11المميز لدينااستطلاع/تحقيق/ بوليغراف / هستاق

نواقض التعدد بين الزوجات وملابسات الحياة لطرفين وأكثر الجزء الخامس و للمختصين رأي

تعدد الزوجات، تشريع إلهي شرعه الله سبحانه وتعالى للبشر وهو خالقهم وأعلم بشؤونهم؛ لذلك يجب التسليم، والإيمان، والقبول، والخضوع لشرع الله، لكن أحيانًا نجد تفاوت للآراء، من حيث اختلافات في وجهات النظر بين من يؤيده ومن يرفضه … بعد الجزء الأول،حول الاراء عامة ومن ثم الحزء الثاني حول نقل لتجارب رجال ونساء حول ذلك ومن ثم كان الجزء الثالث يحوي طرائف ومقولات وخلافه عن التعدد … نستعرض الجزء الخامس  والأخير مع ذوي الاختصاص.

لذا؛ طرحنا بعض الأسئلة من خلال صحيفتنا هتون على عدد من المستشارين

1– ما هي الشروط الواجب توفرها لشخصية المعدد من حيث القدرة على التوفيق بين الزوجات والأبناء؟

2- هل يتحمل الزوج المعدد ذنب قطع صلة الرحم بين أبنائه وأبناء أبنائه، وبماذا يتم توصيف تلك الظاهرة من ناحية الزوج هل هي أنانية، أم حب الذات، أم جهل بالأمور القادمة؛ ولم يحسب لها حساب أم ما هو التوصيف المناسب؟

3 – في صلة الرحم كيف تتجنب القطيعة بين الأبناء غير الأشقاء؟

4- وما هي وجهة نظر الزوجات لأزواجهم الذين عددوا؟

5- ما هي إيجابيات وسلبيات المعدد للزواج ؟

في البداية أدلت  المدربة والمستشارة الأسرية الأستاذة/ منيرة علي السكران برأيها قائلة:-

 جميعنا ندرك جيدًا أن الشرع منح للرجل رخصة التعدد لأكثر من امرأة واحدة، فيمكن أن يتزوج اثنان وثلاث وأربع أيضًا، ولكن مع وجود بعض الشروط، من أهمها أن يكون عادلاً بينهن في كل شيء، وإن لم يستطع فعل ذلك؛ فسوف يتم سحب هذه الرخصة منه؛ لأنه سيحمل أذى كثيرًا في حق أسرته، وحق المرأة، وانتقاص كرامتها، وهذا عكس الذي يحض عليه الإسلام الذي أعطى للمرأة مكانة خاصة للعناية بها وتكريمها.

لذلك؛ جُعِل العدل شرطًا ضروريًا لمن أراد التعدد، والعدل هنا هو العدل في المبيت، والحقوق، والواجبات للزوجة والأبناء، أما العدل في الحب، فهذا ما لا يستطيعه الإنسان حتى مع أولاده، قال تعالى «ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم» لذلك ها هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يناجي ربه «اللهم إن هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما لا أملك).

 ونعم؛ يتحمل الزوج المعدد ذنب قطع صلة الرحم بين أبنائه، وأبناء أبنائه، وهذا الموضوع يعاني منه كثير من أبناء المعددين لأسباب منها:

• استغلال هذا الحق الشرعي أبشع استغلال للأسف، فلا يُلقي المعدد بالاً لمسألة العدل بين الزوجات وبين الحقوق الواجب القيام بها، وينغمس بتحقيق رغباته وشهواته، ويهمل المسؤوليات تجاه الزوجة الأولى وأبنائها، مما يسبب الألم النفسي للزوجة، ويتأثر الأبناء بهذه المشاعر، وتورث الحقد والكراهية بين الأخوة الغير أشقاء أحيانًا.

• هناك من يعدد تأديبًا للزوجة الأولى، ثم يطلق الثانية، إذا تعدلت سلوكيات زوجته الأولى، ولكن بعد أن أحدث شرخًا في العلاقة بينه وبين الزوجة، ويتأثرون بها الأبناء تلقائيا.

• هناك من يملك المال الوفير فجعل الزواج والطلاق سلوكًا مستمرًا يفاخر به من حوله، وهنا يتحمل ذنب المشاعر التي سيورثها لأبنائه بسبب سوء أخلاقياته في التعامل معهم.

