الطب والحياةعلوم وتقنية

التكنولوجيا الجديدة قد تخفض الوقت المخصص لتشخيص الأمراض المعدية في دول مجلس التعاون الخليجي بنسبة تزيد عن ٩٣%

هنالك حاجة مُلحَّة لاعتماد اختبار تشخيصي في نقاط الرعاية، لخفض وقت التشخيص والوقاية من تفشي فيروس كورونا المسبّب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية في دول الخليج العربي.

ينبغي أن تكون دوائر الصحة العامة المصدر الرئيسي لمعلومات الوقاية من فيروس كورونا المسبّب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، حسب بعض الخبراء في القطاع الطبي يمكن تشخيص الأمراض المعدية في خلال ٣٠- ٤٠ دقيقة فقط بدلًا من ٦- ٨ ساعات.

الرياض ـ رشاد اسكندراني ـ دبي

حثَّ خبراء الأمراض المعدية المواطنين الإماراتيين والخليجيين على حماية أنفسهم من مخاطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي العلوي، مثل أنفلونزا الخنازير وفيروس كورونا المسبّب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، بإتباع التعميمات والتوصيات الصادرة عن دوائر الصحة العامة في دولهم.

يأتي ذلك في الفترة التي تسبق الدورة السادسة من مؤتمر الصحة العامة، الذي ستنعقد جلساته تحت مظلة مؤتمر آراب هيلث يومي ٣٠ و ٣١ يناير ٢٠١٩ بمركز دبي التجاري العالمي.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن فيروس كورونا المسبّب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، والذي تم اكتشافه لأول مرة في المملكة العربية السعودية في عام ٢٠١٢، هو عبارة عن فيروس حيواني المصدر ينتقل من الحيوانات إلى البشر.

وقد تم الإبلاغ عن إجمالي ثماني حالات مؤكّدة مختبريًا لفيروس كورونا المسبّب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية على مستوى العالم خلال شهر أكتوبر ٢٠١٨، وفقًا لما ذكرته منظمة الصحة العالمية، وجميع تلك الحالات موجودة في دول خليجية، وقدَّم الخبراء مشورةً للأشخاص الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي أو داء السكري أو الفشل الكلوي أو أمراض الرئة المزمنة، بأن يتخذوا تدابير إضافية لحماية أنفسهم من العدوى عن طريق تجنُّب ملامسة الجِمال، إلى جانب اتخاذ تدابير النظافة الصحية العامة، مثل غسل اليدين بانتظام ومراعاة ممارسات النظافة الصحية للمأكولات.

وفي هذا السياق، قال الدكتور زياد ميمش، أستاذ الأمراض المعدية بقسم الصحة العامة في كلية الطب بجامعة الفيصل في العاصمة السعودية الرياض، ووكيل وزارة الصحة السابق للصحة العامة بالمملكة العربية السعودية: ”منذ عام ٢٠١٢، تبيّن أن ٨٥% من حالات فيروس كورونا المسبّب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية على مستوى العالم كانت في دول الخليج العربي أو شبه الجزيرة العربية، وفي ظل خبرتها المكتسبة على مدار آخر ١٠ إلى ١٥ عامًا من خلال التعامل مع العديد من مسبّبات الأمراض الناشئة، فإن وزارات الصحة في منطقتنا بذلت جهودًا كبيرة في تعميم الرسائل المتعلقة بالسلامة العامة والوقاية من الأمراض، إلا أنه لا يزال هناك الكثير الذي يمكن تعلمه وتنفيذه للتخلص من المرض نهائيًا من منطقتنا“.

ومن بين أكبر التحديات في حالات فيروس كورونا المُسبِّب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية لدول الخليج العربي، نذكر أنشطة الرحلات الداخلية مثل الحج والعمرة في السعودية والزيادة في عدد السياح الوافدين إلى الإمارات.

