11المميز لديناإسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

صديقتي: انتزعي جوف قلبك وتدللي

الحياة بجمالها وعنفوانها لا تُعطنا بالمجان إطلاقًا، وإنما تأخذ منا الأجمل، وهي معادله بسيطة (أخذ وعطاء)؛ هكذا هي السعادة؛ لكي نحصل عليها لا بد من كفاح، وتعب، ومجهود، بل هي أحرى بحرب ضد كل من يقترب  لانتزاعها من جوف قلبك؛ لكل امرأة حزينة وتائهة، مكسور قلبها من رجل (أب، زوج، أخ، صديقة، كائنًا من كان)، عليها أن تحارب وتطرد تلك الأفكار السلبية التي تجعلها أسيرة لها، أو ربما تبقى في دوامتها.

فقد تكونين إحدى هؤلاء:

– تلك الفتاة التي فرض عليها والدها زواج مصلحة من شخص ليس من عمرها، بل أكبر من أبيها، ففي كل يوم تستيقظ لتدفن شباب الأمس بوابل من الدمع والحرقة، فهي أشبه بهيكل عظمي يرقد على أطراف السرير، فمن أطغى ذاك الجمال ليكون سلعة رخيصة لبائعي الهوى؟

– تلك الأخت التي تيتمت صغيرة وقام أخوتها بهضم حقها في إرثها من أبيها، وزوجوها لأول طارق باب؛ للتخلص منها ومن حقوقها، فبُليت برجل عربيد لا يفهم من التقوى والاستقامة شيئًا؛ فتتجرع كل يوم مرارة الحياة والزواج.

– تلك الفتاة التي صارت سيدة بيت ضحت براحتها وطموحاتها؛ من أجل زوج وأبناء، وكابدت؛ لتخرج أجيال هم قادة للمجتمع، ووهبت حياتها له ليصعد على أكتافها، وينال شرف العز والهمم، وعلى مشارف التقاعد وهي تتأمل تلك السنين لتعود الحياة هادئة كما بدا ليها؛ تفاجأت بصدمة ثمن لكل ذلك بزواجه من أخرى، وبداية حياة جديدة، ونهاية حياته معها.

– تلك الأم التي اعتنت، وربت، وضحت؛ تجرعت الويلات؛ لترى ابنها  رجلاً شامخًا؛ وابنًا بارًا، جمعت كل قواها لتحميه من غدر الذئاب، وجعلت مخالبها تنهش من يقترب ليمسه بسوء، وحين أصبح رجلاً تخلى عنها؛ فزوجته ترفض أن تعيش معها، ووضعت شرطًا لعينا أن تعيش في بيت كبير دون أمه، وكان ملاذك الوحيد بيت من بيوت المسنين.

هكذا أنت يا صديقتي، وأكثر من ذلك، وهذا ما يجعلني أؤكد عليك أن تقفي أمام أحزانك بقوة وجبروت، عيشي لنفسك أولاً وأخيرًا، دلليها، استمتعي بكل وقت يمر من يومك، لا تقفي أمام مرآة لتندبي حظك، وتحسدي من هم أفضل منك، فأنتِ الأجمل والأفضل؛ إذا جعلتِ قلبك الأقوى، وحياتك ملك لك وليس لأحد من البشر.

ثقي أن الله معك.

———————-
بقلم/ نوال محمد الحربي

مقالات ذات صلة

‫15 تعليقات

  1. نحن نعيش في زمن ليس احدهم ملزم ان يقف معك
    علمتني الحياه ان اقدر ذاتي ونفسي ولا اسمح لأحدهم ان يكسرني من لإيراني ذهبا في عينيه لا أراه ترابا تحت قدمي سواء كان من الاقارب او الأصدقاء علمتني الحياه ان من يحمل قلب من ذهب لا احد يستحقه الا كان اهل لذلك
    كل يوم أنجز في عملي واحمل رساله لمن يحتاج مساعدتي وان ادعمه

  2. بارك الله فيكم استاذتنا بقلمك الراقي
    مقال رائع جدا سعدت كثيرا وننتظر جديدكم
    انها رحلة بين الوفاء والعطاء وبناء الذات التوازن مطلوب

  3. قلم رائع و واعد،،، و موضوع طُرِحَ بإختصار جميل و عرض نماذج حية بين ظهرانينا،،، كل التوفيق لك يا أم علي

  4. النساء انواع في التصدي لمشاكلهن ولو تركت المرأه النحس والقيل قال لارتاحت من كل شيء ينغص حياتها
    مقال مميز ..

  5. اكثر من هن مدللات انفسهن الحريم .. وتريدين اخت الكاتبة أنهم يزيدون دلال !!!
    المرأة ماأخذه حقها وحق غيرها

  6. استمروا في كلامكم يابنات عن انفسكم ولمعوا فيها .. الرجال دايم مظلومين مع كيد النساء
    الله يخارجنا منها طط

  7. أجادت الكاتبة الفاضلة نوال محمد الحربي التعبير عن معاناة عديد ن النساء في صورة زوجة أو أم أو اخت أو ابنة .. ودعتها للتمرد على ما تجده من معاناة في سبيل عطائها الذي لا ينضب .. لكنني اختلف مع الاستاذة نوال في دعوتها للمرأة بأن تعيش لنفسها فقط .. المرأة الحقيقية تجد سعادتها في سعادة من حولها .. حتى لو كان ذلك على حساب مصلحتها الذاتية.. فحتى إن لم تجد رد للجميل.. فإن ما عند الله خير وأبقى

  8. أحيي الاستاذة نوال محمد الحربي على ما سطرت أناملها ببراعة .. فعلا لا يجب على المرأة أن تتخلى عن كرامتها لتسعد رجلا لا يهتم بها ولا يراعي مشاعرها.. أصون كرامتي من قبل حبي

  9. الكاتبة الاستاذة نوال الحربي تريد أن نشن حربا على معشر الرجال.. وأي رجال؟.. الأب . الأخ .. الزوج .. الابن . هم جميعا أقرب الناس إلينا .. سعادتهم هي ذاتها سعادتنا.. لا أتفق مع دعوتها للتمرد عليهم .. صحيح ينبغي أن يراعي الرجال مشاعر نساءهم .. وهذا ما حسنا الاسلام عليه.. لكن في المقابل لا يتم هذا بتمرد بنات حواء

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88