حوار مرئي

الشاعر الجزائري عريب عبد المطلب: فلسطين وعد السماء والكتابة موطني وهدفي شعر نادر مجنون

الشعر موطنه وهاجسه، ومادام يكتب فهو موجود، ومن لَمْ يكتب في فلسطين شعرًا ونثرًا فلمْ يُبدع بَعْد، ولابد للأفكار والأحاسيس أنْ تَنْدَمِج في ذاته وتتخمر كي تُنْتِجَ شعرًا مصفى، يقرأ لكل مبدع ويستمع لكل ثائر، الكتابة لعنة تطارده لكنه أسعد الناس بهذا القدر، نال نصيبًا وحظًا وافرًا من الشهرة والصيت، لكنه يسعى بشعره نحو العالمية؛ فجواز سفره أدبه ولسان حاله يقول أنا لا أكتب الأشعار بل الأشعار تكتبني…!!

حوار الشاعر: عريب عبد المطلب
أجرى الحوار: مخالد عبد الرحمن

[box type=”shadow” align=”aligncenter” ]الشعر رحلة معاناة ومكابدة وصراع أزلي بين قوى الشر وقوى الخير[/box]

بداية، نرحب بك شاعرنا الكبير، في هذه الباقة الحوارية التي نتمنى صـادقين أن تسافر بنـا – عبرها- وبالأحبة الـقراء إلى عـالمك الخاص؛ كي نفتش عن الجمال والتألق، ونتلمس الإبداع شعرًا ونثرًا، ونعيش مع الصفاء والنقاء، ونطير نحو المجد والحب، ونسجل معكم لحظات كُتِبَت لتبقى، ونستهل حوارنا بالسؤال التالي :

س:  كيف يقدم الشاعر عريب عبد المطلب نفسه إلى القارئ العربي (البطاقة التعريفية – الدراسة – الهوايات – الاهتمامات- الدورات – العمل – ….الخ )؟

عريب عبد المطلب من الدولة العربية الجزائر، من شرقها تحديدا، من مدينه خليل البهية ولاية برج بوعريريج، بكالوريا آداب وعلوم إسلامية من ثانوية عبد اللافي بوضياف، التحقت بجامعة فرحات عباس بولاية سطيف، حين كنت طالبًا بكلية الحقوق. حاصل على دراسات عليا في القانون. وشهادة الكفاءة المهنية في المحاماة، عمليًّا مدير المركز الثقافي بن عليه عبد الله بمدينة خليل.

س:  حدثنا عن طفولتك، متى بدأت تتجه للكتابة؟ هل ساعدك أحد؟ هل وفر الأهل لك الوقت للكتابة؟ أبرز الصعوبات التي واجهتها في الكتابة؟

بدأت الكتابة الشعرية وأنا طالب في التعليم المتوسط، في تلك المرحلة بدأت زهرات الإبداع تشرق في ذاتي، لتحمل نورًا مضيئًا ووهجًا ساحرًا، يتغلغل بين لواعجي، ثم بدأت هذه الموهبة أو الملكة تتفتق بدخولي إلى الثانوية، حيث بدأت اكتب قصائد جميلة، بضوابط الكتابة الإبداعية من توظيف بحور الشعر العربي، وسلامة اللغة … وغيرها من أساسيات الكتابة الشعرية. بنجاحي في شهادة الباكالوريا، وولوج هذا العالم الفسيح الذي مكنني من لقاء عديد من الاسماء المبدعة، وفي فنون عديدة، خاصة الشعر، تعرفت على عدة شعراء مميزين آنذاك على غرار الشاعر البهي عبد الكريم العيداني، والشاعر المترجم محمد بوطغان، والشاعر والسيناريست رابح ظريف، والكاتب والشاعر عبد الرزاق بوكبه … وغيرهم من الأقلام المميزة في الساحة الأدبيه الجزائرية، اجتمعت هذه المجموعة على تنظيم الأمسيات الأدبية بالجامعة وغيرها، وتنظيم ملتقيات أدبيه وأكاديمية مميزة.

[box type=”shadow” align=”aligncenter” ]جدي العلامة عريب بن عبد الله صاحب الفضل الأول بعد الله في اكتشاف موهبتي الشعرية[/box]

س: من كان له الفضل في اكتشاف موهبتك الشعرية؟

أريد أن أشير فقط إلى العوامل التي ساعدتني في ولوج عالم الكتابة الشعرية، فالفضل يعود إلى جدي العلامة عريب بن عبد الله رحمة الله عليه، وهو من علمني أصول اللغة وحفظ القرآن الكريم، ثم أبي لكونه من الأسرة التربوية، وقد كان يملك مكتبه  تحمل العديد من الكتب القيمة في مختلف المجالات، خاصة منها ما تعلق بالأدب والشعر، وقد نهلت من هذه الكتب والدرر الشيء الكثير، وحفظت من المعلقات العشر، ودواوين العرب، وقرأت العديد من الروايات العربية والأجنبية.

[box type=”shadow” align=”aligncenter” ]لو لم أكن شاعرًا لتمنيت أن أكون شاعرًا [/box]

س: كتاب وشعراء أثروا في الشاعر عريب عبد المطلب؟

بداياتي الأولى في القراءة كانت مع كتابات مصطفى لطفي المنفلوطي، وأحمد أمين، وجورجي زيدان في رواياته التاريخية، والعقاد، أما في مجال الشعر .. فقرأت كثيرًا لشعراء الجزائر على غرار شاعر الثورة الجزائرية مفدي زكريا، والعقون، ومحمد الأخضر السائحي، أما من الشعراء العرب، فقرات كثيرًا للشاعر السوري نزار قباني، وشعراء الرابطة القلمية .. قرأت لجبران خليل جبران، وإيليا أبو ماضي، وأبو القاسم الشابي، وأحمد مطر، ومحمود درويش … وغيرهم.

