البيت والأسرةتربية وقضايا

المرأة في الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي منزلة رفيعة ومستقبل واعد

إن للمرأة المسلمة مكانة رفيعة في الإسلام، وأثرًا كبيرًا في حياة كل مسلم، فهي المدرسة الأولى في بناء المجتمع الصالح، والإسلام أولاها عناية خاصّة، ودعا إلى الاهتمام بها والحفاظ على حقوقها كافة؛ حيث كرّمها ورفع قدرها.

مكة المكرمة/ عمر شيخ

ويظهر ذلك في كثيرٍ من المظاهر والدلائل، منها قول النبي صلّى الله عليه وسلّم: (إنَّما النساءُ شقائقُ الرجالِ)، وفي ذلك بيانٌ جليٌّ أنّ النساء مساوياتٌ للرجال في القدر والمكانة، فلا يوجد أي شيءٍ ينتقص من مكانتهن وقدرهن، ولقد أوصى النبي صلّى الله عليه وسلّم بالنساء وأمر بمراعاتهنّ والاهتمام بهنّ دائمًا؛ إذ قال في وصيته يوم الحجّ: (استوصُوا بالنِّساءِ خيرًا).

ومن هذا المنطلق عُزِّز دور المرأة، واحتلت مكانة سامية في المملكة العربية السعودية، والفضل في ذلك يرجع بعد فضل الله وكرمه إلى ولاة الأمر حفظهم الله، وما يولونه من اهتمام بجميع شرائح المجتمع، وللمرأة السعودية نصيب كبير من رؤية المملكة ٢٠٣٠، والتي تقوم على رفع نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل، والاستمرار في تنمية مواهبها واستثمار طاقاتها، وتمكينها من الحصول على الفرص المناسبة للإسهام في تنمية المجتمع واقتصاده؛ حيث تُعَدُّ المرأة عنصرًا مهمًا من عناصر قوة المجتمع، وقد ساعد تمكينها اجتماعيًا واقتصاديًا وسياسيًا في إحداث نقلة نوعية مشهودة.

وتسعى الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي إلى تفعيل دور المرأة في الحرمين الشريفين، ويقود ركبها لإنجاح ذلك باقتدار معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الأستاذ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس، إيمانًا منه بوعي الرئاسة الكامل وقدرتها على نشر الوسطية والاعتدال، وذلك بما تبذله من اهتمام بالغ وعناية فائقة لإنجاز ما وضع على عاتقها من مسؤولية الارتقاء بالخدمات ”النسائية“ التي تقدم في الحرمين الشريفين؛ حيث أولت الرئاسة المرأة اهتمامًا بالغًا، ويأتي ذلك انطلاقًا من حرص الرئاسة على مواكبة الرؤية المباركة لبلادنا، والعمل على تنفيذها والاستفادة من معطياتها، ولأن المرأة المسلمة تعد ركیزة أساسية في تحقيق هذه الرؤية.

وبالحديث عن أبرز الأسماء التي ترجمت هذا الواقع بأحرف من نور، نذكر سعادة الوكيلة المساعدة للشؤون النسائية الدكتورة فاطمة بنت زيد الرشود، التي أسهمت بدور بارز في تطوير الخدمات النسائية في المسجد الحرام، ممهدة طريق النجاح للسائرات على منهجها.

وعلى ضوء تلك الإنجازات أتيحت الفرصة للمرأة لزيادة عطائها؛ حيث ركزت هذه النقلة على تتويج المرأة السعودية المؤهلة في مناصب قيادية وإدارية عليا، فالرئاسة تُعنى بالمرأة وأداء رسالتها، في محيط نسائي مصون مراع للضوابط الشرعية والنظامية، يتيح لها خدمة دينها ووطنها ومجتمعها في المجالات المناسبة، لما جبلت عليه لتؤدي رسالتها في خدمة الحاجة والمعتمرة والزائرة بكل كفاءة وتطوير واقتدار.

