أجهزة ومخترعاتعلوم وتقنية

خطوة تاريخية: إعادة تعريف كتلة “كيلوغرام”

اتّفق العلماء اليوم على إعادة تعريف قيمة الكيلوغرام،  في عمليّةٍ تعتبر أهم إعادة تعريف لإحدى وحدات القياس منذ أعيد حساب الثانية في عام 1967 وهو قرار ساعد في تيسير الاتصال عبر العالم من خلال تقنيات مثل نظام تحديد المواقع العالمي “جي.بي.إس” والإنترنت.

واتفقت الدول الأعضاء في المكتب الدولي للأوزان والمقاييس، وعددها نحو 60 دولة، اليوم الجمعة، وبعد اجتماع استمر أسبوعًا في قصر فرساي القريب، على إعادة تعريف الكيلوغرام على أساس قيمة ضئيلة لكنها لا تتغير تسمى “ثابت بلانك”.

ومنذ عام 1889، يتم تعريف الكيلوغرام بأنه كتلة لامعة من البلاتينيوم- إريديوم محفوظة في وعاء زجاجي خاص وتعرف بالنموذج الأساسي الدولي للكيلوغرام. وهذه الكتلة محفوظة في مقرّ المكتب الدّولي للأوزان والمقاييس الموجود على مشارف العاصمة الفرنسية باريس.

ولكن المشكلة تكمن في أن وزن النموذج دائمًا ما يتغير. فحتى داخل جِراره الزجاجية الثلاث يلتقط النموذج جزئيات دقيقة من الأتربة ويتأثر بالغلاف الجوي. وأحيانا يحتاج إلى تنظيف وهو ما يمكن أن يؤثر على كتلته، الأمر الذي يمكن أن تكون له انعكاسات بالغة الشأن، فإذا فقد النموذج جزءًا من كتلته فسيزيد وزن الذرات من الناحية النظرية، في حين ينبغي أن يزن الكيلوغرام كيلوغرامًا واحدًا دومًا.

كذلك قام العلماء خلال الاجتماع بالتّصويت على تحديث تعريفات وحدة قياس التيّار الكهربائي، الأمبير، ووحدة قياس الدينامسكا الحرارية، الكلفن، ووحدة قياس كميّة المادة، المول.

ويحاول العلماء منذ عقود تحديد قيمة ثابتة للكيلوغرام، مستمدة من الفيزياء الثابتة بذات الطريقة التي تصرفوا بها إزاء وحدات القياس الأخرى التي يشرف عليها المكتب الدولي للأوزان والمقاييس، فعلى سبيل المثال فإن المتر ليس مئة سنتيمتر، إنما هو فعليًّا “طول المسافة التي يقطعها الضوء في الفراغ خلال فاصل زمني يبلغ 1/299.792.458 من الثانية”.

ويمكن استخدام ما يعرف باسم “ثابت بلانك”، وهو أحد ثوابت الفيزياء الكمية، وميزان “كيبل”، وهو آلة وزن بالغة الدقة، لحساب كتلة جسم باستخدام قوة كهربية مغناطيسية مقاسة بدقة.

وقال مدير المكتب الدولي للأوزان والمقاييس، مارتن ميلتون، إنّ “إعادة تعريف وحدات القياس لحظة تاريخية في التقدم العلمي” مضيفًا أنّ “استخدام الثوابت الأساسية التي نلاحظها في الطبيعة كأساس للمفاهيم المهمة مثل الكتلة والوقت يعني أن لدينا أساسًا مستقرًّا نطور منه فهمنا العلمي ونتوصل من خلاله إلى تقنيات جديدة ونتصدّى به لبعض أكبر التحديات التي تواجه المجتمع”.

وقال رئيس لجنة الأوزان والمقاييس، باري إنجليس إنّ النتائج هائلة، مضيفًا: “لن نكون بعد الآن مقيدين بقيود الأجسام في قياسنا للعالم، لكن لدينا وحدات يمكن الوصول إليها عالميا ويمكن أن تمهد الطريق أمام دقة أكبر بل وتسرع وتيرة التقدم العلمي”.

وسيبدأ العمل بالتعريفات الجديدة التي وافق عليها المكتب الدولي للأوزان والمقاييس يوم 20 أيار/ مايو عام 2019.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88