التربية على الوسطية
إن من عظيم نعم الله على هذه الأمة أن جعلها أمة وسطًا، قال تعالى: {وكذلك جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} [البقرة ١٤٣].
والوسطية هي مجانبة الإفراط والتفريط، والبعد عن المغالاة والتقصير، والعدل والاعتدال في الأمور كلها. قال تعالى: {ولا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا محسورًا} [الإسراء ٢٩].
فالإسلام دين الاعتدال في العبادات، والمعاملات، والمعيشة، وسائر الأمور. والاعتدال يدعو إلى الحكمة والاتزان، وغلبة الأمن والسلام والطمأنينة، والتعايش وتغليب لغة العقل، وهذا كله يتوافق مع الفطرة البشرية التي فطر الله الناس عليها (حجة ، ٢٠١٥ ، ٣٨ ).
وفي الآونة الأخيرة كثرت المظاهر المخالفة لهذا المنهج الرباني في السلوكيات والمعاملات … وغيرها، والتي أثرت بشكل كبير في تماسك وأمن المجتمع، ومنها مظاهر العنف والتعصب التي اجتاحت المجتمع، بالإضافة إلى المبالغة في المظهر وإقامة الحفلات، والمناسبات، والتباهي بها في وسائل التواصل الاجتماعي من (سناب شات، والواتساب، والانستقرام)؛ مما ساهم في تفشي الحقد والكراهية بين أفراد المجتمع.
لذا، لا بد من الرجوع إلى مبادئ الدين في ترسيخ الوسطية في المجتمع، والتي لها دور كبير في محاربة التطرف في السلوك والأفكار، وتعتبر الأسرة هي الركيزة الأولى للتربية على الوسطية، ويقع على عاتقها مسؤولية تنشئة أبنائها على الفكر الوسطي في السلوك والأفكار، من خلال التعامل مع الطفل منذ لحظاته الأولى في الحياة باتزان واعتدال، فعندما يشاهد الطفل والداه يتصرفان باعتدال في الإنفاق وسائر أمور الحياة، بالإضافة إلى ما يصدر منهم من سلوك وأفكار معتدلة في التربية من حيث مواجهة السلوكيات السيئة والحسنة مع أبنائهم، ومعاملتهم بالرحمة، والبعد عن الشدة والانفعال، وعدم المبالغة في التدليل، ينشأ لدى الطفل ويترسّخ مفهوم الوسطية.
كما يتضح دور الإعلام، من حيث عدم تسليط الضوء على المظاهر التي تدعو إلى إثارة الكراهية والحقد في المجتمع، وإظهار الجوانب المعتدلة فيه من مناسبات وفعاليات، والتركيز على تمكين الأصوات المعتدلة من الظهور في وسائل التواصل الاجتماعي من أجل نشر الوعي بين أفراد المجتمع؛ لينعم المجتمع بالأمن والأمان.
☘️??☘️??☘️??☘️??☘️??
بقلم الكاتبة د/ هيلا بنت ناصر الدوسري
موضوع جميل جدا، وموعظة طيبة.
“وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا”.
صدق الله العظيم!
أسلوب سلسل وسيط وجميل.
والاعتدال يدعو إلى الحكمة والاتزان خقا، فالاعتدال مطلوب في كل أمور الدنيا روحية كانت او مادية، ويجب الاعتدال في المشاعر حبا وكراهية لأن الإفراط فيها يؤذي صاحبه.
كلام رائع جدا دكتورة هيلا، كم أفسد الإفراط في التباهي والمغالاة في الاقتناء من حيوات.
يتضح دور الإعلام، من حيث عدم تسليط الضوء على المظاهر التي تدعو إلى إثارة الكراهية والحقد في المجتمع.. فليت الإعلام يقوم بدوره فعلًا!
للأسف الأهل أصبحوا منشغلين عن دورهم التربوي، ووسائل التواصل الاجتماعي رسخت مفهوم المباهاة حتى غُيّب تماما مفهوم الوسطية.
الله عز وجل حث على الوسطية في كثير من المواضع في القرآن الكريم خاصة في موضوع الإنفاق، حيث يقول في سورة الفرقان “وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا”، صدق الله العظيم.
مقال في وقته وكلمات سلسة وسهلة وجميلة.
أبدعت دكتورة هيلا
دائما الوسطية مريحة، حتى في أشد الاختلافات فوجود منطقة وسط نفند فيها ما نتفق فيه قبل التطرق للخلافات يؤدي إلى حلها.
مقال جميل
ليت علماء التربية يحددون وش هي الوسطية ان كانوا هم مختلفين فيها مرة يقولو نأخذ عن كذا ومرة عن ذاك ودين الاسلام بقرآن والسنه دين سمح فليه مانقول نربي عليهم وبس
مقال جميل ولكم الشكر