س: لو لم تكن شاعرًا ماذا كنت تحب أن تكون؟

لو لم أكن شاعرًا – يا صديقي خالد – لتمنيت أن أكون شاعرًا أيضًا، فالشعر وطني الجميل وسحري الآسر. هو نعمة من نعم الله على الشاعر، وعلى قلبه وروحه، وذاته التي تتوق إلى معانقه المستحيل، والسفر إلى وطن النور لمعانقه وجه الشمس.

س: هل لك أن تضيف شيئًا عن حياتك الأكاديمية وأبرز محطات حياتك؟

مارست مهنة المحاماة في إدارة عموميه لعدة سنوات مدافعًا عن هذه الإدارة. هذا المجال الفسيح مكنني من التعرف على عدة أمور ومعلومات كانت بالأمس القريب غوامض، كما ساهمت مع أصدقاء الاختصاص في عدة ملتقيات قانونيه وإدارية خاصة في هذا المجال.

[box type=”shadow” align=”aligncenter” ]الشاعر هو الذي يمضي ويمشي بين الزهرة والسكين، بين الحلم والوهم، بين الحياة والموت[/box]

س:برأيكِ، متى وكيف يصبح الإنسان شاعرًا؟ هل الشعر موهبة، أم وراثة، أم يأتي الشعر على خلفية المعاناة، أو الرفاهية، أم أن هناك أمورًا أخرى هي التي تصنع الشاعر؟

المحامي يولد محاميًا والقاضي تصنعه القضايا، كذا هو حال الشاعر، يولد شاعرًا، تولد معه هذه الملكة الإبداعية، وتكبر معه، غير أنه لا بدّ أن يغذي هذه الملكة والموهبة بالقراءة والاطلاع، والبحث، والدراسة، والاندماج في الفعل الإبداعي والحقل الثقافي من خلال الاحتكاك والسفر و … و … إلخ.

س: الشعر الحقيقي انعكاس لموهبة، ولكن ذلك لا يكفي لإنتاج ما نصبو إليه من إبداع، ما هي العوامل التي تسهم في تشكيل هذه التجربة؟

الشعر رحلة معاناة ومكابدة وصراع أزلي بين قوى الشر وقوى الخير، والشاعر هو الذي يمضي ويمشي بين الزهرة والسكين، بين الحلم والوهم، بين الحياة والموت.

العوامل التي تساهم في تشكيل شخصية الشاعر، هي الامتداد الثقافي والتاريخي والإنساني والفكري، الذي يجب أن يحيط بالشاعر، هذا الرصيد الهائل من هذه التراكمات، والهواجس، هو الذي يسهم في بناء ذات شاعرة خلاقه، مميزة، تحمل رؤية وبعد نظر، وكتابات مشوقه نافذة، تؤثر في نفسيه الآخر (المتلقي). والمطالعة غذاء الروح، ونبضها المستمر، وعلى المبدع عمومًا أن يقرأ كثيرًا حتى تتخمر لديه أفكارًا كثيرة، ومفاهيم كثيرة، وحقائق كثيرة؛ يستطيع من خلالها إيجاد واجهة خاصة به، وعالم خاص به .. له خصوصيته ووجوده.

[box type=”shadow” align=”aligncenter” ]على المبدع عمومًا أن يقرأ كثيرًا حتى تتخمر لديه أفكارًا كثيرة[/box]

س: ما نوع الشعر المفضل لديك ( العمودي أم المتحرر)؟ ولماذا؟

أنا – وأعوذ بالله من كلمه أنا – ممن ينتصرون للقصيدة الخليليه العمودية ويذودون عنها، فهي أصل الكلام، وديوان العرب، والمرجعية الأدبية الأولى، واللبنة الأولى التي تمتد وتحفر في عمق التاريخ والتراث. أكتب القصيدة العمودية الأصيلة التي تحافظ على خصوصيتها، وكينونتها، ورسومها، ونبضها، وموسيقاها المتفردة التي تتراقص في الذات الإنسانية، وتسافر بها إلى سماء الإطراب، مع أني أكتب قصيدة التفعيلة .. طالما تحافظ على خصوصية الشعر في جوانب ما, كالجانب الإيقاعي، والنبض الشعر ي، أما ما يسمى بالقصيدة النثرية فليس لي فيها باع، مع أني أستحسن بعض الكتابات النثرية الملحقة بالشعر؛ لنضجها، وثرائها، ونفاذها إلى النفس البشرية، ولكنها  لا ترقى لتزاحم النص الكلاسيكي القديم، الذي لا يزال محافظًا على وهجه، وسلطانه، وقدسيته.

[box type=”shadow” align=”aligncenter” ]أنا لا أكتب الأشعار، بل الأشعار تكتبني[/box]

س : ما هي بواكير أعمالك سواء شعرية أو غيرها؟ وفي أي مرحلة؟

(قليل من الصدق) هي باكورة أعمالي الأدبية الأولى، تحمل عدة قصائد كتبتها في الطور الثانوي والجامعي. أما مجموعتي الشعرية الثانية هي (أوشام جبران على جداريه ماري)، والمجموعة الثالثة (قبلةعلى جبين البحر)، وهي قيد الطبع. إضافة إلى كتابات قصصية ونثرية، وخواطر أكتبها في حالات ما .. ولكن تظل الكتابة الشعرية هي الوطن الأصيل.

