زوايا وأقلاممشاركات وكتابات

الحلقة المغلقة (المعلم والطالب)

إن مهنة التعليم تعتمد على الاتصال اللفظي والحسي، ولا يكون هناك تعليمًا فعالًا إلا من خلال امتلاك المعلم لمهارات الاتصال، ومن خلال الأسلوب العلمي، وطريقة الحوار الودية، ولخلق مناخ تربوي اجتماعي مناسب يساعد على إيصال المعلومة للطالب بشكل عالٍ، وبهذا، الطلاب الذين لديهم علاقة إيجابية مع مدرسهم يكونوا أكثر تفاعلًا عاطفيًّا وفكريًّا .. لذلك على المدرس ان يعكس أفكارًا إيجابية، وأن يكون قدوة حسنة لطلابه، وأن يتحلى بالصبر والقدرة على حل المشكلات، ومراعاة الفروق الفردية، والخصائص العمرية للطلاب .

أما بالنسبة للطالب، فعليه حفظ المكانة العظيمة للمعلِّم،
ويبدأ ذلك من الأسرة، في غرس القيم والمبادئ، وتقدير العلم والمعلم، والحث على احترام المعلم وتقديره، وهو حقّ من حقوقه لا يُقدره إلّا أصحاب العقول الواعية الراقية، فالمعلم هو أوّل الأشخاص الذين يلتقي بهم الطالب في حياته ومحيطه الخارجي، ويتناقش ويتحاور معه، فكيف لطالب يستطيع أن ينهل من علم ومعرفة معلمه إذا كان لا يحترمه ويُقدر مكانته.

قال الشاعر/ حافظ إبراهيم

يَا حَافِظَ الشِّعْرِ النَّدِيِّ الْبَاقِي
خَلَّدْتَهُ يَنْسَابُ فِي الْآفَاقِ
مِنْ جَيِّدِ الْأَشْعَارِ كَمْ أَنْشَدْتَنَا
وَجَمِيعُ شِعْرِكَ جَيِّدُ الْأَفْلَاقِ
أَنْشَدْتَ مِنْهُ مُعَلِّمًا وَمُحَرِّكًا
هِمَمَ الرِّجَالِ بِدَافِعِ التَّوَّاقِ
وَأَزَحْتَ مِنْ قَافِيكَ لَيْلَ جَهَالَةٍ
إِذْ قُلْتَ فِي التَّعْلِيمِ وَالْأَخْلَاقِ
الْأُمُّ مَدْرَسَةٌ إِذَا أَعْدَدْتَهَا
أَعْدَدْتَ شَعْبًا طَيِّبَ الْأَعْرَاقِ
لَوْلَا ذَكَرْتَ إِشَادَةً عَنْ فَضْلِ مَنْ
يَبْنِي الْمَدَارِسِ سَاهِرَ الْأَحْدَاقِ
ذَاكَ الْمُعَلِّمُ عَيْنُهُ بَرَّاقَةٌ
فِي صَفْحَةِ التَّحْضِيرِ وَالْأَوْرَاقِ
يَقْضِي اللَّيَالِي بَرْدَهَا وَلَهِيبَهَا
بَحْثًا عَنْ الْفَضْلِ الْعَمِيمِ الْبَاقِي
وَيَرَى طَوَالَ نَهَارِهِ مُتَحَرِّفًا
لِقِتَالِ جَيْشِ الْجَهْلِ وَالْأَعْوَاقِ
تَلْقَاهُ لَوْ عَبَّرْتَ عَنْهُ مَشَاعِرًا
يَشْكُو مِنَ الْإِرْهَاقِ وَالْإِمْلَاقِ
نَبْنِي الْمَدَارِسَ وَالْبِنَاءُ أَسَاسُهُ
فَضْلُ الْمُعَلِّمِ مَنْ لَهُ بِفَوَاقِ
إِنِّي أَرَى فِي صَفِّنَا جَمْعًا لَهُمْ
فِيمَا أَرَادُوا صِبْغَةٌ بِنِفَاقِ
نَقَصُوا الْمُعَلِّمَ حَقَّهُ بَلْ فَضْلَهُ
وَهُمُ أَيَادِيِه مِنَ الْأَعْمَاقِ
وَمِنَ الْبَلِيَّةِ هَضْمُ شَهْمٍ نَابِهٍ
عَلَمٍ مِنَ الْأَعْلَامِ وَالْحُذَّاقِ
وَنَرَاهُ دُونَ الْعَامِلِينَ مَكَانَةً
وَهُوَ الَّذِي يَسْمُو عَنِ الْإِخْفَاقِ
يَا صَانِعَ الْأَجْيَالِ رُبَّ مُنَاوِئٍ
لَكَ، وَالزَّمَانُ مَعَالِمُ السُّبَّاقِ
أَنْتَ الَّذِي صَيَّرْتَ كُلَّ مُنَاوِئٍ
لَكَ بِالْعُلُومِ مَغَبَّةَ الْإِنْفَاقِ
أَنْفَقْتَ كُلَّ قُوَاكَ حَتَّى زُيِّنَتْ
مِنْكَ الْعُقُولُ بِصَفْحَةِ الْإِشْرَاقِ
كَالشَّمْعِ يَحْرِقُ نَفْسَهُ لِيُضِيءَ لِلنْ
نَاسِ الطَّرِيقَ نَتِيجَةَ الْإِحْرَاقِ
هَلَّا رَدَدْنَا لِلْمُعَلِّمِ فَضْلَهُ
شَيْئًا مِنَ التَّقْدِيرِ وَالْإِغْدَاقِ

وقد كرم الإسلام المعلم ووهبه منزلة عظيمة.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ليس من أمَّتي مَن لم يُجِلَّ كبيرَنا ويرحَمْ صغيرَنا ويعرِفْ لعالِمِنا حقَّه) .

انطلاقًا من هنا .. العلاقه بين المعلم وطلابه، والطالب ومعلمه، تعتبر حلقة مغلقة؛ لا يمكن الفصل بينهما، يربط بينهما التواصل الإيجابي، والاحترام المتبادل، يتوسطها العمليه التعليمية والتربوية، ونبني منها مجتمعًا تعليميًّا مترابطًا، يطمح لتحقيق المعالي علميًّا وتربويًّا ووطنيًّا .

المُعَلمة/ عائشة الحارثي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88