وقد حظيت سعادة الدكتور فاطمة بنت زيد الرشود بشرف المكان والمكانة، كونها أول سيدة تتولى التدريس في المسجد الحرام، منذ بدأت التدريس فيه عام ٢٠٠٢ م.

وتعد الرشود أولى النساء اللاتي تقلدن المناصب داخل الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، وكأنها كانت تبني صرحًا شامخًا مُشيَّدًا بعزيمة وإصرار، فوضعت اللبنات الأولى ساعية إلى تطوير الإدارة وتوسيعها، واستقطاب الكفاءات لها، فتدرجت في مراتب النماء حتى تم ترقيتها من وحدة نسائية، إلى إدارة نسائية، إلى إدارة عامة تضم عددًا من الإدارات والوحدات، إلى وكالة نسائية، وكل ذلك لم يشغلها عن التحصيل العلمي، وإحراز السبق والمراتب العليا بتفوق، فحصلت على الشهادة العليا في غضون اضطلاعها بهذه المهام العظيمة، ثم نالت درجة الدكتوراه في الحديث وعلومه من جامعة أم القرى، وشغلت العديد من المناصب في الرئاسة، حيث عُيِّنت مشرفًا دينيًا في وحدة شؤون المرشدات.

ثم كُلِّفَت بمنصب نائب مدير وحدة التوجيه والإرشاد بالمسجد الحرام إضافة إلى التدريس والتوجيه، كما كُلِّفت برئاسة قسم التوجيه والإرشاد بالمسجد الحرام، والإشراف على مكتبة الحرم المكي الشريف القسم النسائي ٢٠١٤.

وترأست الإدارة العامة للتوجيه والإرشاد النسائي في الحرم منذ عام ٢٠١٥ و إلى ٢٠١٨، كما كُلفت أيضًا مديرة لمعهد الحرم المكي القسم النسائي، إضافة إلى عملها ٢٠١٧، وكلفت مستشارة لمعالي الرئيس العام للشؤون النسائية كأول امرأة مستشارة بالرئاسة، إبان شغلها منصب المديرة العامة للإدارة النسائية ٢٠١٨، ومديرة للشؤون الفكرية والعلمية، إضافة إلى عملها، ولم تكتفِ بذلك أو تقف عند هذا الحد، بل تطلعت إلى المزيد من العطاء و تجويد العمل، فحصدت لقب ”المديرة المتميزة“، كما حصلت إدارتها على جائزة ”الإدارة المتميزة“، فرع التميز الإداري في جائزة الرئاسة للتميز ٢٠١٧، وتوالت الإنجازات إلى أن صدر قرار تعيينها وكيلًا مساعدًا للشؤون النسائية بالرئاسة ٢٠١٩.

وتعد الرشود من الكفاءات النسائية المتميزة؛ حيث أنها أول عضو وممثل نسائي في المجلس الاستشاري، وأول عضو وممثل نسائي في الفريق الاستشاري بالرئاسة، وعضو في المجلس السعودي للجودة، وعضو في مشروع مكة العالمية للجودة، وعضو أيضًا في المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد، وتوعية الجاليات النسوية بمكة المكرمة، ولها العديد من الأبحاث والدراسات المتعلقة بالمسجد الحرام وتطوير الخدمات.

وحصلت سعادة الدكتورة فاطمة بنت زيد الرشود على العديد من الدورات التدريبية، من أبرزها التخطيط الاستراتيجي والتشغيلي، المديرة التنفيذية، القيادة الإدارية، الإبداع الإداري، ومدير الجودة، وهي مدرب معتمد ومقيم للتميز المؤسسي، ولها حضور ومشاركات في المؤتمرات والملتقيات العلمية.

وتسعى الرئاسة نحو تحقيق رؤية المملكة العربية السعودية ٢٠٣٠ التي أطلقها صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه الله، والتي تؤكد تعزيز دور المرأة في المجتمع، إيمانًا بدورها ورسالتها في خدمة دينها وولاة أمرها ووطنها والنهوض به والإسهام في تطوره ونمائه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88