س: ما هي الموضوعات التي تناولتها في نصوصك؟

أستحضر بيتًا شعريًّا للشاعر السوري نزار قباني (أنا لا أكتب الأشعار، بل الأشعار تكتبني).  هناك مواضيع عديدة تفرض نفسها، وتجد لها مكانًا في ذات الشاعر، مثل (الوطن، الحرية، الحب، الجمال، الغربة، الحرمان، القضايا القومية والعربية، الألم، الحرب) وغيرها من المواضيع التي قد يعيشها الشاعر، أو يتابعها، خاصة ونحن اليوم في عوالم التكنولوجيا، ونعيش ما يسمى صراع الحضارات، وصراع الأديان والعولمة، فالعالم بات قرية صغيرة جدًّا  مقارنة بقفزات التكنولوجيا.

[box type=”shadow” align=”aligncenter” ] الكتابة لعنة تلاحقنا، تطاردنا، تعذبنا، ونحن سعداء بهذا القدر المجنون المحتوم المدفوعون إليه[/box]

س: هل القصيدة قلعة الشاعر الدائمة يحتمي فيها وبها من عواصف الحزن والاغتراب والشجن، أم نافذة يطل منها على أشيائه السرية والحميمة؟

القصيدة هي الملاذ الآمن للشاعر .. هي الوطن الحميمي الوفي الذي لا يخون، يمنح الشاعر نبض الحياة. هي الحصن، والقلاع، والسلاح، والدواء. هي مرآة الشاعر التي تعكس هواجسه، وأحلامه، وآماله، وطموحاته، وخيباته، وأحزانه، وأفراحه. هي الأفق الذي يطل على مكنوناته، ويعبر عما بداخله وأعماقه، شيء أشبه بالسحر (أخاذ رهيب)، قوى خفية تمنح الشاعر كل هذا الاحتواء، والانتماء، والجنون الجميل، فالكتابة مخاض عسير وألم كبير. الكتابة لعنة تلاحقنا، تطاردنا، تعذبنا، ونحن سعداء بهذا القدر المجنون المحتوم المدفوعون إليه.

س: كثير من الشعراء لديهم الحظ، ولكن ليس لديهم “المعجم اللغوي” الذي لديك، كيف تفسّر ذلك؟

نعم هناك شعراء كثيرون لديهم الحظ في ولوج عالم الكتابة والتفرغ له، والمضي من خلاله إلى قوارب النجاة والحياة. وقد حاولوا أن يتركوا أثرًا طيبًا ونافذًا في قلوب الناس، ولكنهم لم يستطيعوا أن ينقلوا تلك الرسالات بالطريقة المثلى القوية المجنونة، فظلت كتابات بسيطة ومحدودة الرؤى والتأثير، مع أن هناك شعراء استطاعوا وفي فترات وجيزة من تحقيق هذا البعث، والتحليق في عوالم الكتابه الشعرية الرائدة، ببساطه لأنهم يملكون رصيدًا إنسانيًّا كبيرًا، ومعجمًا لغويًّا ثريًّا؛ أهلهم للوصول إلى المبتغى المنشود، وترك أثرًا طيبًا، وسننًا  حميدة في مجال الكتابه الإبداعية.

[box type=”shadow” align=”aligncenter” ]لا يوجد إنسان في العالم ولج عوالم الكتابة بمختلف أنماطها ولم يتطرق إلى قضيه فلسطين[/box]

هل كتب الشاعر عريب عبد المطلب  قصائد عن فلسطين أو الحرية، إذا كان الجواب نعم، هل من قصيدة للقراء؟ 

لا يوجد إنسان في العالم ولج عوالم الكتابة بمختلف أنماطها ولم يتطرق إلى قضيه فلسطين – وعد السماء – لا يوجد شاعر محب للسلام والقيم الإنسانية ولم تستدرجه هذه القضية المصيرية التي تعني المسلمين جميعًا في كل أصقاع العالم، وحتى غير المسلمين، الذين تربت في أعماقهم قيم المحبة والإنسانية العالية. فلسطين من المواضيع المهمة جدًّا، التي خلدتها بعدة قصائد، وتراتيل تنشد صباحًا جديدًا، وإشراقه جديدة لغد نتمناه سلامًا وأمنًا، واستقلالًا لهذا الشعب الأبي المكافح الشهيد.

فلسطين وعد السماء

فلسطين هل صار يجدي البكاء؟!

فلسطين ما عاد يجي البكاء

فلسطين ما عاد درة بين الصغار

وما عاد درة بين الكبار

يجوب البطاح، يمارس فيك صلاة البقاء

ويعزف لحن الحياة

كطير جميل بأفق السماء

صبيحة يوم الخميس

قنابل كسرى، وعبد رخيص

وجنس رخيص

شمير، ربين، إيهود براك.

قرود المنون تريق الدماء

وتمتص طهر الجياع

فيسقط موسى وعيسى وليلى ودرة وزينب و أم وفاء

وألف ربيع بأرض النقاء .. وألف ربيع بأرض النقاء

فلسطين هل صار يجدي البكاء .. فلسطين ما عاد يجدي البكاء

وابنك ضال .. وزوجك ضال .. يجوب عواصم أهل الرياء

يغازل ميس كلينتون .. يعانق أولبرايت .. ويشرب من عصير الخنوع كؤوس الهناء

فلسطين هل صار يجدي البكاء؟!

فلسطين ما عاد يجدي البكاء

وسادات قومي يبيعون وجه الحياء بغير حياء

يصلون خلف الإمام شارون .. بكل خشوع .. بكل انحناء .. يعودون كنيسته صبح مساء

إذا ما ردّ أذكارهم .. تهادوا عليه بكل إخاء

يبوسون رجليه .. ويعلون سيفه فوق الرؤوس وفوق السماء

فلسطين هل صار يجدي البكاء؟!

