إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

سرُ العقول

يسرقون كل يوم منها أملاً جديدًا، يُرهقون قلبها، يعبثون بأفكارها، من فضيلة العتب يستثمرون دجلهم وكذبهم، ويظنون أنهم على حق. شقاؤها ذكاءٌ، وهم لا يعلمون متى تسقط أقنعتهم، يتهجون الحروف ويركبون جهل العصر، يحملون أرجلهم على أكتافهم ورؤوسهم عارية، يتأهبون لخوض معارك الحقيقة والفضيلة رسالة الأبطال.

يا مناكر العقول خففي من وطأة جهلك، سلي القلم أن تقف لتتأفف من قبح كلماتكم وطريقة تفكيركم، تعتزل الكتابة وتعتقل قلبها داخل سجون الكبت، وتلوِّحُ بيدها لأبطال الفيلم، وتخفي سكين الغضب في جوف البئر، والبئر يحمل أوزار الكثير لتغوص بأحلامها وتنام مرتاحة للأبد.

لم تكن يومًا بطلة، بل كانت حائرة بين الوقوف مكانها وهي مرتاحة، وبين صعود السُلم وكلاب الضالين والراكضين تنبح خلفها؛ لتُرثى ثياب عورتها وتُذبح من الخلف كأنها محرمة.

الفصل الأول .. يكتب ويرقم.
الفصل الثاني .. من عداد الأموات.

1- تروق لها عتمة الليل، تبتسم وتبكي تارة أخرى لفقدانها من تأبه لهم، وتعتبرهم طريقها، ومن هم قدوتها في الحياة؛ لتجد نفسها تركض وراء ضباب النفوس التائهة، ومن لا تعرف طريقًا لها.
تقلب جسدها المرهق والمحمل من ثقل الوجع، لتشعر بنبضات قلبها تتسارع حد انقطاع النفس، تعير لدموعها نوعًا من الخجل؛ لأنها ترى نفسها قوية وصابرة ومثابرة. تختزل أشعارها في خيالها، تمسح دموعها الجارفة على صدرها، تتنهد وتستغفر .. كم هي الحياة ظالمة وقاطعة لرحم المحبين؟ وكم هي ثائرة على من ينيرها ليلاً لتفجر أحلامها على ورقة بيضاء رمت بها الأخلاق لتجدها على طاولة الخزي؟

2- تشرق شمس نهار جديد لترد نوعًا ما الأمل مجددًا .. فتبادر بنسيان الليلة الماضية التي أرهقتها حد الجنون، لتعترف بأن الليل صديق حقيقي ومزيف في نفس الوقت، ولتقلل من ثقتها بالآخرين، ولتترجم أفعال الآخرين بعد تمعن، ولتعرضهم لأمراض نفسية في الحياة بأذية الآخرين لادعائهم الحب أو الغيرة اللا مبررة عندهم، أو حب الذات (الأنا)، أو أن افتقادهم لحنان الوالدين سبَّبَ لهم الكثير والكثير؛ لتهدأ نفسها وترضيها، ولتعترف أن العقل، والتربية، والأخلاق، هم الثبات في المعاملة مع الآخرين، وتقبل هفواتهم وتفاهاتهم الغير محللة ومبررة.

3- وأخيرًا .. وأخيرًا بصراحة كانت شوكة معلقة في حلقها تُشْعرها دائمًا بالاختناق وضيق التنفس، هي حقًّا مؤلمة وموجعة. تبًّا لها ولكِ، لقد تم كسرها وتنظيف الحلق، هي مرتاحة وجدا وگانه وُضِع حَدَّ السيف على رقبتها لن تخسر شيئًا، توجع قليلاً، وبعدها يلتئم الجرح، لكن هل أفعال الأشخاص تبرى، لا .. لا أظن، بل ستبقى وصمة عار للأبد.

كم بقيت أفعالهم تتدحرج ككرة على الأرض، وأحيانًا السماء؟، لتضرب مرات إلى أن تصل ليدٍ مكلومة، وأن تخرج لتنير وجهها، ولتبتسم أخيرًا ابتسامة مختفية طوال العام.

الكاتبة الجزائرية/ فضيلة زميط

مقالات ذات صلة

‫41 تعليقات

  1. يحملون أرجلهم على أكتافهم ورؤوسهم عارية، يتأهبون لخوض معارك الحقيقة والفضيلة رسالة الأبطال.

  2. تروق لها عتمة الليل، تبتسم وتبكي تارة أخرى لفقدانها من تأبه لهم، وتعتبرهم طريقها

  3. كم بقيت أفعالهم تتدحرج ككرة على الأرض، وأحيانًا السماء؟، لتضرب مرات إلى أن تصل ليدٍ مكلومة، وأن تخرج لتنير وجهها، ولتبتسم أخيرًا ابتسامة مختفية طوال العام.

  4. يا مناكر العقول خففي من وطأة جهلك، سلي القلم أن تقف لتتأفف من قبح كلماتكم وطريقة تفكيركم، تعتزل الكتابة وتعتقل قلبها داخل سجون الكبت، وتلوِّحُ بيدها لأبطال الفيلم، وتخفي سكين الغضب في جوف البئر، والبئر يحمل أوزار الكثير لتغوص بأحلامها وتنام مرتاحة للأبد.

  5. يسرقون كل يوم منها أملاً جديدًا، يُرهقون قلبها، يعبثون بأفكارها، من فضيلة العتب يستثمرون دجلهم وكذبهم، ويظنون أنهم على حق

  6. تروق لها عتمة الليل، تبتسم وتبكي تارة أخرى لفقدانها من تأبه لهم، وتعتبرهم طريقها، ومن هم قدوتها في الحياة؛ لتجد نفسها تركض وراء ضباب النفوس التائهة، ومن لا تعرف طريقًا لها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88