وفي إطار استعداد السعودية لاستقبال نحو ٣٠ مليون معتمر بحلول عام ٢٠٣٠، شدَّد الخبراء على ارتفاع مخاطر تفشي أحد الأوبئة، وأكّدوا على ضرورة أن تكون دوائر الصحة العامة مستعدةً للتكيُّف مع الوسائل الجديدة للتصدي للأوبئة، من أجل منع انتشار أي فيروسات للجهاز التنفسي العلوي خلال تلك الفترات.

وأضاف الدكتور زياد: ”من المؤكد أن التقنيات المتقدمة سريعًا، ستلعب دورًا محوريًا عندما يتعلق الأمر بالإسراع في تشخيص أمراض الجهاز التنفسي العلوي في هذه المنطقة، وعلى سبيل المثال عندما ظهر فيروس كورونا المسبّب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية لأول مرة، اعتمدنا على مراكز الوقاية من الأمراض ومكافحتها في الولايات المتحدة وهيئة الصحة العامة الإنجليزية في أوروبا، لتزويدنا بمجموعات تشخيصية للتصدي لهذا المرض“.

وأوضح الدكتور زياد: ”بدلًا من الانتظار لنحو ست أو ثماني ساعات لتشخيص العلاج، أصبح بإمكاننا الآن تشخيص الكثير من الحالات الجديدة في فترة تتراوح بين ٣٠ :٤٠ دقيقة فقط، وذلك بفضل الاعتماد المتزايد على أساليب تشخيصية جديدة مثل اختبارات نقاط الرعاية، ومع ذلك، وعلى الرغم من توفر هذه الأساليب فعلًا في منطقتنا، فإنه للأسف لم يتم تطبيقها بعد“.

ومن المنتظر أن تُحدِّد الدورة السادسة من مؤتمر الصحة العامة عدة جوانب مهمة، يمكن أن تسهم فيها هيئات الصحة العامة بدول الخليج العربي في جعل إدارة الطوارئ والكوارث أكثر فاعلية، كما أن المؤتمر سيُحدِّد أيضًا متطلبات الاستجابة الفاعلة لحالات الطوارئ الطبية والصحية العامة.

وتعليقًا على ذلك، قالت سالي تومسون، رئيس قسم إنتاج مؤتمر آراب هيلث: ”تعتبر منطقة الخليج العربي جزءًا من المجتمع العالمي؛ لذا فإن أي شيء يحدث في أجزاء أخرى من العالم، من حيث ظهور أمراض جديدة، سيكون له تأثير على منطقتنا، ومن خلال تيسير سبل التواصل بين مختلف الدوائر الصحية الوطنية، وتوفير منصة لمسؤولي الصحة العامة للمشاركة في هذه المناقشات، يُشكِّل مؤتمر الصحة العامة فرصة رائعة لتحسين كفاءة استراتيجيات الصحة العامة عند حدوث الأوبئة والكوارث وحالات الطوارئ في المستقبل“.

وإلى جانب الدكتور زياد ميمش، سيضم مؤتمر الصحة العامة أيضًا عددًا من خبراء الصحة العامة رفيعي المستوى الآخرين من شتى أنحاء المنطقة، ومن بينهم الدكتور أحمد منديل، منسق قسم التطوير البحثي والابتكار والمعلومات والأدلة والبحوث في منظمة الصحة العالمية/ المكتب الإقليمي لشرق المتوسط بالقاهرة، والدكتور فراس جعفر كريم النجار، استشاري طب الطوارئ بمركز الإصابات في مستشفى راشد، ومدير البرنامج التخصصي في طب الطوارئ في هيئة الصحة بدبي، والأستاذ المساعد بكلية دبي الطبية، والأستاذ الدكتور ليفينت كينار، رئيس قسم الدفاع الطبي الكيميائي والبيولوجي والإشعاعي والنووي في أكاديمية غولهان الطبية العسكرية بالعاصمة التركية إسطنبول.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88