 ولكن، كل هؤلاء يخالفون المنهج الإسلامي الصحيح الذي ينظر للعلاقة الزوجية نظرة مقدسة، ويعتبرها رباطًا مقدسًا يجوز الاستهانة به؛ لذلك مجتمعنا بحاجة ماسة إلى قنوات توجيه تساهم في توعية الرجل إلى كيفية تسيير حياته الزوجية معدّدًا كان أو غير ذلك.

 المشكلة في أساسها مشكلة تربوية ومن داخل المنزل ونوعيه العلاقة بين الإخوان الغير أشقاء التي تعتمد على تربيه الأبوين؛ فعندما تزرع الأم أو الأب مثلاً الحقد والكراهية في ابنها ضد أخوه الغير الشقيق؛ سينعكس هذا على العلاقة بينهم وطبيعة علاقة الأخوة ببعضهم البعض القائمة على مدى تعلم وثقافة هؤلاء الإخوة، وهنا لا ينبغي أن يكون دورهم امتدادًا لدور والديهم السلبي، ولكن عليهم أن يسعوا إلى التواصل، والتآخي، والتآلف، فيما بينهم، ولا يساهموا في استمرارية هذه القضية. وهذا الوضع الذي لا ذنب لهم فيه، فعليهم أن يتأكدوا بأنهم إخوة سواء كانوا أشقاء أو غير أشقاء. والأهم أن لا يورثوا أبناءهم تلك القطيعة والكراهية؛ فصلة الرحم من أهم ما أوصت به الشريعة الإسلامية.

وطبيعي أن ترفض المرأة ان يُعدد عليها زوجها كشعور إنساني طبيعي، لكن المهم أن لا يؤدي هذا إلى رفض تشريع رباني مُحكم رفضًا قاطعًا، فالتعدد شُرع لحل بعض المشاكل التي تطرأ على المجتمع كمشاكل الأرامل، واليتامى، والعنوسة. ومن أراد التعدد، يجب أن يكون قادرًا ماديًا ومعنويًا على توفير العيش الكريم لجميع الزوجات بشكل متساوٍ.

• أما الزوجة التي تعاني من مشكلة مرضية، أو عدم قدرتها على القيام باحتياجات الزوج، وتم التفاهم بين الطرفين على التعدد؛ تكون نوعا ما متقبلة الوضع وتتعايش معه.

• أما من تضررت من تعدده؛ بالإهمال، وسوء المعاملة، وعدم العدل، فإنها تتأثر نفسيا، وتنعكس على من هم حولها وتتأجج بها نار الغيرة، وتستمر بالمراقبة والمقارنة؛ مما يؤثر على استقرارها العاطفي، وتتأثر حالتها النفسية، بسبب أن مشكلة الزوج المعدد لا يبالي بباقي الضوابط التي تحكمه إذا تزوج بأخرى، وحتى العدل الذي هو الشرط الأساسي في التعدد يغيبه تماما، ولا يبالي به، ويصبح سلوكه تنفيري للزوجة الأولى؛ لأنه يتعايش مع الزوجتين لتحقيق رغباته، مهمشًا ما يتوجب عليه من أمور وواجبات لأسرته الأولى.

الإيجابيات

• يشبع حاجة فطرية عند الرجل لم يتم إشباعها مع الزوجة الأولى،

• يمنع تعدد الزوجات من انتشار الفاحشة والرذيلة في المجتمع مثل العنوسة، والعلاقات المحرمة مع النساء،

• حماية الأبناء من التشرد وتحافظ على استمرار الأسرة، في حال بعض الزوجات اللواتي تعانين من الإصابة بمرض مزمن لا شفاء منه، وهذا في حد ذاته يعيق استمرار الزواج،

• غض البصر إذا كان من النوع الذي يتأثر بما يراه من النساء.

