11المميز لدينامشاركات وكتابات

يوم وطني مميَّز!

رقم مميز لحدث مميز في يوم مميز في ظرف مميَّز.. يأتي اليوم الوطني هذا العام.. الثامن والثمانين..!

يهلُّ علينا وسلمان الخير، سلمان العزم، سلمان الحزم، على رأس البلاد، ناظرًا إلى الأمام، يحدو قافلة العزّ والمجد إلى حيث الشمس تشمخ، وإلى حيث يبدو الكبار عمالقة، والصغار أقزامًا.. وإلى جواره محمد بن سلمان بإرادة الشاب المتوثِّب، متماسًّا مع أحلام المملكة، حاملًا في يمناه رؤية 2030، لا تعرقله صخرة، ولا تثني عزمه عقبة.

سبعة وثمانون عامًا مضت، فيها تحوَّل أصفر الصحراء المجدب إلى أخضر الحقول والزروع والثمار المخصِب، وأضحى هلال العلم راية خضراء تحتفي بوحدانية الإله، وسلَّمت الدرعية الأمانة إلى الرياض، لتصبح محطّ العقول والقلوب والسواعد!

سبعة وثمانون عامًا خرجت فيها المرأة من حَلْق بيتها إلى عالم واسع، مستشارةً ونائبةً ومعلمةً وأكاديميةً ورياضيةً وسيدةَ أعمال، تقوم على شؤونها وتقود سيارتها وتكمل تعليمها وتزاحم الرجل، وتنافسه.

سبعة وثمانون عامًا، والتعليم ينتقل من كتاتيب متفرقة ومدارس هزيلة إلى جامعات عالمية، وابتعاثات وعقول تقتحم سوق العمل، وتُنافِس الخبرات الغربية والصروح الغربية، خبرات صنعها سعوديون للسعوديين بأيدي السعوديين.

سبعة وثمانون عامًا من النفط وحده إلى الاستثمار في الطاقات والموارد والتعليم والصحة، وإلى اقتصاد كبير متفجِّر ضمن أقوى 20 على وجه الأرض، وإلى ريال ينافس ويُخضع ويرتفع، ويتجاوز ويُطلب ما دامت الصرافات والصيارفة.

سبعة وثمانون عامًا من البندقية إلى الصاروخ، ومن العصا إلى الطائرة، ومن نصرة النفس إلى إذلال الغاشم، وتلقين المعتدي، ومعاونة الإخوة، وكسر الشوكة، وإثبات الذات.. نقطع يد الشيطان ونُرجع هارب الذئاب إلى حظيرته، ونحصِّن حدودنا وحدود جيراننا، ومن يستجير!

سبعة وثمانون عامًا من الراديو إلى التلفاز، ومن القراءة إلى المسرح، ومن العارضة إلى هيئة تقوم على الترفيه و(اختصاصي للسعادة) رسالة إلى العالم الفسيح بأن القبضة العازمة تعرف الضحك والبسمة، وأن يَدَيْنِ معًا تبنيان العظمة الخالصة؛ الجهد والترويح!

سبعة وثمانون عامًا من الخرافة إلى قيمة العلم، ومن السِّحْر إلى الفضاء، ومن البدعة إلى صحيح الدين، وصراط مستقيم، تعرف للإيمان حقه، وللدنيا حقوقها، وتعرف أن الميزان كِفَّتانِ؛ جنة عرضها السماوات والأرض، وأرض يحصد ثمارها الملتزم.

سبعة وثمانون عامًا والسعودية في محور الحدث، صانعة قرار، مزار للعالم كله، قادة ومواطنين ومبدعين، محطة الوصول والوداع، وعتبة السلامة والاستقبال.

سبعة وثمانون عمر واحد، لكنها كانت في مسيرة الدنيا أعمارًا لقادةٍ علَّموا العالم أن الوطن ليس ملكًا لأحد، وليس صورة من أحد.. إلا أبنائه.. فكان كل ابن من أبناء المؤسس ترسًا يحسن تسلُّم الأمانة من سلفه، ليمهِّد لمن يخلفه، والشعب آمن في سربه معافى في نفسه حائز قوت أيامه وقوت أولاده.

وها قد جاء اليوم الوطني الثامن والثمانين يحمل معه أحلامًا وطموحًا ودعاء بالسلامة، واستكمال المسير، لم يبق في الطريق إلا أقله، وعلى الصحراء إلى ذراعًا..

حفظ الله البلاد وقادتها، وأمدّ في عمرنا لنكون شهودًا على هذا التحوُّل، ولكي نرى رؤية 2030، تكليلًا لأيامنا الوطنية التي منها هذا اليوم المميَّز.

” دكتورة فايزة بنت صالح الحمادي استاذ اللغويات التطبيقية المشارك – قسم اللغة الانجليزية كلية الآداب – جامعة الملك فيصل “

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88