أفيقي فلسطين من نصبهم

أفيقي فلسطين من حجرهم

وقومي نعانق تلك الدماء

ونسبح فيها .. ونرقي عرش السماء .. ونكتب يا درّة مجدنا بحبر الوفاء

فلا زال طفلك يهوى الحجارة .. ولا زال حبك فيه امارة .. وشمس السماء

وصحوة جيل بذيك العماره .. تقدم جيلًا

وبعده جيلًا .. لتسقط كل رصاصة .. وتزهر ألف وألف حجارة

[box type=”shadow” align=”aligncenter” ]الشاعر يستمر معه وهج الكتابة إلى آخر نبض من حياته[/box]

س: هل تعبتَ من كتابة الشعر؟

الكتابة ليست مهنة أو عملًا. كثير ما يعبر الشعراء عن ارتباطهم الوجودي بالكتابة، أنا أكتب إذن أنا موجود .. أنا أكتب معناه أني أتنفس، معناه اني أعيش، معناه أني هنا. فبالكتابة يستمرون، ويمضون إلى تحقيق أسباب وجودهم، فالتوقف دون إرادة ذاتية منهم معناه الانتحار المحتم، معناه الضياع، معناه توقف نبض الحياة.

كتابة الشعر سحرٌ للشعراء، ونبض يلازمهم، يستمرون به وله، يلازمهم في كل حين؛ فالشاعر لا يتعب أبدًا، يستمر معه وهج الكتابة إلى آخر نبض من حياته.

س : هل أقيمَت لك أمسيات وندوات تكريميَّة تقديرًا لجهودِكم وعطائكم الإبداعي المتواصل شعرًا ونثرًا؟

نعم، كنت محظوظًا جدًّا بترتيب العديد من اللقاءات الأدبية والأمسيات الشعرية، من طرف هيئات ومؤسسات ثقافية، ومن عدة جمعيات تنشط في الحقل الثقافي نظير النجاحات التي حققتها طيلة مسيرتي الإبداعية، وهذا من شأنه أن يساهم في بلورة وعي الشاعر، ومنحه وقودًا إضافيّا من أجل الاستمرارية، والبعث من جديد برافد من التفاؤل والتناغم. ومن الجهات التي  فتحت لي هذه الصالونات، أذكر المركز الثقافي ببلدية خليل الجميلة، ومديريه الثقافة ببرج بوعريريج، والإذاعة الوطنية، وعدة منابر إعلاميه وثقافيه … وكذا بعض دور النشر والمكتبات التي تدعم الفعل الثقافي، وتشهر له، مثل مكتبة الإحسان في عاصمة الأوراس باتنه.

س: الكتابة ماذا تعني لك، وهل لك أي طقوس خاصة؟

الكتابة تعني للشاعر الوطن الكبير الذي لا حدود له، لا نهايات له. الكتابة صوتك الجريح في براري خالية من زقزقة العصافير، وشدو العنادل، وهاجس الشاعر هو أن يحول هذه البيداء القاحلة الجرداء الصماء  إلى حدائق غنَّاء ورياض حسناء، يتردد إليها الأطفال وهم يتغنون بأناشيد الحياة والأمل.

الكتابة ملاذ الشاعر، ووطنه السرمدي الأبدي الذي يحقق له روح البقاء.

ليست لي طقوس خاصة بالكتابة. أحيانًا أكتب وأنا في عملي، وأحيانًا وأنا أستقل حافلة في رحلة سياحية إلى دروب ما، قد أكتب وأنا في الحمام، وأكتب وأنا في مطعم أو ملعب.

الكتابة حالات تفرض نفسها على الشاعر، وفي هذا السياق أستحضر بيتًا للشاعر السوري نزار قباني:

أنا لا أكتب الأشعار  ….  بل الأشعار تكتبني

[box type=”shadow” align=”aligncenter” ]الكتابة تعني للشاعر الوطن الكبير الذي لا حدود له، لا نهايات له[/box]

س: لمن تقرأ عريب عبد المطلب؟ وماذا تقرأ؟ ومن يعجبك من الشعراء العرب المعاصرين؟

القراءة غذاء الروح، وزاد المبدع .. فكما للجسد غذاء، فالروح لها غذاء أيضًا تحيا به، وتتجدد وتستمر. أقرأ لكل شيء جميل، أقرأ حتى الأعمال غير الجميلة؛ لأعرف معنى القبح فيها.

الإنسان الراقي المتشبع بروح الحياة هو الذي يعرف كيف يتعامل من عناصر الحياة الطيبة، ويميز بينها وبين غيرها من العناصر التي تسيء إلى وجوده، وثقافته، ومرجعياته،  وتحافظ على هويته وعقيدته.

أقرأ لكل مبدع جميل، أستمع إلى كل صوت ثائر، يستفزني بلغته الجميلة، وأسلوبه الفذ في ملامسة الذات الإنسانية. ليس لي أديبًا محددًا، أو شاعرًا بعينه أقرأ له، فطموح الشاعر أكبر، ورؤاه أكبر من أن يلخصها في قلم، أو زاوية ضيقة. أقرأ لكل الأدباء والشعراء المعاصرين، ولكل الأصوات الواعدة القادمة، فالشاعر الناجح في اعتقادي هو الملم بعناصر الحياة الإنسانيه وتفرعاتها، ومجالاتها المتباينة من تاريخ، وسياسة، وفلسفة، ونقد، وعلوم الإنسان، وعلوم الارض، … إلخ، وهذا ما يتشكل في صورة ثقافة، وهي أن تأخذ من كل بستان زهرة.