السلبيات

• تتسبب في تهديد كيان الأسرة، وتشتت أفرادها؛ بسبب عدم الاهتمام والرعاية لهم على الوجه الصحيح،

• تعرض حياة الزوج للخطر بحيث يكون عرضة للإصابة بالضغط ومشاكل القلب أحيانًا،

• يفقد الاهتمام والرعاية كثيرًا من قبل زوجاته وأبنائه على عكس الرجال، الذين يمتلكون زوجة واحدة فإنه يبقى الحب والرومانسية والاهتمام منها ومن أولاده بشكل أكبر،

• يورثوا أبناءهم الغير أشقاء القطيعة والكراهية، وقطيعة صلة الرحم.

‏‏الدكتور عطالله بن سليم العبار – مؤسس جمعية تعدد – تحت الترخيص ⁦

التعدد الصحيح كله إيجابيات وسلبيات، مثله مثل سلبيات أي زواج آخر،  ومن أهم إيجابيات التعدد هو الاستجابة لأمر الله سبحانه وتعالى (فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ) إذًا هذا أمر من الله بالتعدد، والله هو الأعلم بما يصلح الفرد والمجتمع (أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ). كذلك التعدد يساهم في إكثار النسل الذي حثنا عليه الرسول الكريم بقوله (تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم).

‏وكذلك المساهمة في إسعاد  وإعفاف كثير من النساء الأرامل، والمطلقات، والعوانس، وذوات الظروف والاحتياجات الخاصة، وذلك بالإسهام في توفير حياة زوجية مستقرة، وممارسة حقهن بالنكاح والأمومة، وبناء أسرة. كذلك من ايجابيات التعدد كفالة أيتام الأرامل، ورعاية أبناء المطلقات الذين تخلى أو عجز آباؤهم عن رعايتهم.

‏إذًا، فالتعدد فيه إشباع رغبات لبعض الرجال، وإعفاف للنساء، وتكاثر بالنسل، ورعاية لذوي الظروف الخاصة من الأبناء، وكفالة لللأيتام.

‏شروط التعدد الناجح 

‏* رغبة صادقة، 

‏* وعي كافٍ بما يناسبه،

‏* وعي كافٍ باحتياجاته،

‏* قدرة بدنية،

‏* قدرة مادية،

‏* قدرة نفسية (ضبط المشاعر، والانفعالات)،

‏* قدرة إدارية (قيادة أكثر من أسرة).

‏ويستطيع المعدد أن يتجنب قطيعة الرحم بين أبنائة من زوجاته من خلال اختيار الزوجات الصالحات، وبالعدل بين أمهاتهم، والعدل بين الأبناء، وعدم المفاضلة؛ كأن يقول أبناء فلانة أفضل، وكذلك بالحرص عليهم جميعا وتلبية احتياجاتهم دون تفضيل، والتواجد العادل في بيوت زوجاته، والحرص على غرس القيم الفاضلة في نفوسهم كالصدق، والإيثار، والمحبة.

وأضاف الأستاذ/ طلال بن حماد مرشد أسري واجتماعي وعضو في برنامج الأمان الأسري الوطني

أباح الله عز وجل للرجل أن يتزوج بأربع نساء فقط لقوله تعالي (وإن خفتم ألا تُقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا) بشروط هي:

القدرة البدنية؛ حيث ينبغي للرجل المقدم على تعدد الزوجات أن يتمتع بصحة جيدة تمكنه من الزواج من أكثر من امرأة، والعدل بين الزوجات، لقوله تعالى (فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة)، ومن ذلك يتضح من الآية أن العدل شرط لإباحة التعدد، والمقصود بالعدل هنا التسوية بين زوجاته في النفقة، والكسوة، والمبيت، ونحو ذلك.

ومعنى قوله تعالى (ولن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم)، يعني في المحبة القلبية، فهذه المحبة لا يكون فيها عدل، وليس شرط مانع من التعدد، والقدرة على الإنفاق على الزوجات (القدرة المالية)، والدليل على هذا الشرط قوله تعالى (وليستعفف الذين لا يجدون نكاحًا حتى يغنيهم الله من فضله).

