إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

القرار

ذات يومٍ من أيام العمل الشاقة كنت أجلس مع زميلي في العيادة، نتجاذب أطراف حديث المنهكين، وقد ذبُلت عيونهم من الإجهاد وهم يُمَنون النفس بنومٍ هانئ سيعقب ساعات الدوام، هكذا كان حالنا، وكعادة الأيام المجهِدة فقد مر هذا اليوم ثقيلًا علينا، ولثقله؛ فقد استهلك كثيرًا من السعرات الحرارية، وبطبيعة الحال شعرنا بالجوع جنبًا إلى جنب مع مشاعر النعاس الفاخرة، وهنا تكمن الحيرة في الاختيار، النوم أم الطعام؟!

يُعَرّف علماء الإدارة القرار بأنه اختيار بين خيارين أو أكثر، وهذا تمامًا ما سنقوم به، إذ أننا سنقرر إما النوم أو وجبة الغداء، وهذا دفعني إلى التفكير أكثر في الأبعاد الإدارية التي نمارسها في حياتنا دون أن نشعر، إننا بالفعل ندير كيانًا في غاية التعقيد اسمه الإنسان، ونستخدم معه كل أبجديات الإدارة، والاقتصاد، وعلم السلوك، دون أن ندرك ذلك تمامًا.

لقد كانت للقرارات تبعات كبيرة في حياة المنظمات، وهي تفعل الفعل نفسه في حياة الإنسان، فكم من قرار اتخذناه تبعه ما تبعه من المصير، وكان له الأثر على بعض أو كل ما سيأتي بعده من أحداث، بل إن قراراتنا في كثيرٍ من الأحيان تكون مستعجلةً وغير مدروسة، ولا نعي جيدًا أنها تعني ما بعدها.

إن القرار الخاطئ بحياتنا هو الذي يقودنا -غالبًا- إلى كلمة “لو”، والتي تبعث على الحسرة والندم، وهي النقطة التي لا تسمح لنا بالعودة من حيث أتينا.

عودًا إلى زميلي العزيز، فقد قررت معه أن نتناول سويًّا وجبة الغداء في أحد المطاعم القريبة، وكان لقرارنا أثرٌ حميد، إذ أنه من تلك اللحظة لم يعد زميلاً فحسب ، بل أمسى صديقًا عزيزًا جدًّا.

بقلم: د/ سلطان المطيري

مقالات ذات صلة

‫29 تعليقات

  1. في بعض الأوقات بيكون القرار مصيري لينا او اشخاص بنعيش معاهم ومن هنا بنقرر نكمل او تنتهي العلاقة بمجرد قرار

  2. رائع

    إن القرار الخاطئ بحياتنا هو الذي يقودنا -غالبًا- إلى كلمة “لو”، والتي تبعث على الحسرة والندم، وهي النقطة التي لا تسمح لنا بالعودة من حيث أتينا.

  3. فقرة جميلة ومبدعة

    عودًا إلى زميلي العزيز، فقد قررت معه أن نتناول سويًّا وجبة الغداء في أحد المطاعم القريبة، وكان لقرارنا أثرٌ حميد، إذ أنه من تلك اللحظة لم يعد زميلاً فحسب ، بل أمسى صديقًا عزيزًا جدًّا.

  4. القرار وما ادراك من القرار..كم من قرار في حياتنا رفعنا وكم من قرار خفضنا وجعلنا في ندم وحسرة

  5. بالضبط كذا

    إن القرار الخاطئ بحياتنا هو الذي يقودنا -غالبًا- إلى كلمة “لو”، والتي تبعث على الحسرة والندم، وهي النقطة التي لا تسمح لنا بالعودة من حيث أتينا.

  6. اتخاذ القرار هو أهم مرحلة في أي أمر كان ، فالاستخارة والاستشارة هي الهادية بإذن الله..

  7. اتخاذ القرار ليس سهل ولكن ينبغي أن نحسبها جيدا من جميع النواحي ثم نستخير ونتوكل ع الله

  8. إن القرار الخاطئ بحياتنا هو الذي يقودنا -غالبًا- إلى كلمة “لو”، والتي تبعث على الحسرة والندم
    صدقت !

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88