إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

الناس تحب الحقيقة في الخفاء فقط

السباحة ضد التيار دومًا مكلفة، وفاتورتها باهظة الثمن، في واقعنا البائس أقصاها أن تطير رأسك، وأدناها الإساءة إليك بالدرجة التي يراها المجتمع.

أنت مُطبل وناعق وتمدح وتبجل؛ إذن أنت في السليم، وأمورك على خير ما يرام ( براجماتية فجَّة).

أنت تقول الحقيقة .. وتقول للمصيب أصبت .. وللمسئ أسأت .. أنت لا تتماشى مع روح العصر، وتعيش خارجه بكل تأكيد.

في مجتمعنا توجد كل التناقضات، مطلوب منك إذا وجدت السارق، أن تقبل يده لا أن تقطعها، حتى وإن قال الله تعالى {فاقطَعُوا أيْدِيَهُمَا}، ولكن مُباح لك أن تتحدث عن سرقاته بعد أن تغادره، وتذكر ذلك حتى لأبنائك، ليتوارثوا ذلك الإرث، ليورثوه للأجيال القادمة واللاحقة. حتمًا ستصاب بالدهشة عندما يروي لك شابًّا من مجتمعك البرئ تلك القصة (المسيئة طبعًا) من شاب عشريني عن كهل تسعيني لم يحضره زمانًا ومكانًا بالتأكيد.

حتى وإن كانت له مناقب ومحامد، فمؤكد أنك لن تسمعها.
في مجتمعنا عندما تواجه أحدًا بعيبه وكل الناس تُجمع على هذا العيب، يقولون لك (أخطأت أنك قلت له ذلك). لكن يأتون إليك فرادى وجماعات ويذكروا لك معلقات عن عيبه وعيوبًا أخرى لا تعلمها أفظع من تلك التي واجهته بها، وأنكى وأشد.

لو سألت مُنظرًا لديه أفضل الشهادات العلمية ومن كل الجامعات الغربية والشرقية عن الإصلاح بالمجتمع، لقال بالقضاء على السلبيات وتنمية الإيجابيات – كما تعلم – لكن عندما يُطبق سيقضي على السلبيات في الغرف المغلقة، وبعيدًا عن النور.

مجتمعنا لا يحب الحقيقة إلا في الخفاء، وكيف نتطور، ونتحسن، ونبني، ونحن هكذا من الداخل .. مهترئين غير متصالحين مع أنفسنا وذواتنا ونشكو تقدم الأمم وتخلفنا.

☘️??☘️??☘️??☘️??

بقلم الكاتب / أحمد عُزير

مقالات ذات صلة

‫29 تعليقات

  1. أنت مُطبل وناعق وتمدح وتبجل؛ إذن أنت في السليم، وأمورك على خير ما يرام ( براجماتية فجَّة).

    اوافقك تماما استاذنا

  2. هذه الصحيفة التي تسمي الهتون هي من افضل الصحف المملكة..ونحن في جدة نواظب ع قراءتها ومتابعتها

    تحية لكم من جدة

    حي البساتين

  3. وتبقى الحقيقة في الخفاء فهل ترى النور؟ متأكد أن العصفور لن يمكث طويلا في القفص..متأكد أنا

  4. نعم أستاذ أحمد هكذا هي مجتمعاتنا متخلفة ورجعية وناقمة وناكرة للجميل نحتاج إلى أعوام وأعوام لنصلح ما أفسده الدهر بوركت أستاذي الكريم..

  5. نلخص كل شيء ونقول أن الأزمة في مجتمعاتنا أزمة إنسان تعوزه اكثير من الشروط لكي يكون إنسنا منتجا وإيجابيا لنفسه ولغيره..

  6. التناصح الإيجابي دون تجريح من الأمور المحبوبة، لكن لابد أن نعرف شخصية المتلقي فقد يأخذها بحساسية وشخصنه وقد يتقبلها بصدر رحب.
    نعم نحن في زمن أصبحت الأمور به تفسر حسب مزاجية الأشخاص للأسف.
    جزاك الله خير للفت الانتباه لأمر كهذا استاذ أحمد

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88