وتمنح أرواحكم كل النور والجلال، ونفوسكم جلّ الألق والابتهاج.

كل رمضان وأنتم أهله الكرام؛ المكتنزون ببراءة الأطفال، المجلَّلون بحكمة الشيوخ، المعطرون بشذى الورود، المطرزون بألوان الأمل البهية، السعداء بعطاء الرحمان، والمتّوجون ببركات السماء.

كل عام وأنتم ممن رضي الله عنهم ورضوا عنه، وتقبل منهم، وجازى قليلهم بفضله العظيم، وكرمه اللامحدود.

2- اقتراح:
​يحرص كثير من الناس في هذا الشهر الفضيل، شهر القرآن الكريم على ختم القرآن مرةً أو أكثر؛ ابتغاءً للأجر والمثوبة. فقد ورد عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول ألم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف}”. رواه الترمذي.

ولكن بعضنا يقرأ القرآن الكريم، ويتلوه وهمه الوصول لآخر آية في الجزء، وبالتالي آخر آية في المصحف الشريف، وهو بهذا يفوت على نفسه الإفادة العظيمة، من حسن التدبر وفضيلة التفكرِ، وجمال التمعنِ في مرامي الآيات ودلالتها.

وكما وكما أنَّ في قراءة القرآن أجرًا وفضلا وخيرًا ؛ فإن في تدبره وتأمله أيضًا نفس الأجر إن لم يكن أكثر، فالله أمرنا بالتدبر، فقال تعالى: {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ القُرآنَ، أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [سورة محمد:24].
{كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ} [سورة ص :29].
وثمرة الثمار هي العمل به بعد القراءة والتدبر.

وأقترح على نفسي وعليكم قرائي الأعزاء أن نجعل للتدبر جزءًا مفروضًا من وقتنا في هذا الشهر الكريم، وحبذا لو يجتمع أفراد الأسرة ويتدارسون كل يوم، ولو لنصف ساعة أو نحوها بعض الآيات الكريمة، ويدور نقاش في معانيها وتفسيرها، وتحظى بشيء من التدبر والتأمل.

وهناك كتب كثيرة جيدة تنفع كثيرًا في هذا الصدد ومنها كتاب: (القرآنُ تدبرٌ وعملٌ)، وهو من إعداد (مركز المنهاج للإشراف والتدريب التربوي)، وجاء في طباعة فاخرة، ويباع بأحجام مختلفة في مكتبات (جرير) بسعر مخفض، ويضم الكتاب (النص القرآني) وبجانبه (معاني المفردات)، (وقفات تدبرية)، (مقترحات) للعمل بما تتطلبه الآيات، وكذلك (توجيهات) مستقاةٌ من الآيات.

تذكير:

أذكر نفسي وإياكم أعزائي بضرورة حسن إدارة الوقت في هذا الشهر الكريم، باعتباره فرصةً ينبغي أن تُغتنم وتُستثمر في عمل الطاعات والإكثار من الباقيات الصالحة، وزيادة جوانب الإحسان. فلا ينبغي أن نشغل أنفسنا وأهلينا بإعداد أصنافٍ مبالغٍ فيها من الطعام، فللنساء حقهن أيضًا في الراحة حينًا، وقراءة القرآن وأداء الصلوات النافلة حينًا آخر، وكثرة الأصناف التي تُعَدُ من الطعام تأخذ وقتهن، وطاقتهن.

وإذا كان الشيء بالشيء يذكر، فإن كثرة الدعوات والعزائم تؤدي إلى ضياع الأوقات، وفوات الطاعات أحيانًا، فحبذا لو تقلص وتختصر، والضروري منها يكون في أضيق الحدود، فذلك من الأدب والذوق والرقي. وما يقال عن العزائم والدعوات يمكن أن يقال عن كثرة التسوق وارتياد المحلات التجارية في هذا الشهر الكريم.
تقبل الله منا ومنكم، وأعاننا وإياكم على الصيام والقيام، ونفعنا بهما دنيا وآخرة. إنَّه ولي ذلك والقادر عليه.

 

☘️??☘️??☘️??☘️??☘️??

بقلم الأديب والباحث والمترجم/ خلف بن سرحان القرشي

#خلف_سرحان_القرشي 

السعودية – الطائف – ص. ب 2503  الرمز البريدي 21944

[email protected]

تويتر @qkhalaf

مقالات ذات صلة

‫56 تعليقات

  1. أتفق مع الكاتب الكبيرة في كثرة الدعوات والعزائم لا سيما في رمضان الكريم فهو في غيره ان زاد عن حده كثيره فما بالك في رمضان

  2. بارك الله فيك يا أبا سعد وحفظك ورعاك، شكرا جزيلا على الباقات الرمضانية.. تحياتي

  3. شهركم العظيم هذا بشائر فرح، وطاقات إيجابية تغمر شِغَاف قلوبكم، وتملأ حنايا ضلوعكم، وتمنح أرواحكم كل النور والجلال، ونفوسكم جلّ الألق والابتهاج.

