إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

تمتمات مريضة

عندما تفقد الأمل، وتفقد شهيتك في الحياة، ويصبح كل ما حولك مظلم، تختلط المشاعر وتضيق نظرتك للأمور، وتصاب بهيبة صمت مريب وأنت على السرير الأبيض هناك، تخوض صراعًا مع اللحظات التي تعيشها، واللحظات التي كنت تعيشها، وما كنت تخاف منه حدث، تفقد حس الشغف، واللهفه للأشياء التي كنت تحبها، وتحب أن تمارسها، ماتت في أعماقك ودفنت. رغبة البقاء تتضاءل، ونسبة الأمل تنخفض، وكل ما حولك يقول حان الوقت، تمتلك رغبة شديدة في البكاء، وخوف يجتاحك وشتات عارم يعم كيانك، أنفاس مخنوقة وشهيق دامٍ، الجميع ينظر إليك.

وأسأل نفسي هل من مخرج مما أنا فيه؟ هل من منقذ ينتشلني من هذه الفوضى؟، هل فعلا حان وقت رحيلي، وحزم الأمتعة، وإغلاق الصحف، ووداع الأحبة؟

أمي .. أبي .. قلمي .. أوراقي أين أنتم؟! لم أعد أرى شيئًا، كل شيء أصبح مشوشًا!! أغمض عيناي، أتذكر أريكتي التي لم تشتكي مني ومن ثقلي يومًا ما، وشاهدة على معاركي وانتفاضاتي، وتظاهري برفض ما يحصل حولي، وصلحي وهدنتي مع الحياة. أسمع صوت أمي بعيد بعيد جداً وكأنه في مغارة.

أمي أحبك وأحب سماع صوتك؛ فهو نجاة من هول ما يحدث لي، هو من يجعل قلبي مطمئنًّا. أبي اقترب واحضني، فحضنك أمان ولمستك تهدئ روعي.

لمَ لا يسمعني أحد أو يجيب علي؟، أنا أراهم وأسمعهم، ولكن لا يسمعوني .. أمييي، أبييي .. أصرخ بأعلى صوتي، ولكن صوتي مبحوح ومكتوم، يا إلهي هل أنا أحلم أم هذا واقع .. كن معي يا الله وخذ بيدي.
يارب هل حان وقت إعادة الحقوق وإعطاء كل ذي حق حقه؟

هل حان وقت طلب السماح؟

هل حان وقت لفظ أنفاسي الأخيرة، أم أنها لُفِظت بالفعل، وأنا ذاهبة إلى مرقدي الأخير؟

هل حان وقت لبس الرداء الأبيض والنوم على جنبي الأيمن؟ ولكن هذه المرة لا استيقاظ فيها.

يا رب بكَ أستجير، فهون ويسر، وارحم واعف عني، ولا تؤاخذني بما نسيت وأخطأت،

يا رب إنها أمي فلا تفجعها برحيلي، والهمها الصبر،

يا رب أوصيك بقلبها وقلب أبي، اجعله فراقًا سعيدًا، ودموعًا راضية، وقلبًا حامدًا بما كتبت، والألسنة تلهف بدعائك.

☘??☘??☘??☘??☘??

بقلم/ حليمة العسيري

مقالات ذات صلة

‫19 تعليقات

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88