[box type=”shadow” align=”aligncenter” ]أقرأ لكل مبدع جميل، أستمع إلى كل صوت ثائر[/box]

س: ما هي أهم إصداراتك الإلكترونية والورقية وأيهما الأقرب إلى قلبك ولماذا؟

الإصدارات الإلكترونية عادة ما تكون على بعض المجلات العربية المهتمة بشؤون الأدب والإبداع، من بين هذه الفضاءات الإلكترونية (مجلة أصوات الشمال الجزائرية) التي نشرت بها العديد من القصائد والمقالات، ومنتدى الموظف الجزائري … وغيرها. لكن الكتابة الورقية الأقرب لي، والأنفع لما لها من سحر خاص ووقع خاص في حياة الشاعر، عندما تحمل كتابًا وتقلبه بين يديك وينام على صدرك –  إحساس نادر -.

من إصداراتي الورقية، صدور ثلاث مجموعات شعرية (قليل من الصدق يكفي، أوشام جبران على جدارية ماري، قبلة على جبين البحر «قيد الطبع»).

[box type=”shadow” align=”aligncenter” ]النقاد يقزمون أقلامًا مميزة ولو كانت تناطح السحاب شموخًا ونفاذًا[/box]

س: حركة النقد في بلادنا، ما رأيك فيها؟ وهل للعلاقات الشخصية أثر في الكتابة النقدية؟

إن الحركة النقدية أو التجربة النقدية في وطننا العربي وتحديدًا في الجزائر، وبرغم تطورها في مواطن ما، إلا أنها عجزت عن فك شفرات كثيرة في هذا العالم الآسر الغني، بحيث لم تحقق الأهم ولم تصل إلى الأهداف المنشودة، بل ظلت تتخبط فيما يشبه الضبابية، لأنها تعاني من عدة عيوب وقصر النظر في تحليل النصوص الأدبية والشعرية تحديدًا، إضافة إلى عيوب في التأصل النقدي أو المناهج النقدية التي تقوم وتستند على شموخ الوعي الذاتي بمختلف القيم الحضارية، والفكرية، ومحاكاة ومراعاة لتباين الظروف الاجتماعية والثقافية، بحيث لم يعد أداة أو وسيلة طيعة سهلة في يد كل متتبع للحركة الإبداعية الحاصله على مستوى الساحة الأدبية، ومع هذا هناك أصوات وأقلام شابة وقصائد بديعة في عالمنا العربي من المحيط إلى الخليج. المشكل ليس في المشهد الشعري بقدر ما يكون المشكل في المشهد النقدي ذاته، العليل الذي لم يعد قادرًا على مواكبة ومجاراة المنجز الإبداعي، بحيث نقف في دراسات نقدية كثيرة على عنصر الذاتية،  التي تكاد تطغى على المشهد النقدي، ووصارت دراسات قائمة على أساس علاقات حميمية أو ما شابه ذلك؛ فيرفعون من يحبون ولو لم يكونوا على قدر كبير من التميز، ويقزمون أقلامًا مميزة ولو كانت تناطح السحاب شموخًا ونفاذًا.

س: حظُّك من  الصَّحافةِ والإعلام  وتغطية  أخباركِ  ونشاطاتكِ  الأدبيَّة والثقافيَّة .. ومَن مِنَ الصحفيين والإعلاميين المميزين الذين أجروا معك اللقاءات الصحفيَّة المطوَّلة؟

الحمد لله حظي من التغطيات الإعلامية واللقاءات الصحفية نال ما يستحقه فيما مضى، إلا أنه لم يصل إلى الحدود التي أريدها،  فلكوني منشطًا ثقافيًّا، أو عريف نشاطات ثقافية، كما يقولون في المشرق (ساهم هذا في لقاءات عديدة مع القنوات الإذاعية والتلفزيونية، والمنابر الإعلامية)، فقد كان لي شرف النزول على قناة الرافدين العراقية في برنامج (فضاءات) الذي يعده صديقي الإعلامي والشاعر المميز (محمد نصيف)، كما نشطت لقاءات مع تليفزيون الصباح المغاربي برنامج في ذي المجاز، ولقاءات مع قنوات تليفزيونيه جزائرية، ناهيك عن عن اللقاءات الصحفية المكتوبة مع العديد من الجرائد العربية .. الورقية منها والإلكترونية.

س: ما هي الموضوعات التي تطرقت إليها في مجموعاتك الشعرية؟

تطرقت في مجموعاتي الشعرية الثلاث إلى العديد من الموضوعات المرتبطه بالإنسان ووطن الإنسان: قصائد غزلية، وأخرى سياسية، وقصائد اجتماعية، وقصائد وطنيى وقومية، وقصائد عن الأم، وعن الحرية، وعن الجنون العاقل … وهكذا دواليك.

 

س: ماذا يعني لك عام2019، الصراع، القيد، النهر، الجبل، المرأة، الرجل، الجزائر، فلسطين، المطر، الصداقة .. وهل تتجلى هذه المفردات في قصائدك؟

سنة 2019، أتمنى أن تكون سنة للبذل والعطاء والاجتهاد والعمل من أجل تحقيق الأفضل. أتمنى أن تكون سنة للنجاحات، للفرح، للتصافي، أن أجتمع بمن أحب. أتمنى أن يسود السلام في كل شبر من ربوع وطننا العربي، وفي كل بلاد المسلمين.

الصراع مستمر بين قوى الشر وقوى الخير،  ولكن المحبة تنتصر في الأخير،  من عمل صالحًا فلنفسه ومن أساء فعليها.

