إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

في نفسي شيء من حتى

في مجتمعنا يا عزيزي، لا تستغرب ممن تحاول جاهداً أن تحميهم، وأن تميط الأذى عن دروبهم، وتزرع الورد على جنبات طرقاتهم، وتكتشف أنهم هم من يحاولون إعثارك، ويزرعون الشوك في دروبك، بل يتفانون في محاولات إسقاطك.

كلما حاولت أن تزرع الخير في أراضيهم، تجدها أراضٍ جدباء
وصحاري قاحلة.

نتعجب كثيراً عندما تسدد لنا اللكمات من أناس أعزاء؛ كابدنا وتحملنا وأفنينا أعمارنا وسنيننا، السنة تلو الأخرى، والعام يتبعه العام، من أجلهم، من أجل أن يبزغ نورهم وتشرق شمسهم، ونكتشف أننا كنا (سُذَّجًا) عندما غلفنا أمانيهم بدعواتنا، وحففنا رغباتهم بابتهالاتنا، وسجينا رجاءاتهم واستودعناها بارئها.

مهلاً .. لم تنته المسألة هنا:

فمن المؤسف عند نجاحك، وقطفك لثمار المجد، وتحقيق أهدافك، أن يتحول كل من حولك إلى دمى!!، ويخيم الصمت الرهيب على المشهد، بل وتغيب أصواتهم (تلك الأجراس الرنانة)، التي دائماً ما تقرع للغرباء في تجسيد لملحمة من ملاحم النفاق الاجتماعي الذي أصبح يطغى على كل ما هو صافٍ ونقي.

في مجتمعنا ياعزيزي ..

عندما تسدي إلى أحدهم تسعة وتسعون جميلاً، ويخذلك الحظ في واحد، تكن حينها أنت الشخص الملام، الشخص المقصر، الشخص المتخاذل، وتسدد إليك جميع سهامهم .. بل زد على ذلك أنك ستصبح الشخص المنبوذ الذي لا يحمل أدنى بوادر الخير، بل سيتهمك الجميع بأنك شخص غير متعاون، وغير خدوم، وأناني، وسيتخذ منك الجميع موقفاً وبالأخص أقرب القوم.

في مجتمعنا ياعزيزي..
فقدنا روعة الإنسان، ونقاوة المعدن، وصدق اللب والجوهر.

في مجتمعنا ..
أصبح خيرنا لغيرنا، أصبح الغريب أولى من القريب.

في مجتمعنا..
طغت المظاهر الزائفة، والبهرج الكذاب الخادع على كل بسيط وجميل.

بقلم الأستاذ/ ماطر عبد الله حمدي

مقالات ذات صلة

‫18 تعليقات

  1. هذا هو حال المجتمعات المتخلفة، لابد لها من أن تدفع ثمن سباتها العميق طيلة القرون الماضية.. عندما كانت الأمم تنهض وتتقدم وتتطور.. إنها سنة الله في كونه.. تحياتي أستاذ ماطر على تطرقك لهذا الموضوع..

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88