الأدب والثقافةفن و ثقافة

مهرجان الساحل الشرقي يعيد ذكريات تحدي الغواصين

أعادت أدوات صنع السفن الخشبية “القلاف”، زوار مهرجان الساحل الشرقي في نسخته السابعة المقام حاليًا في الواجهة البحرية بالدمام، إلى ما قبل النفط والاعتماد على مهنة الغوص والصيد وتجارة اللؤلؤ، وما يواجه البحارة والغواصين من مخاطر خلال الإبحار بين العواصف وارتفاع الأمواج، إلا أن تلك المخاطر ليست وحدها التي تسببت في عدم عودة بعض البحارة الباحثين عن الرزق إلى أهاليهم.

ولفت إدريس بن خليفة البوعينين، الذي اعتاد على صناعة السفن منذ أربعين عامًا، النظر إلى أن البحر بقدر ما هو مليء بالخيرات فهو أيضًا يخفي الكثير من المخاطر على سطحه وفي أعماقه، مضيفًا أنه عاصر رجال نجوا من الموت لأسباب مختلفة وبقيت فيهم علامات الحوادث حتى مماتهم، إما بفقد جزء من أجسادهم أو شيء من أطرافهم.

وأفاد البوعينين الذي مارس الغوص قبل حرفة صناعة السفن، أن أشد أنواع الخطر على الغواصين في ذلك الحين هو سمك القرش المفترس أو ما يعرف بالجرجور وتحديدًا نوع كان يطلق عليه “الذيبة” ولا يعرف نوعه في الوقت الحاضر بسبب انقراضه من منطقة الخليج، إلا أنه يُعتقد حاليًا بأنه “القرش الأزرق” المتواجد بالقرب من الخليج في بحر العرب والمحيط، مبينًا أن هذا النوع كان يترصد للغواصين في الماضي بهدوء ثم يهجم على أحدهم وقليل من ينجو منه بعد الهجوم.

وأضاف البوعينين أن أنواع كثيرة من “الجراجير” أو أسماك القرش كانت تعيش في أعماق الخليج رغم أنه ليس موطنها، إلا أنها لم تعد موجودة كما في السابق، لكثرة السفن الكبيرة في مياه الخليج العربي، مشيرًا إلى وجود أنواع منها ولها أسماء معروفة منها “الذيبة” و”الأقرن” و”أسود الزعانف” و”المطرقة” و”السيافي” وأنواع أخرى تشكل خطرًا كبيرًا على الصيادين والغواصين.

وأشار البوعينين إلى هناك أنواعاً قاتلة من الكائنات البحرية مثل كائن “البزمة” وهو شبيه بالمحار ودائمًا ما تقتل الغواصين الباحثين عن اللؤلؤ، حيث أن الغواص يعتقد أن كائن “البزمة” محارة كبيرة داخلها شيء من اللؤلؤ، فما إن يدخل يده فيها، لتقوم بالإغلاق عليه بشكل قوي جدًا يمنعه من العودة إلى سطح البحر فيغرق ويلقى حتفه، بالإضافة إلى الثعابين البحرية تسمى في الخليج “البوجني” إذا واجهت الصياد ولم يجد الثعبان مخرجًا فقد يشكل خطرًا قاتلًا بلسعته، لافتا الانتباه إلى وجود نوع من السمك الخطير على الإنسان يعرف بـ”الفريالة” الشبيهة بالقطة، وكذلك “ديك البحر” وجميعها أنواع سامة تقتل في الغالب، مؤكدًا في الوقت ذاته أن رجال الساحل الشرقي لم تمنعهم تلك المخاطر عن طلب الرزق والعيش، بل كان شعارهم التوكل على الله والبحث عن أسباب الرزق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88