القيد سينكسر بإذن الله، وسيشرق فجر جديد، نرتقي لنقبل وجه الشمس، ولا بد للقيد أن ينكسر، ومن لا يحاول صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر. على حد قول شاعرنا العربي التونسي (أبو القاسم الشابي).

الجبل رمز للثبات والشموخ، والتماسك، وهل يستطيعون كسر الذي تبرعم في كفه جبلُ..!؟

الجزائر عروس المتوسط .. قبلة الثوار .. الوعد المنتظر

فلسطين وعد السماء .. قبلة الثوار والشرفاء .. رمز البطولة والفداء .. فلسطين الشهداء

المطر رمزية للسخاء .. النماء .. الحياة

أربع لا يشبعن من أربعة .. عين من نظر، أذن من خبر، أنثى من ذكر، أرض من مطر.

المرأة .. عملية في الحياة وخيالية في الحب، ففي الحياة تقبل الواقع، وفي الحب تطلب المستحيل.

الرجل .. الرجال مواقف وبطولات .. شموخ وعظمة.

الصداقه .. تكون سعيدًا إذا وجدت صديقًا تثق به، وتكون أسعد إذا وجدت صديقًا يثق بك ..صفقة روحية عنوانها الحب، وموضوعها الاحترام، وبلاغتها التضحية.

بالتأكيد كل هذه المصطلحات قد تجلت في المواضيع الشعرية التي كتبتها، كيف لا وهي تلازم نبض الشاعر، ويستمر بنبضها.

[box type=”shadow” align=”aligncenter” ]فلسطين وعد السماء .. قبلة الثوار والشرفاء[/box]

س: ما هي الأماكن التي تُحب أن تتواجد فيها دائمًا؟ ولماذا؟

هناك أماكن جميلة تستفز ذاتي وقلمي، أحب ان التواجد فيها، وأشعر أني أولد من جديد، وأُبعث من جديد (البحر، الريف، المدن الأثرية مثلًا: جميلة تيمڨاد، الغابة، الجبال التي تمنحنا صفاءً وشموخًا نادرين).

س: للفرح والحزن لحظات لا تنسى هلا شاركتنا تلك اللحظات وما المناسبة؟

للإنسان لحظات فرح، ولحظات حزن. لحظة فرح عندما تجد إنسانًا يجمعك به القدر ثانية، تصلي في محراب عيونه كل عصافير النقاء، تُبعث من جديد، ترسم خيوطًا نورانية تحلق بك إلى أفق السماء؛ لتعانق وجه الشمس.

لحظة الحزن، أن تشعر بموت ساعة الفرح لطارئ ما، لعارض ما، يقلب حياتك رأسًا على عقب، فتنهار أحلامك وتتبدد مشاريعك الحضارية في مهب الريح.

س: ما هي القصيدة التي تعتز فيها وتود تقديمها للقراء؟

القصيدة  التي أهديها  إلى القراء هي (خليل ملحمة النضال والجمال)

خليــلُ ملحمـــة النضــال و الجمــال///

 

هــذيْ خليــلُ و عيـــنُ اللـهُ تحرُسُهـا .. سِلمًا و دِفئًـا وثلجًـا لاحَ مُبتسمَـا

 

خَـطّ البيــاضُ سُطورًا فــيْ بَداوتهَــــا .. رَسْمًا بَديعًا أقــامَ الشّعْـرَ و الكَلِمَــا

 

ترنُو إليهَــــا سَمَـــاءُ الحُــبّ بَاسِمَـــةً.. يهفُــو إليهَـا جُنونُ الشعرِ مُنهزِمَــا

 

هَــذيْ خليــلُ، وبـوحُ مــنْ أزقتهـَــا .. فـاقَ الجمالَ وفـاقَ الحُسنَ والحُلُمَـا

 

تشدُو القصائدُ سَكرَى فيْ مَرابعِهَا .. حُــبًّا و يَشـدُو جَــلالُ الحُسنِ مُلتحِمـا

 

هَذيْ خليـلُ و عَيـنُ التُـرك تغمُرُهـا .. مَــاءً زُلالًا يُــــدِرّ السَعْـــــدَ والنِعَمَـــا

 

ماءً يَفيــضُ منَ الأحجارِ مُنسَكبًـا .. بَــردًا و طُهرًا يُشهّي النفْــسَ والقِمَمَـــا

 

هَذيْ خليــلُ عَـروسٌ فـيْ طهَارتهَا .. بِكرٌ رؤومٌ تضاهـيْ الشمــسَ والنُجُمَــا

 

إنّـيْ زرعتُ بأرض الحُبّ أوردتيْ .. وأشهـدُ الـــرُّوحَ والشريــانَ والقلمَــا

 

أنّـيْ نقشتُكِ يـا فيـروزَ قافيتـــيْ .. وشمًــا بهيّـا يُجـاري العُمــرَ و النُظمَــا

 

أرضُ الجهادِ وطُهرٌ صَاغَ عزّتهـا .. يُهــدِي الشهيْــدَ وِسَـامَ الحــقِّ و العَلمَـــا

 

أرضُ النشامَى وعزٌّ باتَ يَسكنُهُمْ .. أهـلٌ كِــرامٌ .. أصابُـوا البِــــرَّ والكــرَمَــــا

 

فضــلٌ و عــزٌّ و مَجْـــدٌ زانَ ثورتَهُم .. هَـادُو الشهيدَ وصانُو العَهدَ والقسَمَـــا

 

هـذي خليلُ وثلجٌ باتَ يُنشدُهَــا شعــرًا جميــلًا يَهـــزُّ الـــروحَ والهِمَمَــــا

 

