ولحواء أيضًا.. زوج واحد لا يكفي!!

دومًا يردد الرجال – الراغب منهم في التعدد وحتى غير الراغب – بأن زوجة واحدة لا تكفي الرجل.. وارتبط التعدد بعالم الرجال دون النساء.. غير أن الواقع يؤكد أحقية المرأة أيضًا في أن تعدد.
انتظروا.
لست أدعُ إلى دين جديد؛فلا أقصد أن يتعدد أزواج المرأة في وقت واحد، ولا أن تنتقل من فراش إلى فراش؛ فهذا بالتأكيد أمر لا يقره شرع، ولا تقبله فطرة سليمة.
ولكنني أقصد أن زوج واحد لا يكفي امرأة مات عنها زوجها، أو طُلقت منه، فهنا من حقها أن تصون نفسها وعرضها، وتلبي احتياجاتها الإنسانية بتكرار تجربة الزواج مرة أو أكثر حتى تنعم بحياة مستقرة هانئة، تحفظ كرامتها وتصون عرضها، وتشبع غرائزها بطريقة مشروعة.
للأسف كثير من النساء التي مات أزواجهم لا يجرؤون على تكرار تجربة الزواج لأسباب متباينة، منها نظرة المجتمع وكلام الناس، (تراها ما صدقت مات زوجها فذهبت تبحث عن بديل!)، (كيف تحضر لأطفالها زوج أم؟)، إلى غير ذلك من العبارات المهينة والمبطنة بإيحاءات جنسية بغيضة.
هل أنتم أفضل من النبي صلى الله عليه وسلم؟ ألم تكن زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهن جميعا ثيبات باستثناء السيدة عائشة. جميعهن كن زوجات وأبدلهن الله زوجًا خيرًا من أزواجهم، هو رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هل نساؤكم أفضل من نساء الصحابة؟ ألم تتزوج زوجات صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد استشهادهم في الغزوات، أو بعد طلاقهن منهم؟
الشريعة تسمح للمرأة بأن تتزوج بعد طلاقها، أو ترملها، بينما المجتمع يأبى ويرفض ويعاند شرع الله.
فمن للمطلقة والأرملة ومن فاتهن قطار الزواج إن لم يتزوجن مرة أخرى. من يعين المرأة المعيلة على تربية أطفالها والوفاء باحتياجاتهم. المرأة مهما كانت قوية تأتي عليها لحظات ضعف لا تستطيع فيها الصمود خاصة في مجتمعات انتشر فيها الابتزاز، مجتمعات تنظر إلى المرأة المطلقة أو الأرملة وكأنها صيد سهل يمكن النيل منه متى شاءوا.
هل تَرضوْن لها بأن تكون صيدًا سهلاً أمام كل من هب ودب؟ أم من الأفضل أن تتحصن برجل يحميها ويقوم على شؤونها؟
كما أن لكل امرأة قدرتها على الصمود أمام نداء الرغبة، هناك من تفقد رغبتها الجنسية تمامًا بعد وفاة زوجها وتفضل أن تبقى لأطفالها فقط -فلها ذلك – وهناك من تظل طاقتها الجنسية متوهجة؛ أفلا تكفيها بالحلال أمام الناس؛ أم تلجأ لإشباعها سرًا بوسائل غير مشروعة!
بل الأخطر من ذلك، هناك نساء متزوجات بالفعل ولا يشعرن بالاكتفاء الجنسي مع أزواجهم، إما لكبر سن الزوج، أو لإصابته بأمراض تجعل طاقته الجنسية أقل كثيرًا من أن تحقق الإشباع والعفاف لزوجته. ففي هذه الحالة إن لم تمتلك القدرة على حماية نفسها من الوقوع في الفاحشة، فعليها أن تطلب الطلاق من زوجها؛ لتبحث في النور والحلال عن زوج يحقق لها الإشباع والعفاف، بدلا من أن تكون زوجة في العلن لرجل بينما جسدها لعشرات الرجال في السر!

************************

بقلم الكاتب والأديب المصري ✍ محمد عبد العزيز يونس