بين إجهاض العقل وإذكائه

عندما نفكر، يعني ذلك أننا سوف نصل. التفكير هو المحطة الأولى في سلم رقي ونهضة الشعوب، وتغييب تدريس الفلسفة في جامعاتنا ومدارسنا خلال الـ 3 عقود الماضية كان محاولة جادة لإجهاض العقل، وتغييبه، والاستسلام للعيش داخل كهوف مظلمة، تعشش فيها الأدلجة في اتجاه واحد.

اليوم عندما تقرر الدولة -رعاها الله – تدريس الفلسفة فإن هذه الخطوة من الخطوات المهمة، التي كنا، ولا زلنا، وسوف نظل، بحاجة ماسة إليها، وحين قررت الدولة إنشاء هيئة خاصة بالفضاء، فهذه أيضًا خطوة أخرى من الخطوات الجبارة التي تعمل من خلالها الدولة على تنفيذ العديد من الإصلاحات في الشأن التعليمي، ومن المؤكد أنه سوف يعقب هيئة الفضاء فتح كليات للفضاء في جامعاتنا؛ لتدريس الفضاء، والسماح لأبنائنا وبناتنا بالتحليق بفكرهم عاليًا (فوق هام السحب)، وكذلك الحال فيما يخص إدراج اللغة الصينية ضمن المقررات الدراسية مؤخرًا، خاصة إذا ما عرفنا أن اللغة الصينية هي ثاني لغة تداولًا في العالم، بنسبة 18,05%، وأنها اللغة المؤثرة على المستوى العلمي إذا ما رُبطَت بالابتكارات الحديثة بعد اللغة الإنجليزية طبعًا.

ولأن لدينا عقولًا جبارة قادرة على تقديم الكثير، وعلى اقتحام الصعاب، والتفكير بعقل حر منفتح، يسمح للخيال أن يتحول إلى حقيقة، فقد كنا بحاجة إلى هذه الخطوات المهمة، خاصة إذا ما عرفنا أن معظم الابتكارات الحديثة التي أحدثت للبشرية نقلات نوعية، كانت مستحيلة، يومًا ما لم تكن سوى خيال، وخيال علمي، كما كان يطلق عليه، اليوم الكثير منها بات حقيقة نعيشها بكل جوارحنا وحواسنا.

نتمنى للأجيال القادمة التألق والإبداع، والنهوض بمجتمعنا نحو الأعالي في الميادين العلمية والفكرية المختلفة.

وأتمنى أن أقدم في المقال القادم موضوعًا يرتبط بالخيال العلمي، وكيف تحول في حياتنا إلى حقيقة.

بقلم المفكر والأديب العربي/ خالد الخضري