 صراع الإخوة غير الأشقاء من المشكلات التي تهز كيان الأسرة، غير أنها ثقافة قد تنتقل للأبناء والأحفاد، وهذه الصراعات بسبب  انتقام الزوجات من بعضهم؛ حيث تمارس الزوجة التي تزوج زوجها عليها شكلاً من الكراهية والعدائية؛ لتحريض أبنائها ضد أبناء الزوجة الأخرى، وقد يكون السبب من الأب الذي يفضل الزوجة وأبنائها دون زوجته الأخرى، ولن ننسى بأن أول جريمة حدثت في التاريخ كانت بين إخوة أشقاء “قابيل وهابيل”، كما لن ننسى غيرة إخوة يوسف عليه السلام، عندما شعروا بأن أباهم يحب يوسف، ويرى فيه ما لا يرى في أخوته الآخرين، فأصبح من البديهي أن صراع الإخوة قد يكون سبب ونتيجة لتناقض المشاعر الأبوية تجاه الأبناء، وعدم العدل والمساواة بين الإخوة أو بين الزوجات؛ مما يولد الصراع والكراهية بين الإخوة غير الأشقاء. ومن أهم الأسباب المؤدية لتلك العلاقة نجد أنها تتلخص في موقف الأب من جهة، ومن جهة أخرى موقف الأمهات، فالأب هنا المسؤول الأول عن إيجاد علاقة طبيعية بين أبنائه، وذلك بقدرته منذ البداية على ضبط زمام الأمور، بفرض إرادته على الزوجات والأبناء وتقريبهم من بعضهم البعض؛ وبذلك يستطيع تجنب القطيعة بين الأبناء بضبط زمام الأمور وفرض إرادته على الكل.

ويبقى الدور الهام في طبيعة علاقة الإخوة ببعضهم البعض قائمًا على مدى تعلم وثقافة هؤلاء الإخوة، وهنا لا ينبغي أن يكون دورهم امتدادًا لدور والديهم السلبي على وجه الخصوص، إذ عليهم أن يسعوا الى التواصل والتآلف فيما بينهم، ولا يساهموا في استمرارية هذا الصراع  الذي لا ذنب لهم فيه، فعليهم أن يتأكدوا بأنهم إخوة أشقاءً كانوا أو غير أشقاء، والمهم أن لا يورثوا أبناءهم تلك القطيعة والكراهية فصلة الرحم من أهم ما أوصت به الشريعة الإسلامية.

  الإيجابيات

  • أحيانًا تعدد الزوجات قد يعني استمرارية الأسرة: فهناك امرأة غير قادرة على الإنجاب، فالتعدد هنا يحافظ على استمرار الأسرة، مع بقاء الزوجة الأولى على ذمة المُعَدد؛ وهذا يحفظها ويصون كرامتها،
  • الوقاية من انتشار الأمراض: الرجل بطبيعته عاشق للنساء ويحب التعدد، وهناك العديد منهم لا يكفيهم امرأة واحدة في حياتهم. لذلك؛ تجدهم يمارسون بعض العلاقات الغير شرعية مع نساء أخريات؛ وهذا في حد ذاته يؤدي إلى انتشار الأمراض الجنسية نتيجة هذه العلاقات المحرمة، مثل، مرض الإيدز الخطير،
  • تعدد الزوجات يمنع انتشار الفاحشة والرذيلة في المجتمع.

 السلبيات

  • حدوث المشاكل الزوجية والطلاق،
  • تعرض الأبناء للضياع،
  • معظم الأزواج الذين يتزوجون أكثر من واحده يهملون الزوجه الأولى وينصب الاهتمام على الزوجة الجديدة،
  • تشتت أفراد الأسرة بسبب فقدان رعاية الأب واهتمامه،
  • عدم العدالة بين الزوجات.

وفي الختام: الزواج نعمة من نعم الله. وشرع سبحانه التعدد لِحِكَم عظيمة لا ينكرها إلا جاهل، أو معاند، أو حاقد، على الإسلام وعلى المرأة نفسها.

وما يحصل من ممارسات سيئة من الأزواج المعددين، أو الضرائر، أو الإخوة، فيحسب عليهم وحدهم، فليس الخطأ في التشريع، وإنما في التطبيق، ولا علاقة لها بالتعدد في الإسلام، بل هي نتاج انحطاط أخلاق بعض المسلمين البعيدة عن شرع الله.

 فحذاري أيها الإخوة أن تورثوا أبناءكم تلك القطيعة، فينشأوا على الحقد والكراهية، وتستمر سلسلة العداوة عبر الأجيال، فتنزع البركة وتحل النقمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88