الحوار الأسري طريق لنجاح أبنائنا
يعدّ الحوار الأسري مع الأبناء من الاستراتيجيات الأساسية، والآليات المهمّة، المساعدة على نسج علاقة وديّة معهم، كما يُعتبر أيضًا مسلكًا واضحًا، يؤدي بالأولياء إلى فهم مشاعر أبنائهم، والتخفيف من صراعاتهم النفسية وخوفهم وقلقهم، ما ينجم عنه نوع من الدعم المعنوي الفعّال، الذي ينعكس لاحقًا على نموّهم النفسي السليم، خاصة إذا ما تمّ اختيار الأسلوب الأمثل في الحوار الممزوج بين البشاشة والتواضع، وإظهار كثير من الحرص على مستقبلهم، بعيدًا عن الاستهزاء، أو الاستخفاف بأبسط أفكارهم وأحاسيسهم، وفي هذا الصدد يقول ابن القيّم الجوزية في كتابه(تحفة المودود بأحكام المولود): “وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قِبَل الآباء وإهمالهم لهم” وما جاء به أبو حامد الغزالي أعظم وأبلغ؛ حيث قال: “الأبناء جواهر” ما يحيلنا إلى الاعتراف بضرورة حسن التعامل مع هذه الفئة، وإعطائها القدر الكافي من الرعاية والاهتمام؛ لضمان نجاحهم وتميزهم، ونشأتهم بطريقة صحيحة سليمة، دون عُقدٍ أو تأزيم أو تقزيم من شخصيتهم التي ستؤول حسبي إلى أمرين، إما لبِنة من لبِناتِ البناءِ والتَّشييد، وإمّا مِعول من مَعاوِل التّحطيم والهدم.
وبالعودة إلى مهارات أو استراتيجيات الحوار المفضي إلى نتيجة مع أبنائنا، يجدر بنا ونحن نسلط الضوء على كثير من زوايا هذا الموضوع أن نشير إلى ضرورة وضع متاعبنا ومشاكلنا على جنبٍ، حتى يتسنى لنا النزول إلى مستوى الطفل، الذي وفي لحظة ما يكون بأمسّ الحاجة إلى كثير من العطف، وكثير من الجو الملائم ليُفرغ ما بداخله عند الوالدين اللذين يلتمس فيهما الكثير من التفهم، والشعور بأنّ طلباته مجابة، أو على الأقل الإحساس بذلك القرب، والتجاوب والإيجابية في استقبال مطالبه، والحرص على التعامل معها ورعايتها؛ لمنحه الكثير من الثقة في النفس، والشعور بالاحترام لشخصه، بعيدًا عن التعامل كالعلاقة بين الرئيس والمرؤوس، وهو الخلل الذي يخلق جوًّا من التنافر بين الأولياء والأبناء، المؤدّي إلى غلق جميع قنوات التفاهم، ما ينتج عنها إفلات الأبناء، ولجوئهم إلى سبيل آخر، وأشخاص آخرين، بدافع عدم توفر الإنصات والتكفل والإصغاء لهم.
وإن كان الإسلام يدعو إلى الحوار مع الغير، من أجل إحقاق حقٍّ و إعلائه، وإبطال باطل وإزهاقه، وفي هذا أمثلة كثيرة في سيرة المصطفى وخير خلق الله محمد صلى الله عليه وسلّم، مع الكفار والمشركين والمنافقين، وقد لا يسعنا المقام لذكرها، إلاّ أنني أردت الإشارة إليها بُغية البحث عنها والرّجوع إليها؛ للاستزادة منها، وكما أسلفت أن الإسلام أرشدنا إلى الحوار مع البعيد، فمن باب أولى أن نفتح باب الحوار مع القريب، وأقرب النّاس إلينا هم أبناؤنا وفلذات أكبادنا، صونًا منا لهم وحفاظًا عليهم من الانسياق إلى ما لا يُحمد عقباه، ونندم ساعتها، يوم لا ينفع الندم، وإنّ كثيرًا من حالات العقوق التي سمعت بها، وتمرّد الأبناء على أوليائهم، ما هي إلاّ نتاج حصادهم الذي حصدوه، وأرمي بهذا إلى انعدام الحوار بينهما، ما زاد من اتّساع الهُوّة والفجوة بينهما، فزال أثر العلاقة، بل زالت العلاقة برُمّتها.
وإن تحدّثنا بالأخص عن الزمان الذي نعيشه اليوم، وما يحتويه من انفتاح إعلامي، وثقافي، وفكري، فسيوافقني كلّ قارئ للمقال على أنّه بات من الضروري بل من الواجب فتح قنوات الحوار بين الآباء والأبناء، وإن لم يأخذ الأولياء بهذا المبدأ، فلا يلوموا على أبنائهم لاحقًا، إن اتخذوا من الفضاءات الافتراضية والعلاقات التي تُنسجُ فيها مرجعًا لهم، وحاضنةً لانشغالاتهم وتطلعاتهم، والتي قد تخيب أكثر من أن تصيب.
