التعليم والمُعلّم

التعليم ضرورة من ضرورات الحياة، وهو الركيزة الأساسية لأي تطور ونماء اجتماعي واقتصادي، هو جسر العبور إلى مستقبل زاهر، وتحقيق الرخاء والرفاهية، هو سبيل النهوض بالمجتمعات، فلم تسُد أمة إلا بالتعليم.

بالتعليم تتحقق رؤية (٢٠٣٠)، عندما نركز اهتماماتنا على تطوير العملية التعليمية، من كل جوانبها (المُعلم، الطالب، المناهج)،  تتحقق النهضة التعليمية،  ونبني جيلًا قادرًا على البناء والتطوير  .. يواكب التطورات العالمية، ونلحق بركب التقدم الذي سبقتنا إليه دول كنا نفوقها علمًا وحضارة.

التعليم هو السبيل الوحيد لإصلاح المجتمعات، وتقدمها، وازدهارها، فلا إصلاح، ولا نهضة، ولا تقدم، دون طفرة تعليمية حقيقية، فالتعليم سلاح الفرد، والحصن الحصين للمجتمعات، به تزدهر وتزدان، وبدونه تقع فريسة للجهل والتخلف والفساد.

يقول مانديلا “التعليم هو أقوى سلاح يمكنك استخدامه لتغيير العالم”.

مهنة التعليم من أعظم وأشرف المهن، فواجب على كل معلم أن يستشعر هذه المكانة العظيمة، ويفتخر بها، ويحتسب عند الله كل ما يبذله في التعليم من جهد ووقت وإخلاص، وتفانٍ، فثمارها ستجنى على المستوى الفردي، وعلى مستوى المجتمع والوطن، والتعليم أمانة عظمى، وهو من أعظم أنواع الأمانات؛ فالمعلم مؤتمن على تقديم العلم النافع والمعرفة لطلابه وأبنائه وتلامذته، وأن يحفز على الإبداع والابتكار، وأن يكون قدوة لهم بالسلوك، ويساهم في إخراج جيل يساهم في بناء وطنه.

ومهنة التعليم قدوتنا فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، المهنه التي لا يمكن لأي إنسان أن يستغني عنها فهي رسالة رفيعة الشأن عالية المنزلة.

وقال الشاعر المصري أحمد شوقي:

قُـمْ للمعلّمِ وَفِّـهِ التبجيـلا

كـادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولا

أعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي

يبني وينشئُ أنفـساً وعقولا

سـبحانكَ اللهمَّ خـيرَ معـلّمٍ

علَّمتَ بالقلمِ القـرونَ الأولى

أخرجـتَ هذا العقلَ من ظلماته

ِوهديتَهُ النـورَ المبينَ سـبيلا

وطبعتَـهُ بِيَدِ المعلّـمِ ، تـارةً

صديء الحديدِ ، وتارةً مصقولا

لك أيها المُعلم تحيه إعزاز وإجلال وتقدير .. يا مُعلم الناس الخير، رفع الله قدرك، وسهل أمرك. والحمد لله الذي شرفنا بالعمل في التعليم؛ لنحمل رسالة تربوية وعلمية.

المُعَلمة/ عائشة الحارثي