يــا أيّهــا النـاسُ يا أحبـابَ قافيتـي .. ماذا سأحكيْ ونبضُ الأرض قـدْ حَكَمَــا.؟

 

ماذا سأحكيْ و طيرُ الحبّ يَسكُنني ..وعمرًا طويلًا يُحاكي الأصـلَ  القِــدَمـا؟

 

أنّي أراني بقلبِ الأرضِ تُنْشدُني .. مثـــلَ الصبـــيّ أضُــمّ الأرض والنغَمَـــا

 

شعبٌ عظيمٌ يغنّيْ الكونُ ثورتَه .. نـــالَ الســـلامَ و رامَ النصــــــرَ والهرَمَـــا

 

يَـا أيّها الناسُ .. يا أحبَابَ ثورتنَا إنّي العشيـــــقُ بلغتُ الحُــــبّ والقِمَمَــــــا

 

إنّي .. سأهْـدِي زهورًا في بشاشتِهَا .. وأسعـدُ الأرضَ والأطفـــالَ والذمَمَــا.

 

إنّـي اتخـذتُ خليـلَ الحـبُّ عاشقةً .. هـذا الخليـلُ بحبِّ الأرضِ مَا فطما

[box type=”shadow” align=”aligncenter” ]لحظة فرح عندما تجد إنسانًا يجمعك به القدر ثانية[/box]

س : هل لديك مشروع ثقافي مُعيَّن تسعى لتحقيقه؟ ما هو؟

المشروع الثقافي الذي أسعى إليه، هو الوصول إلى نص شعري نادر، مجنون .. يقولني، يقول كل ما أريد، يسافر إلى كل قلوب الناس، يحبونه، يتغنون به، يرددونه في كل مكان وزمان، يصير نشيدًا عالميًّا، تتغنى به البشريه في كل أصقاع العالم.

طموحي هو أن تصل كتاباتي إلى أكبر عدد من القراء والمهتمين على اختلاف جنسياتهم، ومشاربهم، وثقافاتهم. هنا مشاريع عملية في الأفق، أريد أن أفتح صالونًا أدبيًّا ببيتي الصغير الجميل، مثل الصالونات التي باتت تنتشر بشكل كبير في المشرق العربي (صالون مي، وميس … وغيرهما)، وأدعو من خلاله أصوات عربية رائدة في مجال الكتابة بمختلف أنماطها وألوانها؛ حتى يتركون لمساتهم، وبصماتهم، وحروفهم النافذة على ذات تعشق الإبداع، متورطة فيه حدَّ النخاع.

س: ما اسم الديوان القادم وأغراضه ومتى سيصدر؟

اسم الديوان الشعري القادم أو المجموعة الرابعة (يمّ ومنى)  تيمنًا بزمن جميل راسخ في الذاكرة الإنسانية، لا يريد أن يغور أو يختفي، يظل حبيس نبضنا، وذاتنا، ومنانا.

[box type=”shadow” align=”aligncenter” ]الفيس وتويتر وغيرهما أسلحة ذو حدين[/box]

س: هل أثرت التقنيات الحديثة من فيس بوك وما شابهها على تطور الأدب العربي أم أنه أدى إلى تراجعه لانشغال الكتاب بالتواصل الاجتماعي وإبداء الآراء؟

التقنيات الحديثة يا صديقي البهي سلاح ذو حدين، قد تكون وسيلة تواصل، وبعث، ورسالة فعالة في تحقيق تواصل إنساني فاعل بين الشعوب من خلال تمازج الثقافات، وإيصال صوت المبدع أو المثقف إلى آخر بقعة في الدنيا. في ظل التطورات التكنولوجية الرهيبة والعولمة .. حيث بات العالم قرية صغيرة جدًّا … ولكن قد تكون هذه التقنيات وسائل خطيرة في تشويه صورة المبدع، وتقزيم كينونته، خاصة إذا انشغل بأمور أخرى سيئة، لا تخدمه كفرد، ولا يخدم من خلالها المجتمع، فبالإضافه إلى الموروث التاريخي، أقصد هنا الكتاب والكتابة، وما لهما من دور مهم جدًّا في حياة المبدع، كذلك يجب مسايرة هذا العصر، عصر التكنولوجيا وتوظيفها في الأطر التي تخدم وطن الإنسان، وترتقي به إلى مصاف الفضيلة والجمال والوعي الإنساني النبيل.

س: لمن تقول نعم؟ ولمن تقول كلا وألف كلا …؟

أقول نعم، لكل صوت جميل، لكل نداء إنساني بهي، أقول نعم لكل قوى الخير متى اجتمعت في أي زمان ومكان. أقول لا وألف لا، لكل من لا يعشق وطن الإنسان، لكل قوى الشر أينما كانت وحيثما وجدت فالحق ينتصر في الأخير.

[box type=”shadow” align=”aligncenter” ]العلاقة بين المشرق العربي والمغرب العربي هي علاقة المبتدأ بالخبر[/box]

س: العلاقة بين المشرق العربي، ومغربه هل تطورت عن المرحلة السابقة؟ وهل يشعر الكتاب المغاربة أنهم جزء من المشهد العربي الثقافي؟

العلاقة بين المشرق العربي والمغرب العربي هي علاقة المبتدأ بالخبر حيث يكمل كلاهما الآخر .. بتوحيد بعض نكون كلا. فهل ينكر الخبر المبتدأ، أعتقد أنه لا توجد هناك حدود بين دول الأمة الواحدة سوى في أذهان المرضى والعاطلين عن التفكير بالوراثة. نحن أمة واحدة، نجتمع على قيم واحدة، وثوابت واحدة راسخة خالدة خلود الوجود، ثابتة كجبل أحد.