  4. ولكن بعضنا يقرأ القرآن الكريم، ويتلوه وهمه الوصول لآخر آية في الجزء، وبالتالي آخر آية في المصحف الشريف، وهو بهذا يفوت على نفسه الإفادة العظيمة، من حسن التدبر وفضيلة التفكرِ، وجمال التمعنِ في مرامي الآيات ودلالتها.

  5. زيادة جوانب الإحسان. فلا ينبغي أن نشغل أنفسنا وأهلينا بإعداد أصنافٍ مبالغٍ فيها من الطعام، فللنساء حقهن أيضًا في الراحة حينًا،

  6. للنساء حقهن أيضًا في الراحة حينًا، وقراءة القرآن وأداء الصلوات النافلة حينًا آخر، وكثرة الأصناف التي تُعَدُ من الطعام تأخذ وقتهن، وطاقتهن.

  7. وهناك كتب كثيرة جيدة تنفع كثيرًا في هذا الصدد ومنها كتاب: (القرآنُ تدبرٌ وعملٌ)، وهو من إعداد (مركز المنهاج للإشراف والتدريب التربوي)

  8. عن العزائم والدعوات يمكن أن يقال عن كثرة التسوق وارتياد المحلات التجارية في هذا الشهر الكريم.
    تقبل الله منا ومنكم، وأعاننا وإياكم على الصيام والقيام، ونفعنا بهما دنيا وآخرة. إنَّه ولي ذلك والقادر عليه.

  9. يحل علينا شهر رمضان وهو موسم العمل الخيري والتكافل الاجتماعي، موسمٌ دائم له ميزته .
    لكن هو شهر يخص القرآن كما ذكر أديبنا الفذ أستاذ خلف وهذا يجعلنا نتذكر كيف أنه ليس القرآن فقط من نزل في رمضان فقد روي أن صحف إبراهيم نزلت في أول ليلة من شهر رمضان، وأنزلت التوراة لست ليال خلت من شهر رمضان بعد صحف إبراهيم بسبعمائة سنة، …..
    وكذلك هاهو استاذنا يضع لنا ثلاث بطاقات جميلة تقف عند رسالة او بطاقة تحقق عبارة ( اجعل من رمضان هذا العام موعداً تجمع فيه جوانب الإبداع والاحتساب والرفاهية في العبادة) قد تستغربون عبارة الرفاهيةدفي العبادة لكني أجدها تتخق مع مقولة المقال أعلاه ( تغتنم وتستثمر في فعل الطاعات …..) فحين يعيش الإنسان في ذلك سيجد نفسه سعيدة ، مطمئنة بذكر الله ، تحدوه الآمال وبشائر التفاؤل في حصول كل خير له وأيضًا تفريج مايلم به أو تحقيق مايدعو به.
    كل جزيل من الشكر لايفيكم حقكم في هذا الإهداء لنا كقراء ومتابعين لكم استاذ خلف..
    سلمت قريحتكم وأناملكم وحفظ الله يراعكم لهتون .. ودمتم بود

  10. تقبل الله منا ومنكم، وأعاننا وإياكم على الصيام والقيام، ونفعنا بهما دنيا وآخرة. إنَّه ولي ذلك والقادر عليه.

  11. فنعم النصيحة هذه

    فلا ينبغي أن نشغل أنفسنا وأهلينا بإعداد أصنافٍ مبالغٍ فيها من الطعام، فللنساء حقهن أيضًا في الراحة حينًا، وقراءة القرآن وأداء الصلوات النافلة حينًا آخر، وكثرة الأصناف التي تُعَدُ من الطعام تأخذ وقتهن، وطاقتهن.

  12. شهركم العظيم هذا بشائر فرح، وطاقات إيجابية تغمر شِغَاف قلوبكم، وتملأ حنايا ضلوعكم، وتمنح أرواحكم كل النور والجلال، ونفوسكم جلّ الألق والابتهاج.

  13. الذين يصومون عن الطعام فقط ، ولايصومون عن المفطرات الأُخرى مثل النظر إلى المحرم وممارسة الغيبة والنميمة والوشاية

  14. أذكر نفسي وإياكم أعزائي بضرورة حسن إدارة الوقت في هذا الشهر الكريم، باعتباره فرصةً ينبغي أن تُغتنم وتُستثمر في عمل الطاعات والإكثار من الباقيات الصالحة

  15. الصيام يهذب أخلاقنا ولكن ما نراه عكس ذلك، نجد شخصًا صائمًا يشتم في الجميع، لم تصم جوارحه عن إيذاء الآخرين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88