لذلك، وما نخلص إليه بعد الذي تمّ تقديمه هو ضرورة فتح الأحضان للأبناء، والاستماع إليهم، بل الأكثر من هذا بذل جهد من أجل ذلك، ولا تكفي محاولة أو اثنان في سبيل مرافقة أبنائنا في مسيرتهم قصد إيصالهم إلى برّ الأمان، وضمانًا لمستقبل مشرق لهم ولنا وللأمة الاسلامية قاطبة، فأبناؤنا هم عمادها وشمسها التي ننتظر إشراقتها ذات يوم قريب.
الكاتب الجزائري / طارق ثابت
صحيح وهو السبيل والمدخل لإفراز مجتمع فاعل ومتفاعل ومنتج.. تسلم
يعدّ الحوار الأسري مع الأبناء من الاستراتيجيات الأساسية، والآليات المهمّة، المساعدة على نسج علاقة وديّة معهم، كما يُعتبر أيضًا مسلكًا واضحًا،
يؤدي بالأولياء إلى فهم مشاعر أبنائهم، والتخفيف من صراعاتهم النفسية وخوفهم وقلقهم، ما ينجم عنه نوع من الدعم المعنوي الفعّال،
وفي هذا الصدد يقول ابن القيّم الجوزية في كتابه(تحفة المودود بأحكام المولود): “وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قِبَل الآباء وإهمالهم لهم” وما جاء به أبو حامد الغزالي أعظم وأبلغ؛ حيث قال: “الأبناء جواهر”
وفي هذا الصدد يقول ابن القيّم الجوزية في كتابه(تحفة المودود بأحكام المولود): “وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قِبَل الآباء وإهمالهم لهم” وما جاء به أبو حامد الغزالي أعظم وأبلغ؛ حيث قال: “الأبناء جواهر”
وإن تحدّثنا بالأخص عن الزمان الذي نعيشه اليوم، وما يحتويه من انفتاح إعلامي، وثقافي، وفكري، فسيوافقني كلّ قارئ للمقال على أنّه بات من الضروري بل من الواجب فتح قنوات الحوار بين الآباء والأبناء،
ولا تكفي محاولة أو اثنان في سبيل مرافقة أبنائنا في مسيرتهم قصد إيصالهم إلى برّ الأمان، وضمانًا لمستقبل مشرق لهم ولنا وللأمة الاسلامية قاطبة، فأبناؤنا هم عمادها وشمسها التي ننتظر إشراقتها ذات يوم قريب.
أحسنت رائع جدا
جميل جدا
بارك الله لك
موضوع مهم جدا
يعدّ الحوار الأسري مع الأبناء من الاستراتيجيات الأساسية،لتفوق الابناء
سلمت أستاذنا، فالحوار مع الأبناء هو السبيل لمجتمع فاعل ومنتج ومبدع.
“وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قِبَل الآباء وإهمالهم لهم” صدق ابن القيم وصدقت.
وإن تحدّثنا بالأخص عن الزمان الذي نعيشه اليوم، وما يحتويه من انفتاح إعلامي، وثقافي، وفكري، فسيوافقني كلّ قارئ للمقال على أنّه بات من الضروري بل من الواجب فتح قنوات الحوار بين الآباء والأبناء.. للأسف هذه حقيقة
ولا تكفي محاولة أو اثنان في سبيل مرافقة أبنائنا في مسيرتهم قصد إيصالهم إلى برّ الأمان، وضمانًا لمستقبل مشرق لهم ولنا وللأمة الاسلامية قاطبة، فأبناؤنا هم عمادها وشمسها التي ننتظر إشراقتها ذات يوم قريب..
مقالة مميزة
سلمت يداك أستاذ طارق
أحسنت أستاذنا الفاضل
رائع جدا
أبدعت أستاذ طارق
عظيم
للأسف بعض أولياء الأمور لا يعطون لأبنائهم فسحة من الوقت ليحاوروهم، وهم في ذلك على خطأ فيخرج الأبناء عندهم ما عندهم من عقد.
بارك الله في علمك وزادك رفعة
يخفف من آثار النزاعات، والمشكلات الأسرية، والنفسية، والاجتماعية
كمان يمنح القدرة للأطفال على التواصل مع الآخرين في المستقبل موضوع مميز
من فوائد الحوار الاسري الناجح تشجيع الطفل على المشاركة في حل المشاكل العائلية
مقال يستحق الاهتمام فية بيوضح حاجات مهمه يغفل عنها الكثير من الناس
موضوع غاية في الروعة
جهد مشكور
الشكر لصحيفة هتون بالتوفيق ان شاء الله
سلمت يداك بالتوفيق ان شاء الله
شئ جيد للغاية
بارك الله فيك
مجهود عظيم