الحركة الأدبية في المغرب العربي تطورت كثيرًا خلال العقدين الأخيرين، وظهور عدة أصوات لامعة نافذة، وصل صيتها إلى العالمية، وبزغ نجمها عاليًا، ومظاهر ذلك حصول عدة أدباء وشعراء مغاربة على عدة جوائز دولية وعربية.

س: ما هو الشيء الذي تود تحقيقه ولم تحققه بعد؟

الشيء الذي أود تحقيقه ولم يتحقق بعد أن أصل بقلمي إلى العالمية، وأن يصل صوتي بعيدًا بعيدًا عبر المدى؛ ليرتله أكبر عدد ممكن من القراء، و أن أقف عند حدود إنسان يمنحني جواز سفر؛ لنصل معًا إلى وطن الشمس، نصلي هناك صلاة الصفاء والصدق، ونتدثر قيم الفضيلة والجمال.

في ختام الحوار .. الكلمة لك .. إضافاتك، تعريجاتك، ما يجول في خاطرك .. كلمة أخيرة توجهها للقراء؟ و ما هي كلمتك لجيل اليوم؟

الكلمه الأخيرة التي أوجهها إلى القائمين على الصرح الإعلامي صحيفة هتون .. شكرًا لكم لأنكم منحتم لي هذه المساحة الطيبة، لأتعرف بجمهور الكلمة وجمهور الشعر. شكرًا لك أخي البهي خالد عبد الرحمن على هذه الالتفاتة الطيبة، وعلى ثقتك الجميلة في شخصي. أتمنى أن أكون رافدًا آخر من روافد المحبة والكلمة المعبرة الصادقة الصادحة .. التي تساهم في بناء مجتمعاتنا.

وفي الأخير أوجه رسالة محبة وسلام إلى كل القراء – قراء جريدة هتون – عليكم بالقراءة، ومعانقة الحرف، والسفر عبر تراتيل الإبداع الذي يمنحكم الجمال، والبهاء، ويرتقي بكم إلى مصاف الإنسان، ولسان حال شاعرنا العربي يقول قديمًا:

يا خادم الجسم كم تسعى لخدمته .. أتطلب الربح مما فيه خسرانُ

أقبل إلى النفس واستكمل فضائلها .. فأنت بالنفس لا بالجسم إنسانُ

مقالات ذات صلة

‫40 تعليقات

  1. الكتابة تتجلى فيها عملية مخاض حقيقي لخلاصة معايشات وخبرات يولد من رحمها إبداع وعوالم أخرى.

  2. لم يجرؤ شاعر أو كاتب على تجاهل فلسطين كقضية وكرمزية لأسمى معاني وقضايا الإنسانية بروزا.

  3. النقد في وطننا العربي يرفع أقلاما ويقصف أخرى، وليس كل ما ارتفع منها يستحق أن يُقرأ له، وكذلك ليس كل ما قُصف منها يستحق أن يندثر.

  4. إنّي أراني بقلبِ الأرضِ تُنْشدُني .. مثلَ الصبيّ أضُمّ الأرض والنغَمَا
    شعبٌ عظيمٌ يغنّيْ الكونُ ثورتَه .. نالَ السلامَ ورامَ النصرَ والهرَمَا
    يَا أيّها الناسُ .. يا أحبَابَ ثورتنَا إنّي العشيقُ بلغتُ الحُبّ والقِمَمَا
    إنّي .. سأهْدِي زهورًا في بشاشتِهَا .. وأسعدُ الأرضَ والأطفالَ والذمَمَا.
    إنّـي اتخـذتُ خليـلَ الحـبُّ عاشقةً .. هـذا الخليلُ بحبِّ الأرضِ مَا فطما

    الله!
    شعر راقٍ وكلمات عذبة مفعمة بالحب والشوق..

  5. حوار متميز، غطت أسئلته كافة الجوانب والأسئلة التي تدور بذهن القارئ..
    بالتوفيق دائما لك مهندس خالد، وبالتوفيق لشاعرنا العظيم عريب عبد المطلب.

  6. علاقة المغرب العربي بمشرقه كعلاقة المبتدأ بالخبر كلاهما مكمل للآخر!
    تشبيه جميل جدا يوصف الحال ببلاغة الحرف واللغة.

  7. دهاليز الشعر تجبرنا على الوقوف في حضرتها حائرين من جمالها وعظمتها وسحرها.
    دمت مبدعا متألقا شاعرنا عريب.

  8. سطوة القلم أشد وأعتى من سطوة السلاح، اخترت سلاحا متميزا للدفاع عن نفسك وهو الشعر، ولا ضير من بعض المعاناة في سبيل ذلك.

  9. الشاعر هو الذي يمضي ويمشي بين الزهرة والسكين، بين الحلم والوهم، بين الحياة والموت

  10. النقاد يقزمون أقلامًا مميزة ولو كانت تناطح السحاب شموخًا ونفاذًا

    اوافقك تمام شاعرنا العظيم عريب

  11. يا خادم الجسم كم تسعى لخدمته .. أتطلب الربح مما فيه خسرانُ
    أقبل إلى النفس واستكمل فضائلها .. فأنت بالنفس لا بالجسم إنسانُ

    ما اعظمها من نصيحة..ونحن اشد الحوجة لها في زمن التوحش والبربرية..

  12. يعجبني الشعر والشعراء..كثير ما اشارك الصوالين الثقافية في القاهرة لاستمتع بقول الشعرء

  13. سررت عندما قرأت أنك كنت لشاعر بلدي نزار قباني في بداياتك الشعرية..

    نزار قباني فخر لنا نحن السوريين

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88